دبي تدشن أكبر حدث اقتصادي عالمي منذ الجائحة

دبي تدشن أكبر حدث اقتصادي عالمي منذ الجائحة

تتجه أنظار رواد الأعمال والشركات والخبراء إلى دبي التي تحتضن فعاليات معرض إكسبو 2020، أكبر حدث اقتصادي عالمي منذ الجائحة والأول في الشرق الأوسط بهذا الحجم؛ حيث يعتبره المختصون منصة مهمة للإمارات والقوى الاقتصادية الأبرز لتحقيق مكاسب مزدوجة من بوابة الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في الابتكار.

دبي – تستعد مدينة دبي لاستقبال الملايين من الزوار مع انطلاق “إكسبو 2020” الجمعة الذي تم تأجيله عاما كاملا بسبب كوفيد – 19، ويعتبر الحدث الاقتصادي الأبرز على مستوى العالم منذ تفشي الجائحة في ظل تقديرات بقدوم 25 مليون زائر على مدار ستة أشهر.

ولن يكون المعرض، الذي ينظم كل خمس سنوات بالتناوب بين مدن يتم اختيارها كان آخرها ميلان الإيطالية في 2015، منصة فقط للمبتكرين من شتى أنحاء العالم للمساهمة في إيجاد حلول جديدة وفعالة لمجموعة من أكثر التحديات إلحاحا تواجه العالم، بل تتوقع الإمارات أن تحقق مكاسب اقتصادية كبيرة من تنظيمه.

وقبل تفشي الجائحة في مارس العام الماضي توقعت شركة الاستشارات إي.واي أن يساهم المعرض بنسبة تصل إلى 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات البالغ نحو 1.4 تريليون دولار (قرابة 380 مليار دولار) كما تشير إلى ذلك البيانات الرسمية.

ميراي عزام فيدجن: حتى تحافظ دبي على قوتها يجب أن تستمر في جذب الشركات

ورغم وجود شكوك حول حجم طموح دبي من استضافتها للحدث، يتفق خبراء على أن الإمارة معروفة بتحقيق أهدافها؛ فقد كان المطورون يندفعون لتقديم العروض قبل إكسبو في ظل زخم السوق، لاسيما في مجال الضيافة وتجارة التجزئة.

ويرى محللون أنه لا يمكن لأحد إنكار الفوائد التجارية من المعرض، فقد أفضت الاستعدادات للحدث إلى توفير قرابة 277 ألف فرصة عمل جديدة في الإمارات مع أكثر من 5 مليارات دولار من عقود البناء المرتبطة مباشرة بالمعرض.

وتقول ميراي عزام فيدجن، رئيس قسم الاستشارات الاستراتيجية في شركة جي.أل.أل مينا، إن “دبي تهدف دائما إلى رفع مكانتها على خارطة العالم، ولديها نقاط قوة كبيرة في مجال السياحة والأعمال، ولكن للحفاظ على النمو يجب أن تستمر في جذب الشركات”.

لكنها تعتقد أن أحد الدوافع الرئيسية وراء المعرض هو تعزيز أوراق اعتماد التكنولوجيا لدبي كجزء من خطط الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

وكان حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد قال خلال زيارة قام بها إلى غرفة العمليات والتحكم في إكسبو 2020 قبل أسبوع من انطلاق الحدث “وعدنا بتنظيم حدث سيكون علامة فارقة في تاريخ إكسبو، وفرق العمل تتنافس في ترجمة الوعد إلى إنجاز ملموس مؤكدين جدارتنا كشريك في صنع المستقبل”.

وأضاف أن “134 فريقا من 95 جنسية يعملون كفريق عالمي واحد لإطلاق حدث عالمي رائد في دولة جمعت العالم في وقت ومكان واحد”.

