أنقرة – نشط الطلب على المسيّرات التركية بعد النجاحات التي حققتها في معارك أذربيجان وليبيا أثناء دعم حلفاء محليين لأنقرة. لكن تركيا تريد أن تخرج بهذه المسيّرات من دائرة التحالفات السياسية إلى دائرة المصالح، وهي القاعدة التي تحتكم إليها في التعامل مع صفقات في أفريقيا مثل التي يجري الإعداد لها مع المغرب وإثيوبيا، أو تلك التي أعلنت مالي أنها تتفاوض بشأنها.
ويقول مراقبون إن الدول تحرص في عقد أيّ صفقات بشأن الصناعات الدفاعية على الفصل بين الموقف السياسي والمصالح التجارية، وإن تركيا الساعية للترويج لمسيّراتها محدودة التكلفة لا يمكن أن تضع نفسها بأيّ شكل طرفا في الخلاف بين الجزائر والمغرب أو بين مصر وإثيوبيا.
وذكرت وكالة رويترز أن مصادر مطلعة كشفت أن تركيا وسعت نطاق صادراتها من الطائرات المسيّرة المسلحة من خلال التفاوض على صفقات مع المغرب وإثيوبيا بعد استخدامها الناجح في الصراعات الدولية.
ويتوقّع أن يلقي تسليم طائرات مسيّرة إلى إثيوبيا بثقله على التقارب الذي تسعى له كلّ من تركيا ومصر، التي تختلف مع أديس أبابا بشأن سد النهضة، لكن المراقبين يقولون إن الأمر قد لا يخرج عن دائرة التصريحات، مشيرين إلى أن هذا التقارب هو مصلحة مصرية – تركية مشتركة ولا يمكن أن يتوقف بسبب أول عقبة تعترضه.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة طلبت من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مساعدتها على تجميد الصفقة المرتقبة. وأشار مصدر مصري ثالث إلى أن أيّ أتفاق يتعين أن يطرح ويوضح في محادثات بين القاهرة وأنقرة تحاولان من خلالها إصلاح العلاقات الثنائية.
ويستبعد المراقبون، كذلك، أن تعترض الجزائر على الصفقة التركية مع المغرب خاصة في ظل عزلتها الحالية وتوتر علاقتها مع الرباط وباريس. ولم تعلن تركيا وإثيوبيا والمغرب رسميا عن أيّ اتفاق بخصوص طائرات مسيرة مسلحة لكن العديد من المصادر أكدت ذلك.
وقال مسؤول تركي إن إثيوبيا والمغرب طلبا شراء طائرات مسيّرة من طراز “بيرقدار تي بي 2” في اتفاقات قد تشمل كذلك ضمانات قطع الغيار والتدريب.
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته إن المغرب تسلم الدفعة الأولى من الطائرات المسيّرة المسلحة التي طلبها في مايو. وأضاف أن إثيوبيا تعتزم الحصول عليها لكن وضع هذه الطلبية ليس واضحا. ولم تذكر المصادر عدد الطائرات التي تتضمنها الصفقتان ولم تورد أيّ تفاصيل مالية.
وتظهر بيانات رسمية أن صادرات تركيا في مجالات الدفاع والطيران ارتفعت بحدة للمغرب وإثيوبيا في الشهرين الماضيين لكنها لا توفر تفاصيل عن مبيعات الطائرات المسيرة.
وأعلنت تقارير في سبتمبر الماضي أن الرباط تسلمت دفعة أولى من طائرات “بيرقدار تي بي 2” التركية المسيّرة، وفق وسائل إعلام محلية عن منتدى “فار- ماروك” المتخصص في الشؤون العسكرية.
وذكرت التقارير أن عمليات التسليم بدأت في السابع عشر من سبتمبر، ومن المقرر تسليم باقي الطائرات تدريجيا في إطار صفقة تمت بين المغرب وشركة “بايكار” التركية المصنعة في أبريل الماضي.
وكان نشطاء من تيغراي قد أشاروا في أغسطس الماضي إلى مشاركة مسيّرات تركية في الهجمات التي شنها الجيش الإثيوبي على مواقع للجبهة المعارضة.
ويقول خبراء إن الطائرات المسيّرة التركية قد أثبتت خلال مشاركتها في معارك بكل من ليبيا وأذربيجان قدرتها على تغيير قواعد اللعبة، وهذا ما يدفع دولا مختلفة إلى السعي للحصول عليها، وآخرها مالي التي أعلن رئيس وزرائها شوغل كوكالا مايغا أن بلاده منفتحة على التعاون مع أنقرة في مجال الصناعات الدفاعية، وأنهم في حاجة إلى دول صديقة مثل تركيا لمساعدتهم في مكافحة الإرهاب.
العرب