تواصل فرق الإطفاء التركية عمليات إطفاء حرائق الغابات برا وجوا في قضاء مانافغات بولاية أنطاليا في الجنوب الغربي، في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده بدأت التحقيق في مؤشرات على صلة الإرهاب باندلاع تلك الحرائق.
وتمكنت فرق الإطفاء التركية من السيطرة على 111 حريق غابات بعموم البلاد، في حين تتواصل الجهود لإخماد 6 حرائق.
وأفاد وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكدميرلي، في تغريدة عبر تويتر الأحد، بأنه تمت السيطرة على معظم الحرائق التي اندلعت بين 28 يوليو/تموز و1 أغسطس/آب الجاري.
وأشار إلى استمرار العمل لإخماد 6 حرائق لا تزال متواصلة، اثنان منها في ولاية أنطاليا، و3 في موغلا (جنوب وجنوب غرب)، وحريق في تونج إيلي (شرق).
وذكرت وكالة الأناضول أن فرق الإطفاء تواصل العمل للسيطرة على الحرائق المندلعة في المنطقة، وأن العديد من المروحيات التي وصلت إلى المنطقة تفرغ حمولتها من الماء فوق ألسنة اللهب بمعدل 4 مرات في الدقيقة.
وأضاف الوزير أن فرق الإطفاء وعمال الغابات يواصلون العمل على إخماد الحرائق عبر سيارات الإطفاء، كما يساهم مواطنون في ذلك من خلال حمل أجهزة الإطفاء وخراطيم المياه.
ولفت إلى سيطرة الفرق على الحريق في جانب الطريق السريع، مشيرا إلى استمرارها في منطقة الغابات.
واندلعت حرائق غابات في عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، والتي أعلنها الرئيس أردوغان مناطق منكوبة.
الوفيات والإصابات
وارتفعت حصيلة القتلى جرّاء حرائق الغابات إلى 8 أشخاص، بعد العثور على جثتين الأحد، وفق ما أفاد مسؤولون، في حين تم إجلاء مزيد من الأشخاص.
وعثر على الجثتين في بلدة منافغات في محافظة أنطاليا، وفق ما أفاد وزير الصحة فخر الدين قوجة على تويتر.
وأظهرت البيانات الرسمية أن تركيا تشهد حرائق تعد من بين الأسوأ منذ ما لا يقل عن عقد، إذ دُمر نحو 95 ألف هكتار حتى الآن هذا العام، مقابل ما متوسطه 13 ألفا و516 حتى هذا الوقت من العام بين عامي 2008 و2020.
ومنذ اندلاع الحرائق يوم الأربعاء الماضي تلقى أكثر من 864 شخصا علاجا طبيا، بحسب وزير الصحة.
وأفاد رئيس بلدية بودروم السياحية أحمد أراس اليوم الأحد بأنه تم إخلاء عدد من أحيائها، حيث اشتعلت النيران بفعل الرياح القوية من منطقة ميلاس القريبة.
وقال إنه تم نقل أكثر من 1100 من السكان إلى جزء آخر من بودروم على متن نحو 20 قاربا، إذ تعذر إجلاء الناس برا.
كما أجلي سكان من مدينة مرمريس في محافظة موغلا بقوارب بمساعدة قوات سلاح البحرية، بحسب وزارة الدفاع.
وفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده بدأت التحقيق في مؤشرات على صلة الإرهاب باندلاع العشرات من حرائق الغابات جنوبي البلاد.
وذكر الرئيس أردوغان مساء أمس السبت، أمام حشد من المواطنين بمنطقة مرمريس بولاية موغلا التي تتواصل فيها الحرائق، أنه “في حال تثبتنا من وجود صلة للإرهاب بحرائق الغابات، وقد توصلنا إلى بعض المؤشرات، فإننا سنتابع الأمر حتى النهاية ونقوم بما يلزم”.
وأضاف الرئيس التركي “قواتنا الأمنية بمختلف أذرعها والاستخبارات تقوم بالتحقيقات بخصوص الحرائق، ومثلما يتبادر إلى أذهانكم، يتبادر أيضا إلى أذهاننا أنه ربما يكون للتنظيمات الإرهابية يد في اندلاع هذه الحرائق، وقد أعلن التنظيم الإرهابي العام الماضي أنه سيحرق غاباتنا”.
من أشعل الحرائق؟
وكان أردوغان قال يوم الجمعة -في تصريحات صحفية- إن موضوع الحرائق “ليس مصادفة، فقد بدأت الحرائق في وقت واحد تقريبا في أكثر من محافظة في الجنوب التركي”، مضيفا “علينا أن نقف معا في هذا اليوم ونتخذ قرارا موحدا ونخطو خطوات موحدة باتجاه واحد معا”.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في اليوم نفسه من منطقة منافغات المنكوبة “من أشعل هذه الحرائق؟ لدينا شكوك. كل مؤسساتنا تجري تحقيقا دقيقا في هذا الموضوع، وقُبض على مشتبه بهم”.
وأوقفت السلطات 5 أشخاص في منطقة عثمانية للاشتباه بصلتهم باندلاع حرائق في هذه المنطقة، وذكرت وكالة الأنباء الخاصة “ديميرورين” (DHE) أنه يعتقد أيضا أن ولدين أشعلا النار التي اجتاحت مرمريس بطريق الخطأ.
ووعد الرئيس التركي بتعويض المنكوبين، وقال وزير الزراعة وشؤون الغابات التركي بكر باكدميرلي إن 101 حريق اندلع في الأيام الأربعة الماضية تمت السيطرة على 91 منها.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية وصول الدخان المنبعث من أنطاليا ومرسين إلى جزيرة قبرص التي تبعد نحو 150 كيلومترا.
وقالت محطات إذاعية وتلفزيونية تركية إن حريقا جديدا اندلع أمس السبت في بلدة بودروم، وهي منتجع شهير ومقصد لقضاء العطلات على ساحل بحر إيجه، وتم إخلاء بعض المناطق السكنية والفنادق.
ويشهد الجنوب التركي عادة حرائق غابات خلال أشهر الصيف الساخنة، لكن السلطات المحلية تقول إن الحرائق الأخيرة غطّت مساحات أكبر، وساعد على تأجيجها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح.
المصدر : الجزيرة + وكالات