واشنطن – تعافت أسهم قطاع التكنولوجيا بعد صدمة توقف فيسبوك أول أمس الاثنين، وهو ما نتج عنه خسائر تقدر بمليارات الدولارات لم تقتصر فقط على “فيسبوك” (Facebook)، بل امتدت لشركات “أمازون” (Amazon) و”غوغل” (google) وغيرها من كبريات شركات التكنولوجيا.
وانتعشت المؤشرات الرئيسية الثلاثة لأسواق التداول ببورصة “وول ستريت” (Wall Street) أمس الثلاثاء بعد تراجع حاد تخطى 5% لبعض الشركات وعلى رأسها فيسبوك.
وحتى اليوم الأربعاء الساعة الواحد ظهرا بتوقيت نيويورك، ارتفع مؤشر “داو جونز” (Dow Jones) الصناعي حوالي 430 نقطة ليستعيد جميع خسائر أول أمس الاثنين، في حين ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز Standard and poor’s) “500) بنسبة 1.25% وارتفع مؤشر “ناسداك” (NASDAQ) الذي يشمل أغلب شركات التكنولوجيا بنسبة 1.4% تقريبا.
ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا
وارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الخمسة الأساسية المعروفة باسم “فانغ” (FAANG) في إشارة للشركات الكبرى “فيسبوك” و”أمازون” و”أبل” (Apple) و”نتفليكس” (Netflix) و”غوغل”، وارتفع سهم نتفليكس بنسبة 3.5%، وسهم أمازون بنسبة 1.6%، وتقدم كل من أسهم شركة آبل وغوغل بأكثر من 1%، في حين ارتفع سهم فيسبوك بنسبة 2% بعد انخفاض بنسبة 5% أول أمس الاثنين لسببين رئيسيين، هما الادعاءات والتسريبات حول سياسات الشركة غير الأخلاقية، إضافة إلى انقطاع خدمات الشركة لعدة ساعات.
والجدير بالذكر أن أسهم قطاع التكنولوجيا عانت في سبتمبر/أيلول الماضي من أداء ضعيف خيب آمال المستثمرين، وأرجع بعض المحللين الماليين ذلك إلى احتمال ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، مما يجعل أرباح الأسهم المستقبلية أقل جاذبية.
ويترك الجدل والخلاف السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين -حول السياسات الاقتصادية وعلى رأسها معضلة حد الاقتراض الحكومي الأميركي والذي أقترب من مرحلة الخطر مع قرب التخلف عن سداد الدين الوطني- أثرهما على الحكومة الأميركية لأول مرة على الإطلاق.
وكانت وزارة الخزانة قد حذرت الأسبوع الماضي من أنه يتعين على المشرعين معالجة معضلة رفع سقف الديون قبل 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو الموعد الذي تستنفد معه الحكومة الأميركية آلية جهود الطوارئ لمدفوعات السندات الحكومية.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنها تعتقد أن الاقتصاد سيقع في ركود إذا أخفق الكونغرس في رفع سقف الديون قبل التخلف عن موعد سداد الديون الأميركية.
أغلق سهم فيسبوك في نهاية أول أمس الاثنين عن 232.5 دولارا للسهم الواحد، وارتفعت قيمة السهم لتصل إلى 332.9 دولارا في الساعة الواحدة عصر أمس الثلاثاء، ولم يشهد سهم فيسبوك تراجعا كبيرا كما توقع بعض المحليين، بل اعتبر موقع “مورنينغ ستار” (Morning star) -وهو من أهم مواقع التحليلات المالية في الولايات المتحدة- أن القيمة العادلة لسهم شركة فيسبوك هو 407 دولارات.
ويقول مورنينغ ستار إن هناك تهديدا رئيسيا واحدا لسهم فيسبوك يتمثل في التأثير السلبي لشهادة “فرانسيس هاوغن” الموظفة السابقة بالشركة، خاصة ما ذكرته من التأثير السلبي لتطبيق “إنستغرام” (instagram) التابع لفيسبوك على الفتيات الصغيرات.
ويرى مورنينغ ستار أن هناك إمكانية لصعود قيمة سهم فيسبوك بما نسبته 23% على الرغم من استمرار الضربات الأخيرة وتعطل خدمات الشركة، إضافة لسلسلة التحقيقات الأخيرة التي كشفت عنها صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal).
من جانب آخر، أشارت تقارير مالية إلى تقلص الثروة الشخصية لمؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، بعد تراجع سعر سهم الشركة في تعاملات أول أمس، وانقطاع الخدمة حول العالم، إضافة إلى تداعيات قضية تسريب الوثائق الداخلية بالشركة.
المصدر : الجزيرة