سيطرت على بنجشير.. طالبان تعلن انتهاء الحرب في أفغانستان وتستعد لإعلان الحكومة

سيطرت على بنجشير.. طالبان تعلن انتهاء الحرب في أفغانستان وتستعد لإعلان الحكومة

أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على ولاية بنجشير بأكملها بعد معارك استمرت 6 أيام، وهي آخر منطقة في أفغانستان كانت في أيدي قوات مناوئة للحركة التي تضع حاليا اللمسات الأخيرة قبل إعلان الحكومة.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد صباح اليوم الاثنين إن الحركة بسطت سيطرتها على هذه الولاية الواقعة شمال شرق البلاد، لتكتمل بذلك سيطرتها على كل أراضي أفغانستان.

من جانبه، أقر أحمد مسعود، القيادي في الجبهة المناوئة لطالبان، في تسجيل صوتي بسيطرة الحركة على ولاية بنجشير، وقال إن أفرادا من عائلته قتلوا في هجوم طالبان أمس.

وأضاف مسعود أن طالبان لم تقبل وساطة علماء الدين لوقف إطلاق النار في الولاية، مطالبا المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بالحكومة التي ستشكلها الحركة، وأكد أنه سيعمل مع جميع الذين يرفعون السلاح ضد طالبان.

من جهته، أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد -في مؤتمر صحفي بكابل ظهر اليوم- أن “الحرب انتهت رسميا في أفغانستان” بعد السيطرة على بنجشير، وسعى لطمأنة سكان الولاية بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضدهم.

طالبان بثت صورا لوصول مقاتليها مركز بنجشير (مواقع التواصل)
وقال أيضا إن عددا كبيرا من المسؤولين السابقين غادروا بنجشير إلى الخارج، مشيرا إلى أن عددا منهم لجؤوا إلى هذه الولاية بهدف مواصلة المقاومة، وأكد أنه لا مبرر لاستمرار الحرب في البلاد، وأنه حان الوقت لبناء الوطن.

وأضاف أن طالبان حاولت بصورة جدية حل مشكلة بنجشير سلميا لكن جهودها فشلت، على حد تعبيره، مؤكدا أن من خرجوا من بنجشير وأفغانستان يمكنهم العودة في أي وقت.

وبثت طالبان صورا ومقاطع فيديو تظهر قادة ومقاتلين من الحركة يدخلون مدينة بازاراك مركز بنجشير، وقد وقف بعضهم أمام بوابة مقر حاكم الولاية، ورفعوا علم طالبان فوق سارية.

من جهة أخرى، قال مصدر بالحكومة المنصرفة للجزيرة إن أمر الله صالح نائب الرئيس المنصرف أشرف غني -والذي كان يدعم القوات المناوئة لطالبان- غادر بنجشير إلى طاجيكستان. وكان صالح قد أعلن أنه الرئيس الشرعي بعد مغادرة غني إلى أبو ظبي إثر دخول طالبان كابل منتصف الشهر الماضي.

وقال مراسل الجزيرة في العاصمة كابل، حمدي البكاري، إن طالبان أكدت سيطرتها على مقرات الشرطة وحاكم الولاية بمدينة بازاراك مركز بنجشير.

وأشار إلى أن عناصر من القوات المناوئة سلمت نفسها لطالبان، لكن آخرين لجؤوا إلى الجبال في هذه الولاية التي تشتهر بتضاريسها الوعرة.

وقال مراسل الجزيرة من مدخل وادي بنجشير، صهيب العصا، إن هدوءا متوترا يسود المنطقة، وإن طالبان سيطرت على مراكز المديريات الرئيسية بالولاية، لكن يعتقد أن مسعود وجيوب مقاومة معه مازالت تتحصن داخل الوادي.

وأفاد المراسل بأن قوات من طالبان دخلت الوادي محاولة تعقب تلك الجيوب.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن طالبان تسيطر على كل أفغانستان، لكنها قالت إن الوضع في بنجشير غير واضح.

