الدولة المتدعاية في العراق

الدولة المتدعاية في العراق

-home-kahraman-public_html-wp-content-files_mf-cache-a62b109aba66612064673294cf24ae55_1386973461tttt

ان العراق بموقعه الاستراتيجي، وتاريخه الثقافي، وحضارته الممتده لسبعه الف سنة ، وثرواته الهائله جعلت دول العالم ان يكون محور اهتمام واستهداف، وفي كثير من الأحيان إلى نتائج سلبية. وإيران خاصة وسعت دورها في البلد بعد حرب الخليج الأولى وما حصل بعد غزو الكويت. و بدوره، ظهور التنظيمات الارهابيه مثل القاعده ووليدتها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ).

جعل من العراق الدولة المحورية في الشرق الأوسط، التي اصبحت دولة فاشلة ومواجهة تهديد التقسيم.

الاحتلال الأميركي للعراق، وحولت الخطر الذي مثّله عليها إلى فرصة لإيلام الأميركيين، وفي الوقت نفسه، لبسط نفوذها في العراق. عندما أسقط الأميركيون نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، العدو اللدود للإيرانيين الذين شعروا بأنهم ربحوا بالخلاص من نظامه، لكنهم ظلوا يشعرون أنهم مستهدفون من الادراه الامريكيه ، وبدأ التفكير الإيراني الجدي في استراتيجية لمواجهة الأميركيين في العراق، وتلخّصت الاستراتيجية الإيرانية في أمرين: العمل على عدم استقرار القوات الأميركية في العراق، بدعم البعض من فصائل المقاوِمة، والسيطرة على النظام السياسي الجديد في العراق، لكي لا يكون أداة بيد الأميركيين.

الحكومة الايرانية وشمل قرار اجتثاث البعث الكثيرين من ضباط الجيش والنخب بكافه اختصاصاتهم في بقية دوائر الدوله وحتى الموظفين الصغار وهذا ما دفع الكثيرين للعمل ضد قوات التحالف مما جعل نظرة المجتمع السني ان ادارة الحكم بيد قوات التحالف وهي مشتركه باقصائهم والعمل على تهجيرهم او قتلهم او اعتقالهم وان يبقون قله تابعه للحكومه الشيعيه , فجعل الجميع يتسائل هل ما يحصل باتفاق امريكي ايراني ومخطط مرسوم ضد اهل السنه , فنبثقت المقاومه العراقيه ضد قوات التحالف وهنا تدخلت ايران بجعل الصراع موجه ضد قوات التحالف بدعم البعض من فصائل المقاومه وادخال قيادات القاعده التي كانت هاربه من افغانستان ومقيمه في ايران و دعمهم بالتجهيزات لوجستيا وماديا وباسلحه نوعيه.

ومع الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011م، واصبح الحكم بيد سلطه طائفيه مهيمنه على كل مفاصل الدوله والسياسات الاقصائيه المتبعه من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وتخاذه خيار المواجه العلنيه مع المجتمع السني وتهميش دور ممثلي السنه في الحكومه أضاف هذا مزيداً من الشعور بالغبن عند السنّة، ما جعل التنظيمات الارهابيه تعزز وجودها داخل المجتمع السني، فاصبح السنه بين مطرقه المنظمات الارهابيه وسندان الحكومه الطائفيه, ومما زاد الوضع اكثر حرجا لجميع الاطراف هو ظهور داعش وفرض سيطرتها على مناطق واسعه من البلد ومعا تدفق المتطرفين من كل دول العالم للقتال من ضمن صفوفها وانسحاب القوات العراقيه المفاجئ والغير مبرروحجم الاجرام الذي ارتكب بحق اهل السنه.

هنا نعود فنذكر هل خرجت الامور عن السيطره فاصبحت داعش تهدد العراقيين والأقليات العراقية والحكومه العراقيه المواليه لايران والوجود الايراني وتدخل ايران المباشر بالصراع. وقتل الكثيرين من القاده الايرانيين والمتطوعين الايرانيين باسم الدفاع عن المقدسات. دفعت بالمرجعيه الشيعيه العراقيه في النجف لصدار فتوى الجهاد الكفائي وزج المليشيات الشيعيه بالقتال بقيادة قائد في الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس قاسم سليماني وقوة.

وحجم الصراع اجبر الجميع لاعادة التفكير بكل ما يحصل. بمنظور بعد العراقيين السنيين, داعش والمليشيات المدعومة من ايران اصبحت وجهان لعمله واحده فكل ما يحصل الهدف منه تدمير العراق وتمزيقه طائفيا وعرقيا وادخال المنطقه ودول الخليج في دوامه الحرب الطائفي والصراعات المذهبيه.

وان الشعب العراقي كله مستهدف فالعراق في دوامة العنف منذ اكثر من 12 سنة وان نتاج العمليه السياسيه الفاشله والمتهالكه وحجم الفساد المستشري في جميع مفاصل الدوله الذي اثقل كاهل الفرد العراقي والسياسه الداخليه والخارجيه التي اصبحت سياسه مليشيات ومافيات عائليه وحزبيه والتعليم الذي اصبح من اسوء المؤسسات التعليميه في العالم وانهاء دورالقطاع الصناعي وتهميش القطاع الزراعي والوضع الامني المتردي الذي جعل من العراق من اخطر الدول في العالم والقضاء المجير لسياسيين الفاسدين والاعلام السياسي الطائفي وتدخل علماء الدين بالشان السياسي والعمل الحكومي والفساد في المؤسسه العسكريه وفشلها وبروز المليشيات الطائفيه وهيمنتها على القرار السياسي ومؤسسات الدولة وتهميش المؤسسه العسكريه بكل صنوفها واضعاف وتحجيم دورها.

ومن جراء كل ما يحدث من اقتتال وحروب طائفيه واستهداف السنه ومناطقهم بصوره خاصه وسرقه الاموال العامه والخاصه وتدمير البنية التحتيه فظهرتحجم المؤامره ولتنكشف الحقيقه اخيرا ولجميع ان السنه والاقليات في العراق هم الضحيه ومحافظاتهم ومناطقهم اصبحت مناطق منكوبه وقد تم تهجير اكثر من 3 ملايين عراقي داخل البلد و 4 ملايين خارجه واصبح الشعب العراقي بين مهجر ومهاجر ونازح ومضهد ومسلوب الاراده بيد داعش والمليشيات.

يجب العراق أنتعمل مع دول العالم وقوات التحالف واعادة الحمه الوطنيه وانشاء جيش حقيقي مهني بالتعاون مع قوات التحالف وتحرير الاراضي من داعش والمليشيات الطائفيه وانهاء التدخلات الايراني في الشؤن الداخليه للعراق والتعامل مع دول العراق للمساعده باعادة البناء والاعمار والاستفاده من الثروات الذي يزخر بها البلد في التعليم والبناء واعادة احياء الانسان العراقي الذي انهكته الحروب والسياسات الفاشله والتعامل مع دول العالم بالثقه والاحترام المتبادل والمصالح المشتركه والسعي لجعل العالم يكون اكثر امانأ ولا وجود لخلاف لايمكن حلها بالحوار والتفاهم وهذا ما يطمح اليه الشعب العراقي.

شيخ البياتي

منتدى فكرة