بايدن يحيي ذكرى 11 سبتمبر على وقع الانسحاب من أفغانستان

بايدن يحيي ذكرى 11 سبتمبر على وقع الانسحاب من أفغانستان

أحيت الولايات المتحدة السبت ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على وقع الانسحاب الفوضوي من أفغانستان التي قادتها إليها تلك الهجمات وسط ردود فعل دولية شددت في أغلبها على ضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب.

نيويورك – أحيا الرئيس الأميركي جو بايدن ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر السبت بزيارة كل موقع من مواقع تحطم الطائرات المخطوفة في 2001، لتأبين ضحايا الهجوم المدمر وذلك على وقع الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.

وبدأ بايدن يومه في نيويورك حيث حضر مراسم في المكان الذي كان به برجا مركز التجارة العالمي قبل أن تصطدم طائرتان بالمبنيين مما أدى إلى انهيارهما.

وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة لشرطة نيويورك أغنية “الأوقات الصعبة لا تأتي مرة أخرى” وهي أغنية شعبية أميركية تعود إلى الخمسينات من القرن التاسع عشر. وعلى الضفة الأخرى من نهر هدسون في نيوجيرسي كان بروس سبرينجستين يغني على الجيتار أغنية “سأراك في أحلامي”.

إيمانويل ماكرون: لن ننسى أبدا الاعتداءات، سنقاتل دائما من أجل الحرية

ووقف بايدن والرئيسان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما وحشد من المواطنين دقيقة صمت على الساعة الثامنة وست وأربعين دقيقة وهو توقيت اصطدام أول طائرة ببرج التجارة العالمي.

ولقي نحو 3000 شخص حتفهم في الهجمات في نيويورك وفي مبنى البنتاجون وفي بنسلفانيا حيث تحطمت الرحلة 93 التابعة لشركة يونايتد أيرلاينز في حقل بعد تغلب الركاب على الخاطفين ومنعهم من الاصطدام بهدف آخر.

وفي مدينة نيويورك، وفي يوم جميل بسماء صافية مثلما كان في ذلك اليوم قبل 20 عاما، تلا أقارب الضحايا قائمة بأسماء من لقوا حتفهم في البرجين. ولم يدل بايدن، الذي أحنى رأسه، بأي تصريحات.

وحضر المراسم رودي جولياني الذي كان رئيس بلدية نيويورك وقت الهجمات. لكن الرئيس السابق دونالد ترامب وهو من نيويورك لم يحضر مراسم التأبين.

ثم سافر بايدن إلى شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث شهد حفل التأبين ظهورا نادرا للرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش الذي قاد البلاد في ذلك الوقت.

وفي النهاية عاد بايدن إلى واشنطن لزيارة وزارة الدفاع، رمز القوة العسكرية الأميركية والذي تعرض لهجوم بطائرات أخرى استخدمت كصواريخ في 2001.

ويأتي إحياء ذكرى الاعتداءات بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والتي بدأتها قبل نحو 20 عاما للقضاء على تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

واستغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذكرى لتوجيه انتقادات لبايدن خاصة “انعدام كفاءة إدارته” في مسألة الانسحاب من أفغانستان.

وقال ترامب في رسالته “هذا يوم حزين للغاية”، مضيفا أن ذكرى الحادي عشر من سبتمبر “تمثل حزنا كبيرا لبلدنا”.

وتابع “إنه وقت حزين أيضا للطريقة التي انتهت بها حربنا على من تسببوا بمثل هذا الأذى لبلدنا الأسبوع الماضي”.

وأضاف “زعيم بلادنا بدأ كأنه أحمق ولا يمكن السماح بحدوث ذلك”.

وعزا ذلك إلى “سوء التخطيط والضعف الهائل والقادة الذين لم يفهموا حقا ما كان يحدث”.

كما أعرب دونالد ترامب عن أسفه لمقتل 13 عسكريا أميركيا في تفجير انتحاري في كابول الشهر الماضي خلال عملية الإجلاء من أفغانستان، واستيلاء طالبان على معدات عسكرية أميركية بالمليارات من الدولارات “دون إطلاق رصاصة”.