أما الخارجية الإيرانية فقد حذرت من انتهاك حقوق الإنسان في بنجشير، وحثت طالبان على الالتزام بالقانون الدولي، وأضافت أن سلوك الأطراف التي ستحكم أفغانستان سيحدد كيفية تعامل طهران معها.

وكانت طالبان قد رفضت قبل ساعات عرضا من الزعيم المحلي مسعود بوقف القتال وإجراء محادثات إذا انسحبت الحركة من الولاية، وذلك مع سيطرة طالبان على جميع مديريات الولاية السبع.

وقال مسعود -على صفحة ما تسمى “الانتفاضة الشعبية” في فيسبوك- إنه يرحب باقتراح مجلس العلماء لإجراء محادثات لإنهاء القتال في بنجشير. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام محلية أن مجلس العلماء، المؤلف من علماء دين، دعا طالبان لقبول التفاوض من أجل تسوية سلمية ووقف القتال بهذا الوادي.

وردا على عرض مسعود، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان “لم يبق ما نتفاوض عليه مع أحمد مسعود بعد رفضه عرضنا للسلام قبل أسبوعين” في إشارة إلى مساعي الحركة للسيطرة على ولاية بنجشير بطريقة سلمية، الفترة الماضية، قبل أن تشن قبل أيام هجوما على المنطقة عقب رفض القيادات المحلية تسليمها دون قتال.

ونقلت مصادر للجزيرة أن فهيم دشتي المتحدث باسم مكتب مسعود قتل خلال مواجهات في بنجشير.

الحكومة الجديدة
من ناحية أخرى، قال مسؤول بالحركة للجزيرة إن طالبان أكملت إجراءاتها لإعلان الحكومة الجديدة، وإن زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده سيبقى في موقعه ويشرف على الحكومة.

وأضاف هذا المسؤول أن طالبان ستعلن نظاما يحظى بقبول المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، مشيرا إلى توجيه دعوة لكل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر للمشاركة في يوم إعلان الحكومة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده، قال ذبيح الله مجاهد إن طالبان ستشكل حكومة تصريف أعمال كي تكون هناك فرصة لتعديلها وتحسين أدائها.

وأوضح أن علاقة الحركة مع الصين قوية، وتريد التعاون معها من أجل تنمية البلاد، وقال إنهم يتوقعون أن تعترف بكين بالحكومة الجديدة.

وعن مطار كابل، قال متحدث طالبان إن تشغيل الرادار في المطار يحتاج إلى وقت لأن القوات الأميركية عطلته قبل انسحابها.

وأضاف “إن أصدقاءنا القطريين والأتراك يعملون على إعادة استئناف الرحلات الدولية من مطار كابل” مجددا دعوة حركته للدول الصديقة لإعادة بناء أفغانستان.

وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم قال إن زعيم الحركة سيكون أميرا للبلاد، في حين لم يحدد بعد اسم رئيس الحكومة المرتقبة.

وأضاف نعيم أن جهود تشكيل الحكومة مستمرة وقد يتم الإعلان عنها خلال أيام، وكان رئيس المكتب السياسي الملا عبد الغني برادر قال قبل يومين إن طالبان بصدد تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب.

طائرات قطرية
ووصلت -اليوم الاثنين- طائرة قطرية ثالثة تحمل مساعدات إنسانية إلى مطار كابل، في إطار جسر جوي تقيمه الدوحة. وقد وصلت بالأمس طائرة قطرية تحمل مساعدات إغاثية عاجلة للشعب الأفغاني مقدمة من جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، وذلك بهدف توفير الاحتياجات الضرورية العاجلة.

وقد قال السفير القطري في كابل سعيد بن مبارك الخيارين إن الطائرات تأتي ضمن جسر جوي سيستمر خلال الأيام المقبلة.

وصرح الخيارين في حديث للجزيرة اليوم بأنه يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة قبل استئناف الرحلات الدولية من مطار كابل.

وكانت طائرات قطرية أخرى وصلت خلال الأيام الماضية إلى العاصمة الأفغانية تحمل معدات وتجهيزات فنية لإصلاح مطار كابل.

المصدر : الجزيرة + وكالات