الرياض – عززت زيارة قائد أكاديمية الأركان العامة الروسي الفريق الأول الركن زارود نتيسكي فلاديمير، إلى الرياض، توسيع التعاون العسكري الروسي – السعودي.
وتزامنت زيارة فلاديمير إلى الرياض مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى السعودية، في وقت لا تخفي الرياض انزعاجها من موقف إدارة الرئيس جو بايدن بعد سحب بطاريات الصواريخ من السعودية.
وتأتي زيارة المسؤول العسكري الروسي بعد توقيع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اتفاقية تعاون عسكري في أغسطس الماضي.
وتهدف الاتفاقية التي تمّ توقيعها في موسكو إلى تطوير مجالات التعاون العسكرية المشترك بين البلدين.
وبحث المسؤول العسكري الروسي مع رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي آفاق التعاون بين الجانبين في ضوء نتائج زيارة نائب وزير الدفاع السعودي إلى موسكو مؤخرا.
وتعد روسيا الدولة الثانية من بين الدول الخمس الأعلى في صادرات الأسلحة ما بين 2016 – 2020 بعد الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين، فيما احتلت السعودية المرتبة الأولى للدول الأعلى استيرادا للأسلحة في العالم تليها الهند ومصر وأستراليا والصين.
وينظر في الأوساط السياسية إلى التعاون العسكري السعودي – الروسي على أنه رسالة حيال توجّه الولايات المتّحدة الشريك التاريخي للسعودية نحو الانكفاء وتقليص دورها في المنطقة وتراجعها عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه شركائها.
واعتبر المحلل السياسي السعودي أصيل الجعيد أن التقارب السعودي- الروسي يزعج واشنطن، إلا أن السعودية اليوم ليست كالأمس، حيث اختلفت احتياجاتها الاقتصادية ومصالحها، وبالتالي فإن ازدهار علاقة دولتين هو بكل تأكيد نتيجة تقارب الرؤى المشتركة بشأن المصير المشترك.
وأشار إلى أن السعودية تفهم أن روسيا والولايات المتحدة تجمعهما علاقة مضطربة تاريخيا، وأن المملكة مثل الصديق الذي يحترم الكل ويقف على مسافة واحدة من الجميع في كل الملفات، ويتحرك في هذه المساحة بناء على المصالح المشتركة.
وشدد على أن التقارب السعودي الروسي يسير في الاتجاه الصحيح وكلما اقتربت واشنطن ذات الحزب البيروقراطي في المكتب البيضاوي حاليا تجاه إيران، كلما اقتربت السعودية من روسيا أكثر وأكثرـ في رسالة واضحة أننا سوف نحمي مصالحنا مهما كلف الثمن.
العرب