واشنطن تتهم طهران بالمماطلة للتهرب من مأزق جمود المحادثات النووية

واشنطن تتهم طهران بالمماطلة للتهرب من مأزق جمود المحادثات النووية

واشنطن – اتهمت الولايات المتحدة إيران بالمماطلة والسعي للتملص من اللوم بخصوص المأزق الذي وصلت إليه المحادثات النووية، نافية في نفس الوقت التوصل إلى أي اتفاق على تبادل سجناء.

وتأتي الاتهامات الأميركية بعد تصريحات لعباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين في إيران ونائب وزير الخارجية، والتي أعلن فيها أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي التي تستضيفها فيينا يجب أن تنتظر إلى أن تبدأ إدارة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي عملها في أغسطس.

وأكد عراقجي أنه من الممكن تنفيذ تبادل سجناء على وجه السرعة إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الربط بين تبادل السجناء والقضية النووية.

وأشار في تغريدة على تويتر “نحن في مرحلة انتقالية حيث يجري انتقال ديمقراطي للسلطة في عاصمتنا. لذلك من الواضح أنه يتعين على محادثات فيينا انتظار إدارتنا الجديدة”.

والمحادثات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء اتفاق 2015 متوقفة منذ انتهاء الجولة الأخيرة في 20 يونيو، وأوضحت إيران أنها ليست مستعدة لاستئنافها قبل تولي رئيسي السلطة.

ويتهم الرئيس الايراني الجديد، ومن ورائه المتشددون، بالعمل على إنهاء المفاوضات النووية في فيينا بسبب رفضهم العودة إلى الاتفاق النووي.

ويعتبر رئيسي المدعوم من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من أكثر الشخصيات السياسية المتشددة في إيران، واتهم بالتورط في جرائم ضد الإنسانية من قتل وإخفاء قسري وتعذيب.

وردت واشنطن على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس بالقول، إن “هذه التعليقات جهد شائن للتملص من اللوم بخصوص المأزق الحالي”.

وأضاف “نحن مستعدون للعودة إلى فيينا لاستكمال العمل على العودة المشتركة إلى الاتفاق النووي بمجرد أن تنفذ إيران القرارات الضرورية”، وذلك في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية الجارية لحمل البلدين على العودة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015.

وكان عراقجي صرح أيضا بأنه يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا الكف عن الربط بين الإفراج عن السجناء والاتفاق النووي.

وأضاف “قد يتم الإفراج عن عشرة سجناء من كل الأطراف غدا، إذا نفذت واشنطن ولندن الشق الخاص بهما في الاتفاق”.

وقال برايس في هذا الشأن “في ما يخص التعليقات بشأن الأميركيين الذين تحتجزهم إيران ظلما وقسرا، نرى فقط جهدا حثيثا آخر لتعزيز الأمل لدى عائلاتهم… لم يجر التوصل إلى اتفاق بعد”.

وأضاف “لقد أجرينا محادثات غير مباشرة بشأن المحتجزين في إطار عملية فيينا، والتأخير في إعادة إطلاق هذه العملية لا يفيد… نحن أيضا مستعدون لمواصلة المحادثات بشأن المحتجزين خلال هذه العملية”.

ويتهم نشطاء حقوقيون إيران، التي تحتجز مجموعة من الأميركيين الإيرانيين، باعتقال أشخاص من مزدوجي الجنسية في محاولة لانتزاع تنازل من دول أخرى. وترفض إيران هذا الاتهام.

وقالت إيران الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات من أجل الإفراج عن إيرانيين محتجزين في سجون بالولايات المتحدة ودول أخرى، بسبب انتهاكات للعقوبات الأميركية.

ونفت واشنطن في مايو تقريرا بثته قناة تلفزيونية حكومية إيرانية حول توصل الدولتين إلى صفقة لتبادل السجناء، مقابل الإفراج عن سبعة مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الأميركية في دول أخرى.

وأثار توقف المحادثات النووية، الذي ينسبه مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى انتخاب رئيسي الذي ينتمي إلى غلاة المحافظين، تساؤلات بشأن الخطوات التالية إذا ما وصلت المحادثات إلى طريق مسدود.

العرب