بدأت حركة طالبان تعقب منفذي تفجيرات ضربت مدينة جلال آباد وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية، في حين يتزايد الحراك الأممي في أفغانستان، وسط دعوات لتقديم المزيد من المساعدات للشعب الأفغاني.
فقد قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة المؤقتة ذبيح الله مجاهد -اليوم الاثنين- إن تنظيم الدولة يقف وراء التفجيرات التي وقعت خلال اليومين الماضيين في مدينة جلال آباد مركز ولاية ننغرهار (شرقي البلاد)، التي خلفت عددا من القتلى والجرحى بين قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية المؤقتة والمدنيين.
وكان تنظيم الدولة تبنى أمس الأحد -في بيان بثه عبر وسائل التواصل- سلسلة التفجيرات التي وقعت السبت والأحد في جلال آباد، وقال إنها أدت إلى سقوط أكثر من 35 عنصرا من حركة طالبان بين قتيل وجريح، لكن الحركة لم تصدر أي بيان بهذا الشأن.
وأمس، استهدف تفجير سيارةً للشرطة وبرجا للكهرباء في جلال آباد، مما تسبب في مقتل 3 أشخاص وجرح آخرين، كما حدث انفجار في مديرية شيرزاد بولاية ننغرهار، وقبل ذلك انفجرت عبوة ناسفة في سيارة بالعاصمة، مما أدى إلى جرح شخصين.
في الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة بأن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بدأ اليوم زيارة لكابل، لبحث الأوضاع الصحية في أفغانستان مع المسؤولين في الحكومة المؤقتة.
وتأتي زيارة غيبريسوس -الذي وصل مطار كابل على متن طائرة عسكرية قطرية- بعد عودة معظم الهيئات التابعة للأمم المتحدة إلى العمل في أفغانستان، والتي كانت حذرت من تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية في البلاد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال أمس إن المحادثات التي أجراها المسؤولون الأمميون مع قادة حركة طالبان في كابل كانت إيجابية للغاية.
وشدد غوتيريش -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)- على ضرورة انخراط الأمم المتحدة مع طالبان في توزيع المساعدات الإنسانية لدعم الشعب الأفغاني.
وقال إنه أرسل منسق الإغاثة إلى كابل ليتحدث مع الملا عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء بالوكالة في الحكومة التي شكلتها طالبان، ووزير الداخلية بالوكالة سراج الدين حقاني، وآخرين.
وأكد الأمين العام الأممي أن منظمته على اتصال مع طالبان من أجل توزيع المساعدات الإنسانية، داعيا الحركة لاحترام حقوق النساء، وألا تكون ملاذا آمنا للإرهابيين حتى تتمتع بالتضامن والاعتراف الدوليين، حسب تعبيره.
وأكد أنه لا يمكن أن يطلب من الأمم المتحدة حل جميع المشاكل التي لم تستطع دول عدة حلها في أفغانستان لعقود.
الرحلات الجوية
من ناحية أخرى، غادرت كابل أمس رابع رحلة طيران قطرية تقل مواطنين أفغانا وأميركيين وأوروبيين إلى الدوحة، وعلى متنها أكثر من 230 راكبا.
وأشارت لولوة الخاطر مساعدة وزير الخارجية القطري -في تغريدة على تويتر اليوم الاثنين- إلى أن هذه الرحلة التي سيرتها الخطوط القطرية من مطار حامد كرزاي الدولي في كابل تقل مواطنين من أفغانستان والولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا وأيرلندا وكندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وهولندا.
وبهذا العدد، وُصفت الرحلة بأنها أكبر رحلة إجلاء منذ انتهاء عملية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان نهاية أغسطس/آب الماضي.
إشادة بقطر
وفي السياق، أشادت وزارة الخارجية الفرنسية بدور قطر في مساعدة باريس على إجلاء 16 فرنسيا وعائلاتهم من أفغانستان إلى الدوحة.
وقالت الوزارة -في بيان- إن السلطات الفرنسية ستتولى نقل هؤلاء الركاب جوا إلى العاصمة باريس.
كما أكد البيان تنظيم عمليات إجلاء جديدة في أقرب وقت ممكن للمواطنين الفرنسيين الذين ما زالوا في أفغانستان ولمواطنين أفغان.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه بفضل مساعدة حاسمة من دولة قطر تمكن 16 فرنسيا وعائلاتهم من مغادرة أفغانستان أمس الأحد.
وفي تغريدة على تويتر، عبر لودريان عن شكر فرنسا للسلطات القطرية على مواصلة ما وصفه بالتعاون الرائع لإجلاء الفرنسيين والأفغان المعرضين للخطر.
ومنذ أن بسطت حركة طالبان سيطرتها على البلاد الشهر الماضي مع انسحاب القوات الأجنبية قامت دولة قطر بدور رئيسي في تسهيل عمليات إجلاء مواطنين أفغان وغربيين عبر الدوحة.
المصدر : الجزيرة + وكالات