تنظم السلطات التونسية، الأحد، يوما مفتوحا للتطعيم المكثف ضد فيروس كورونا المستجد، في مسعى إلى تلقيح المواطنين والأجانب المقيمين في البلاد ممن تجاوزوا سن الأربعين.
وتتوقع وزارة الصحة التونسية، أن يشهد هذا اليوم المفتوح، تطعيم ما بين 500 ألف ومليون مواطن ضد الوباء.
ويعد ثلاثة ملايين تونسي ضمن هذه الشريحة العمرية (+40)، معنيين بتلقي الجرعة الأولى من التطعيم في مختلف جهات البلاد، حيث أقيم 333 مركز تطعيم في المراكز الصحية والمدارس والمعاهد الثانوية.
وتحرص تونس على كسب تحدي تنظيم هذا اليوم المفتوح للتطعيم المكثف، بعد أن شهدت تجربة فاشلة للتطعيم المكثف يوم عيد الأضحى، بسبب حالات من الفوضى والعنف.
وأدى ارتباك التلقيح في مزيد من انتشار العدوى وتفاقم صحة التونسيين، الأمر دفع الرئيس قيس سعيد إلى إصدار قرار يقضي بتكليف إدارة الصحة العسكرية بالإشراف على ملف التلقيح.
وقال أنيس قلوز، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن يوم 8 أغسطس يشكل بداية حملة التطعيم المفتوح والمكثف، وستليه عمليات أخرى لفئات عمرية أقل سنا، مؤكدا أن وزارات الداخلية والنقل والدفاع والصحة والتربية تتجند جميعها لإنجاح هذا اليوم إلى جانب متطوعي منظمات المجتمع المدني.
وأكد الطبيب أن اللقاحات متوفرة لكل من سيقبل على التطعيم وهي من نوع “أسترازينكا” الذي يتلاءم مع الفئة العمرية المدعوة للتطعيم، لافتا النظر إلى أن عدد الجرعات في كل مركز تطعيم تتراوح بين ألفين و4 آلاف جرعة وتصل حتى إلى 5 آلاف جرعة.
من جهته، أكد أستاذ علم الأدوية، أمين سليم، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تونس خصصت مليون و300 ألف جرعة من لقاح “أسترازينكا” المناسب لمن هم فوق سن الأربعين وفق توصيات المنظمة العالمية للصحة.
وأضاف سليم أن اللقاح مناسب أيضا لاستعماله في الحملات المكثفة التي ستقام في فضاءات المدارس والمعاهد حيث يسهل حفظه في درجة حرارة 4 فوق الصفر مئوية.
وقالت المستشارة في ديوان وزير الصحة وعضو لجنة التلقيح، رافلة تاج، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الهدف من التطعيم المكثف هو التسريع في عمليات تلقيح التونسيين التي ستمر بعدها إلى تطعيم المواطنين في الوسط المهني ولدى الصيدليات وعيادات الأطباء.
وأوضحت رافلة تاج “كان التطعيم يقتصر على كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة فقط، بسب الشح في اللقاحات بعد توفرها نسعى لتطعيم نصف التونسيين بحلول تاريخ 15 سبتمبر قبل العودة إلى المدارس”.
دعوة إلى الإقبال
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد دعا الخميس في كلمة له التونسيين إلى الإقبال بكثافة على عمليات التطعيم، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في جميع القطاعات.
وقال إن “فيروس كورونا فقد توازنه وانتشاره في تونس”، مثمّنا الجهود التي تبذلها الإطارات الطبية وشبه طبية والدول الشقيقة التي وقفت إلى جانب تونس في التصدي لهذه الجائحة، إضافة إلى مساندة التونسيين بالخارج.”
وتوجد لدى تونس حاليا ستة ملاين جرعة من اللقاحات، بعدما كانت تعاني أزمة في توفيرها من جراء الفشل الحكومي في إدارة الأزمة الصحية، ومن المنتظر أن تصل البلاد ستة ملاين جرعة أخرى في أقرب الآجال حتى يتحقق هدف تطعيم أكثر من نصف التونسيين؛ بمن فيهم طلاب المدارس قبل الخريف القادم.
تراجع في الإصابات.
و في تطورات الوضع الوبائي، أعلنت وزارة الصحة، في بلاغ لها، يوم السبت، عن تسجيل 130 وفاة و 2909 إصابات جديدة بكورونا، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
ويشير الأطباء إلى تراجع في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في تونس، مشددين على ضرورة التكثيف في التطعيم تفاديا لأي طفرة مرتقبة.
وعلى مستوى إدارة الإجراءات الوقائية، أكد رئيس لجنة الحجر الصحي، محمد الرابحي، أن كل الوافدين على تونس من سياح أو من الجالية التونسية، بما في ذلك المطعمون ضد فيروس كورونا أو المصابون سابقا بهذا المرض مدعوون إلى الالتزام بالحجر الصحي الذاتي لمدة أسبوع.
وأكد الرابحي، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، أنه تم التشدد في هذه الإجراءات، في إطار الوقاية من انتشار فيروس كورونا، خاصة بعد ظهور سلالات متحورة منه تتصف بخطورتها وبسرعة انتشارها.
الشرق الاوسط / سكاي نيوز