القدس – قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الثلاثاء إن إسرائيل تريد توزيع المساعدات الأجنبية إلى غزة من خلال نظام قسائم، لضمان عدم استخدام التبرعات في دعم حركة حماس الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع وتعزيز ترسانتها المسلحة.
وحددت وكالات الإغاثة الإنسانية تكاليف عملية إعادة الإعمار في القطاع الفقير بنحو 500 مليون دولار بعد جولة من القتال عبر الحدود مع إسرائيل في مايو استمرت 11 يوما.
ويذكر أن مسألة المساعدات لإعادة إعمار القطاع المكتظ بالسكان كان مسار مفاوضات دولية، مع رفض تل أبيب لدفع أي أموال في هذا السياق، منعا لوصولها إلى حركتي حماس والجهاد، بعد التصعيد العسكري القوي الذي شهدته غزة في مايو الماضي واستمر 11 يوما، قبل أن ينتهي بوقف لنار إثر وساطات دولية وإقليمية، تصدرتها مصر.
وبعد حرب عام 2014، ساهمت قطر بأكثر من مليار دولار سواء لإقامة مساكن ومشاريع أخرى في غزة، أو في صورة مبالغ نقدية. وراقبت إسرائيل هذه المدفوعات وأقرتها، كما تعهدت قطر بدفع 500 مليون دولار أخرى في مايو.
ويرى خبراء إسرائيليون أن هذه السياسة، التي تبنتها إسرائيل منذ ثمانينات القرن الماضي وتواصلت مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من خلال تسهيل المدفوعات لحماس كجزء من الجهود المبذولة لمنع الهجمات ضد إسرائيل والحفاظ على الهدوء على حدود غزة، ساهمت في صعود حماس.
لكن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت يريد تغيير هذه السياسة.
وأضاف بارليف لإذاعة الجيش الإسرائيلي “الأموال القطرية لغزة لن تُرسل في حقائب مملوءة بالدولارات ينتهي بها المطاف عند حماس، حيث تستولي حماس على جزء كبير منها لها ولمسؤوليها”.
وتابع إن بينيت يقترح “آلية بحيث يكون ما سيتم إدخاله، في معظمة، عبارة عن قسائم طعام أو قسائم لمساعدات إنسانية، وليس مبالغ نقدية يمكن أن يتم الحصول عليها لاستغلالها في تطوير أسلحة تُستخدم ضد دولة إسرائيل”.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين من حماس، التي نفت في السابق استخدام المساعدات إلى غزة في شراء السلاح، كما لم يتسن الاتصال بالسفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة للتعليق.
وقال مسؤول فلسطيني “لم يتم الانتهاء من أي شيء حتى الآن”.
وأكد بارليف أن الآلية المقترحة للمساعدات يجب أن تدار من خلال الأمم المتحدة. ولم يستبعد استمرار وصول منح من قطر وأثار احتمال أن يقدم الاتحاد الأوروبي أيضا مساعدات.
وأضاف “في حالة وجود آلية كهذه لا أشك في أن إسرائيل ستساعد في تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة”.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى حركة حماس منظمة إرهابية.
العرب