بايدن والرئيسان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما وحشد من المواطنين وقفوا دقيقة صمت على الساعة الثامنة وست وأربعين دقيقة وهو توقيت اصطدام أول طائرة ببرج التجارة العالمي

ولم يلق بايدن كلمة في أي من المواقع الثلاثة، لكنه نشر مقطعا مصورا الجمعة عبر فيه عن تعازيه لأسر الضحايا وألقى الضوء على الوحدة الوطنية التي نتجت، ولو مبدئيا، عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وفي الشهر الماضي طلب الكثير من عائلات ضحايا الهجمات من بايدن إلغاء إحياء الذكرى العشرين للهجمات ما لم يعلن وثائق نُزعت عنها السرية يؤكدون أنها تظهر دعم قادة سعوديين للهجمات.

وفي الأسبوع الماضي أمر الرئيس وزارة العدل بمراجعة وثائق من تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي بشأن الهجمات لنزع السرية عنها ونشرها.

ويأتي ذلك في وقت توالت فيه ردود الفعل إزاء إحياء الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت في تغريدة أرفقها بشريط فيديو لعلم أميركي عند مدخل قصر الإليزيه في باريس، “لن ننسى أبدا. سنقاتل دائما من أجل الحرية”.

وفي بروكسل، استذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ضحايا الهجمات قائلة عبر تويتر “في الحادي عشر من سبتمبر، نتذكر من فقدوا حياتهم ونكرم من خاطروا بكل شيء لمساعدتهم. حتى في أحلك الأوقات وأكثرها صعوبة، يمكن أن يبرز أفضل ما في الطبيعة البشرية. يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة للدفاع عن الحرية والتعاون ضد الكراهية”.

وفي بريطانيا، قالت الملكة إليزابيث الثانية في رسالة موجهة إلى بايدن إنها تصلي من أجل ضحايا الهجمات، وأشادت بمن اضطلعوا بـ”إعادة البناء”.

وقالت الملكة البالغة 95 عاما “أفكاري وصلواتي أنا وعائلتي وبلدي بأكمله مع الضحايا والناجين والأسر المتضررة، وكذلك مع أول المستجيبين والمنقذين”.

وفي إيطاليا، أعرب الرئيس سيرجيو ماتاريلا عن تضامن بلاده مع الولايات المتحدة وحلفائها “لمواجهة أي تهديد إرهابي”.

وفي سويسرا، شدد الرئيس غاي بارملين في تغريدة على “الرفض غير المشروط للإرهاب”.

وقال إن هذه الهجمات “غيرت السياسة في جميع أنحاء العالم وكان لها أيضا تأثير على حياتنا في سويسرا. وتأكيدا للرفض غير المشروط للإرهاب في كل مكان وزمان، أعرب عن تضامني مع جميع ضحاياه”.

وفي ألمانيا، قال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل عبر تويتر “يصادف اليوم الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة. نتذكر الضحايا”.

وفي أستراليا، استذكر رئيس الوزراء سكوت موريسون “2977 شخصا فقدوا حياتهم في ذلك اليوم”.

وقال في رسالة قدم فيها “تعازيه الصادقة” إلى “كل الشعب الأميركي”، إن “الحادي عشر من سبتمبر يذكرنا بأنه لا يمكننا أبدا أن نعتبر سلامنا وحريتنا وأسلوب حياتنا أمورا مفروغا منها”.

وأضاف أن هناك “أوقاتا يمكن أن تتغير فيها الأشياء التي اعتقدنا أنها مضمونة في غمضة عين ونعلم أن لا شيء سيكون على حاله مرة أخرى”. وشدد موريسون على “الصدمة التي شعرنا بها لأن أسس عالمنا بدت كأنها تهتز. كان الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة أحد تلك الأيام”.

وفي إيران انتقدت عدة صحف التدخلات العسكرية الأميركية التي بدأت ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وفي افتتاحية نشرت تحت عنوان “بداية نهاية الولايات المتحدة”، كتبت صحيفة “همشهري” المحافظة المتشددة أن واشنطن اتبعت “مسارا خاطئا”.

وأضافت أن “التقدير الخاطئ للولايات المتحدة هو أنها اعتقدت أنها تستطيع محاربة هذا العدو الجديد (القاعدة) بالسلاح والعمليات العسكرية بينما استفاد هذا التشكيل الإرهابي من بيئة فكرية مواتية اجتماعية واقتصادية في باكستان كما في أفغانستان وكذلك في العراق وفي سوريا”.

وتابعت الصحيفة أن “المكانة السياسية والنفوذ الدولي وحتى القوة العسكرية للولايات المتحدة تم تقويضها بشكل خطير. هذا البلد في طريق الانحدار ولا يمكن لبايدن وقفه”.

العرب