وحتى يتلاءم المعرض مع التغييرات التي طرأت على الأسواق العالمية بفضل التحول الرقمي، وسرّع الوباء وتيرتها، أطلق المشرفون تطبيقا رسميا وتطبيقا للأعمال، لضمان أن يستفيد الملايين من الزوار استفادة قصوى.

ويتيح التطبيق للمستخدمين التخطيط لزياراتهم إذ يقترح النتائج الأكثر ملاءمة لاهتماماتهم لإنشاء جدول زيارة شخصي يضم الفعاليات التي يرغب الزائر في حضورها والمعالم التي يريد زيارتها في موقع الحدث.

ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى محمد الهاشمي، الرئيس التنفيذي للتقنية في إكسبو 2020 دبي، قوله إن “المعرض يستضيف العالم في مكان واحد على مدى ستة أشهر، ويوفر للزوار فرصة فريدة لاستكشاف آفاق جديدة والمشاركة في احتفال بالإبداع والابتكار والتقدم البشري والثقافة”.

وكان محمد الهاشمي نائب الرئيس الأول للابتكار وتكنولوجيا المستقبل في المعرض قد أكد في تصريح سابق لوسائل إعلام محلية أن أحد الموضوعات الرئيسية لإكسبو 2020 هو “الاتصال، ولا شك في أن التكنولوجيا عامل تمكين”.

ويبدو أن المنافع الاقتصادية لن تشمل الإمارات فحسب، بل من المرجح أن يمتد أثرها إلى أغلب الدول المشاركة مع ظهور سباق شرس بين عمالقة التجارة والاستثمار في العالم مما سيعطي الحدث أبعادا تنافسية أكبر.

ونسبت وكالة رويترز إلى إريك لينكييه، مدير الجناح الفرنسي في إكسبو 2020 دبي، قوله إن “دوره الأكبر لا يزال كمنتدى للتجارة، حيث تخطط جميع الدول والقوى التجارية الكبرى لاستخدام المعرض لإعادة التركيز وإعادة تحديد مكانتها في السوق العالمية”.

وسيوفر المعرض للشركات على اختلاف أحجامها والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية فرصة غير مسبوقة لتلتقي من أجل دعم اقتصاد عالمي أكثر تنوعا ومرونة لتعزيز البيئة الاستثمارية ودفع دواليب التنمية المستدامة.

ويدرك منظمو إكسبو 2020 دبي الحاجة إلى تقديم فوائد طويلة الأجل باتباع مخطط للمضيفين السابقين لفعاليات إكسبو العالمية؛ فمعرض شنغهاي العالمي الذي تم تنظيمه في 2010 تجاوزت كلفته كلفة أولمبياد بكين عام 2008 إلا أنه حقق أرباحًا في الاستثمار العقاري وتحسين البنية التحتية.

كما سعى معرض ميلان الذي أقيم قبل ست سنوات لاتباع نهج أكثر استدامة ومنح المدينة فرصة أن تكون منصة للترويج لنفسها كوجهة استثمارية.

وتشير التقارير التي رشحت عقب إكسبو 2015 ميلان إلى أن أسعار العقارات ارتفعت بشكل مطرد منذ ذلك الحين، لكن يبدو أنها تعاني قليلا اليوم بسبب الأزمة المالية التي مرت بها إيطاليا قبل الجائحة.

وبالمثل، فإن دبي لديها خطة خاصة مع توقع أن يتضاعف عدد سكانها تقريبا إلى حوالي 5 ملايين بحلول عام 2030.

ويمكن أن يصبح موقع المعرض في نهاية المطاف وجهة سكنية مع توسع دبي وتزايد الطلب على المساكن ذات الأسعار المعقولة والمرافق الملائمة للعائلات التي تساهم في جودة حياة عالية.

وبالإضافة إلى ذلك يتمتع مكان انعقاد الحدث بموقع جيد كمجتمع سكني نظرا لقربه من ثلاثة محركات اقتصادية، هي دبي وورلد سنترال وميناء جبل علي ومدينة خليفة الصناعية (كيزاد).

العرب