يقول رجل الأعمال والمتحدث التحفيزي نيدو كوبين إن “الظروف الراهنة لا تحدد المكان الذي تستطيع الوصول إليه، بل تحدد فقط نقطة البداية”، بعبارة أخرى، إذا لم يكن دخلك الحالي كافيا لتبدأ الاستثمار بالطريقة التي تلبي طموحاتك، لا يجب أن يثنيك ذلك عن اتخاذ القرار والانطلاق في الاستثمار.
وتقول مجلة “فوربس” (forbes) الأميركية -في تقرير لها- إن إهدار بعض الفرص الاستثمارية الجيدة، لا يعني أبدا أن القطار قد فاتك، فهناك دائما فرص ثمينة يمكن استغلالها، ولا يجب أبدا تأجيلها إلى وقت لاحق.
ربما تكون قد سمعت كل الضجة حول العملات المشفرة، حيث أصبح الناس يستخدمون البتكوين لدفع الإيجارات والقيام بجميع أنواع عمليات الشراء اليومية.
وقد أعلن بنك “ستاندرد تشارترد” (Standard Chartered) الاستثماري عن توقعاته بأن ترتفع قيمة عملة البتكوين إلى 100 ألف دولار في أواخر العام 2021 الجاري أو أوائل العام القادم، لكن عملة البتكوين ليست وحدها في ارتفاع، حيث يتوقع المحللون أن ترتفع قيمة العملات المشفرة بشكل عام، وأن تصل قيمة العملة الواحدة منها إلى 175 ألف دولار.
استثمار نسبة صغيرة من دخلك السنوي يمكن أن يؤدي إلى زيادة قدرها 3.3 ملايين دولار من المكاسب عند التقاعد (شترستوك)
لا تؤجل الخطوة الأولى
وحسب المجلة، فإن الصفقات قصيرة الأجل يمكن أن تحقق لك مكاسب كبيرة، إلا أن فيها قدرا كبيرا من المجازفة، على عكس الاستثمار طويل الأجل الذي يضع رأس المال جانبا لينمو متفاديا تقلبات السوق، وتزيد الفوائد مع مرور الوقت.
هذا يعني أنه كلما بدأت الاستثمار في وقت مبكر، زادت احتمالات تحقيق المكاسب على المدى الطويل، وينطبق ذلك بشكل خاص على تنويع المحفظة الاستثمارية عبر عدة فئات من الأصول لتقليل المخاطر والخسائر وحماية أموالك من تقلبات السوق.
وتشير الأبحاث إلى أن الاستثمار يحقق في المتوسط عوائد سنوية تتراوح ما بين 8 إلى 10%، وعلى مدى الأعوام الـ70 الماضية، ارتفعت الأسعار في البورصة بنسبة 1100%، هذا يعني أنه إذا كنت قد استثمرت ألف دولار فقط منذ 7 عقود، ستكون قيمة عوائدك اليوم أكثر من مليون دولار.
وأظهرت دراسة جديدة أجرتها شركة “نيرد واليت” (Nerdwallet) أن استثمار نسبة صغيرة من دخلك السنوي يمكن أن يؤدي إلى زيادة قدرها 3.3 ملايين دولار من المكاسب عند التقاعد.
وقد راجعت الدراسة بيانات مالية من العقود الأربعة الماضية لتحديد المبلغ الذي يمكن أن يجمعه شخص يبلغ من العمر 25 عاما، متوسط دخله السنوي 40 ألف دولار، على مدار 40 عاما، إذا استثمر 15% من دخله.
ورغم قيمة الاستثمار في مرحلة مبكرة، تؤكد أرقام قناة “سي إن بي سي” (CNBC) أن أقل من نصف الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يستثمرون في سوق الأسهم، وتُظهر أبحاث شركة “ألي فايننشال” (Ally Financial) أن حوالي 61% من البالغين يرون بأن الاستثمار يبدو أمرا مخيفا.
وحسب مسح أجراه موقع “إنفستوبيديا” (Investopedia)، فإن معظم الناس لا يشعرون بأن لديهم المعرفة الكافية لدخول عالم الاستثمار.
لكن لحسن الحظ -تقول المجلة- أصحب هناك تطبيقات وروبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكنها تقديم المشورة اللازمة للقيام بالاستثمار الأمثل وتبديد المخاوف عند اتخاذ الخطوة الأولى.
وحسب المجلة، لا يجب أن تنتظر سداد كل الديون حتى تبدأ بالاستثمار، لأنك قد تضطر إلى الانتظار كثيرا، ولن تتمتع أبدا بالقدرة على تحمل المخاطر المستقبلية مع زيادة حجم الديون.
المصدر : الصحافة الأميركية