انقسام أوروبي حول كيفية التعامل مع طالبان

انقسام أوروبي حول كيفية التعامل مع طالبان

بات جليا أن الانقسام يخيم على القادة الأوروبيين في كيفية التعاطي مع حركة طالبان المتشددة بعد سيطرتها على أفغانستان، حيث عكس تلويح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بحجب الأموال عن الحركة كأحد الخيارات لردعها ودعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الحوار معها ذلك الانقسام، في ظل صعوبات تواجهها الدول الأوروبية في إتمام عمليات إجلاء موظفيها وغيرهم من أفغانستان.

لندن – تعكس دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الحوار مع حركة طالبان المتشددة بالتزامن مع توعّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحركة، انقساما أوروبيا في كيفية التعامل مع المتمردين الذين سيطروا مؤخرا على أفغانستان إثر انهيار القوات الحكومية الأفغانية المنهكة.

وبالرغم من أنه أجرى معها اتصالات إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بطالبان، التي باتت تسيطر على أفغانستان ما عدا وادي بانشير الذي يُعد آخر معاقل المقاومة.

وبعث القادة الأوروبيون بمواقف تعكس انقساما واضحا في تقييم التطورات المتسارعة في أفغانستان، التي أفضت إلى انهيار الحكومة بقيادة الرئيس أشرف غني وسيطرة طالبان على البلاد.

وهدد رئيس الوزراء البريطاني بممارسة ضغوط على طالبان إذا تراجعت عن تعهداتها، خاصة في ما يتعلق بعمليات الإجلاء المستمرة من مطار حامد كرازي الدولي في العاصمة كابول.

جوزيب بوريل: ضروري التحدث لطالبان، الجميع يحاولون عقد اتفاقات معها

وقال جونسون بعد اجتماع لزعماء مجموعة الدول السبع الكبرى إن المجموعة أقرت خطة للتعامل مع طالبان شرطها الأول أن تسمح الحركة المسلحة بالمرور الآمن للأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، حتى بعد انتهاء مهلة تنقضي في الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري.

وأوضح جونسون “ما فعلناه اليوم في مجموعة السبع هو أننا… اتفقنا ليس فقط على منهج مشترك في عمليات الإجلاء، ولكن أيضا على خارطة طريق للتعامل مع طالبان”.

وشدد على أن “شرطنا الأول هو أن عليهم تقديم ضمانات… حتى الحادي والثلاثين من أغسطس وما بعده، بخصوص المرور الآمن للراغبين في الخروج”.

وأضاف “سيقول بعضهم إنهم لا يقبلون هذا، وأتمنى أن يدرك البعض ما يعنيه ذلك لأن مجموعة السبع تتمتع بنفوذ كبير للغاية، اقتصاديا ودبلوماسيا، وسياسيا”.

وذكرت صحيفة الغارديان الثلاثاء أن من المتوقع أن تستكمل بريطانيا خروجها من كابول خلال فترة زمنية تتراوح من “24 إلى 36 ساعة”، وذلك نقلا عن مصادر دفاعية لم تحددها الصحيفة.

وبدا جونسون وكأنه يهدد طالبان قائلا إن حجب مبالغ ضخمة من الأموال هو خيار ضمن أدوات “النفوذ الهائل الذي يمكن أن نمارسه على طالبان بعد سيطرتها على البلاد”.

وأضاف “ما نقوله هو أن أفغانستان لا يمكن أن تتحول مرة أخرى إلى أرض خصبة للإرهاب، ولا يمكن أن تكون دولة مخدرات، كذلك يتعين تعليم الفتيات حتى سن الـ18 عاما”.

واعتبرت ميركل الأربعاء أنه من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي “الحوار مع طالبان” من أجل ”الحفاظ على المكاسب التي تحققت في أفغانستان منذ نشر قوات حلف شمال الأطلسي”.

وأكدت المستشارة الألمانية أمام النواب في البرلمان (بوندستاغ) “يجب أن يتمثل هدفنا في الحفاظ قدر الإمكان على التغييرات التي قمنا بها على مدار العشرين عاما الماضية في أفغانستان”.

وأضافت “يتعين على المجتمع الدولي التحاور حول هذا الأمر مع طالبان”، بينما من المقرر أن يُستكمل انسحاب القوات الأميركية في موفى أغسطس.

وتابعت “طالبان حقيقة واقعة في أفغانستان”، موضحة أن “هذا الواقع الجديد مرير لكن علينا مواجهته”.

وتعكس هذه المواقف التي تتراوح بين التهديد والدعوة إلى الحوار انقساما بين القادة الأوروبيين في تقييم الوضع في أفغانستان، خاصة وأن أوروبا بدت وكأنها غير جاهزة لمواجهة هذه الأزمة.

وتواجه الدول الأوروبية صعوبات كبيرة في إتمام إجلاء موظفيها وكذلك الأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم.

ودعا السبت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى تجهيز أوروبا عسكريا لمواجهة الأزمات، مشيرا إلى أنه ليس بمقدورهم إتمام عمليات الإجلاء بمفردهم في حال انسحبت القوات الأميركية من تأمين مطار كابول.

وألمح إلى انقسام بشأن التفاوض مع طالبان، حيث شدد على أنه “من الضروري التحدث إلى طالبان، الجميع يحاولون عقد اتفاقات مع طالبان. لدينا اتصالات معهم لكن ليس مع القادة، يجب الحوار معهم وذلك لا يعني الاعتراف بنظامهم”.

العرب