حزب الله في مواجهة رفض شعبي للقصف الإسرائيلي العبثي

حزب الله في مواجهة رفض شعبي للقصف الإسرائيلي العبثي

بيروت- وجد حزب الله اللبناني نفسه في تحد نادر، بعد أن عملت مجموعة من الدروز اللبنانيين على منع مقاتلي الحزب من إطلاق صواريخ على مناطق إسرائيلية انطلاقا من أراضيهم، في رسالة على أن معارك الحزب مع إسرائيل لا تلقى شعبية لدى اللبنانيين.

وكشف هذا الحادث عن رفض كامن لدى فئات من اللبنانيين لأنشطة حزب الله التي تجر البلاد إلى معارك غير محسوبة مع إسرائيل، خاصة أن الحزب يفكر فقط في مكاسبه السياسية ومكاسب إيران من المواجهة دون أن يضع في اعتباره الخسائر في الأرواح والممتلكات التي يتعرض لها السكان خلال كل مواجهة.

وأطلق حزب الله وابلا من الصواريخ صوب قوات إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، قائلا إنه استهدف أرضا مفتوحة ردا على ضربات جوية إسرائيلية الخميس. وردّت إسرائيل على صواريخ الجمعة بقصف مدفعي على لبنان.

وقال حزب الله في بيان “لدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم”.

هذه هي المرة الأولى التي يتبنّى فيها حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية، منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وبثته محطات تلفزيونية لبنانية حشدا من الرجال يتجمعون حول شاحنة زرقاء مسطحة محملة بقاذفات الصواريخ في منطقة شويا ذات الأغلبية الدرزية في الجنوب.

وقال مراقبون لبنانيون إن تصدي مجموعة من اللبنانيين وبشكل علني لمقاتلي الحزب يظهر أن الأوضاع لم تعد في صالحه، وإن اللبنانيين لم يعودوا قادرين على السكوت عن أجندات الحزب العسكرية والسياسية التي تضع لبنان كواجهة لها.

وحثّ وليد جنبلاط السياسي الدرزي البارز في لبنان على الهدوء بعد الحادث. وكتب على تويتر “نتمنى أن نخرج جميعا من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي وأن نحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيدا عن التشنج”.

وأشار المراقبون إلى أن اعتراض شاحنة حزب الله من مواطنين لبنانيين سيعيد إلى الواجهة موضوع سلاح الحزب وأن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها تقوض الدولة اللبنانية ويجب تسليمها إلى الجيش.

ووصفت الأمم المتحدة التصعيد بـ”الخطر” ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا الجمعة إلى الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، والحفاظ على الأمن والاستقرار جنوب البلاد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله، مؤكداً عدم رغبته في التصعيد على الحدود، بموازاة إعلان استعداده لذلك.

وهذه هي المرة الأولى التي يتبنّى فيها حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية، منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019.

وتكرّر قيادة حزب الله الذي يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة تأكيدها على ضرورة “تثبيت قواعد الاشتباك” التي أرستها آخر حرب مع إسرائيل في يوليو 2006.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن “أكثر من 10 صواريخ أطلقت من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية. منظومة الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ”، بينما سقطت الأخرى في مناطق غير مأهولة.

وفي وقت لاحق أفاد بشن ضربات في لبنان رداً على إطلاق الصواريخ. وأدّى الرد الإسرائيلي إلى اندلاع حرائق في مناطق حرجية.

وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن القوات الإسرائيلية أطلقت “قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقطت منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلّة”.

حزب الله أطلق وابلا من الصواريخ صوب قوات إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، قائلا إنه استهدف أرضا مفتوحة ردا على ضربات جوية إسرائيلية

وحذرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجمعة من “وضع خطر جداً” على وقع التصعيد. وأعلنت في بيان أن “قواتنا رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردًا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطر جداً”، وحثت “جميع الأطراف على وقف إطلاق النار”.

وفي وقت لاحق قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في حديث نقلته قناة الميادين “لا نعتقد أن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد، ومع ذلك حزب الله جاهز في الميدان ويدافع بكل ثقة وقرار وعزيمة”.

كما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمنون شيفلر لصحافيين “لا نرغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكننا بالطبع مستعدون لذلك”.

وأضاف “نعتقد أن حزب الله يريد أن يظهر أنه يسيطر على جنوب لبنان وأنه لا يريد حرباً شاملة أيضا”، معتبراً أن استهداف حزب الله مناطق غير مأهولة “ما هو إلا إشارة منه بذلك”.

وتابع “لا أعتقد أن إيران أمرت حزب الله بشكل مباشر بتنفيذ الضربات، لكن نعلم جميعاً بشكل عام كيف تعمل إيران التي تدعم حزب الله وجميع الأعمال الإرهابية”.

العرب