أعادت الشرطة السودانية فتح جسر “المك نمر” الرابط بين وسط الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وعدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة، بعد أن أغلقتها لساعات مجموعات من المعتصمين قرب القصر الجمهوري.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين فوق الجسر، قبل أن تتمكن من إعادة فتحه وتعود حركة السير للانسياب تدريجيا عبره، وكذلك عبر معظم الشوارع التي تم إغلاقها صباحا.
ففي خطوة تصعيدية جديدة، أغلقت مجموعات من المعتصمين -أمام القصر الجمهوري في الخرطوم صباح اليوم الأحد- عددا من الطرق الرئيسية والجسور في العاصمة.
ويأتي التصعيد بعد يوم من لقاء المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان شركاء المرحلة الانتقالية في البلاد، وصدور بيانات متضاربة عكست عدم التوافق على حل للأزمة المستمرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن المعتصمين من أنصار تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني الذين يطالبون بحل الحكومة وتوسيع المشاركة في ترتيبات الفترة الانتقالية، أغلقوا شوارع القصر والجامعة والنيل كليا أو جزئيا، وهي من أهم الطرق في الخرطوم.
وأضاف المراسل أن الإغلاق شمل أيضا جسر المَك نمر الرابط بين وسط الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وأضرم المعتصمون النيران في إطارات السيارات بشارع النيل، بينما انتشرت الشرطة بصورة مكثفة في الشوارع الجانبية.
وأدى إغلاق الطرق إلى ازدحام شديد في حركة السيارات في أغلب شوارع العاصمة، خاصة في الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط الخرطوم.
لقاءات فيلتمان
وطالب فيلتمان خلال لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بالعمل معاً من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية نحو غاياتها. ودعا إلى عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في السودان، وذلك وفق بيان أصدره مجلس السيادة حول اللقاء.
وقال فيلتمان خلال اللقاء الذي تم بحضور نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي إن التباينات في مواقف القوى السياسية، هي السبب في تأخير تشكيل المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات وهياكل العدالة الانتقالية ومجلس القضاء العالي.
وأكد المبعوث الأميركي أن الانتقال لن يتم بصورة آمنة من دون إنشاء هذه المؤسسات.
من جانبه، أكد البرهان -وفقاً للبيان- على ضرورة العودة إلى منصة تأسيس قوى الحرية والتغيير، والاحتكام للوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا.
ودعا البرهان إلى ضرورة توسيع المشاركة السياسية لكل القوى الوطنية ما عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول، وقال إنه لا يمكن احتكار الحكومة التنفيذية بواسطة أحزاب بعينها لا تمثل كل أطياف الشعب السوداني، وفقا للبيان.
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن مجلس الوزراء السوداني إن حمدوك وفيلتمان ناقشا الأزمة السياسية الحالية في البلاد، وسبل الخروج منها عبر الالتزام بالوثيقة الدستورية وباتفاقية جوبا لسلام السودان وبالشراكة الحالية.
حلّ الحكومة
وفي سياق متصل، شدد القيادي في قوى الحرية والتغيير-الميثاق الوطني إسماعيل خميس جلاب ألا تنازل عن حل الحكومة، وحذر -في كلمة له أمام منصة الاعتصام أمس السبت- من أنه إذا لم تحل الحكومة “فسنقوم بحشد الناس من الولايات إلى الخرطوم”.
وفي مؤتمر صحفي عقده تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي، شدد ياسر عرمان القيادي في التحالف على أن حلّ الحكومة الانتقالية لن يتم بأوامر من الداخل أو الخارج، كما شدد على ألا أحد يستطيع فرض حكم عسكري.
وأكد عرمان دعم مجموعة المجلس المركزي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وطالب بضرورة الالتزام بالمؤسسات التي أقامتها الوثيقة الدستورية واتفاق السلام.
من جانبه، أكد القيادي بقوى الحرية والتغيير-مجموعةِ المجلس المركزي محمد ناجي الأصم تمسك المجموعة بالمهام الواردة في الوثيقة الدستورية، ومن بينها تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين.
وقد تضاربت التصريحات من الخرطوم أمس السبت بشأن اتفاق مفترض لحل مجلسي السيادة والوزراء، للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.
اقتحام وكالة الأنباء
في سياق متصل، دانت وزارة الثقافة والإعلام محاولة اقتحام مقر وكالة السودان للأنباء أمس السبت ومنع انعقاد مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي، كما دانت محاولة إغلاق المدخل الجنوبي للوزارة.
من جهتها، قالت قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاقُ الوطني إن المجموعة التي اقتحمت مقر وكالة السودان للأنباء، لا علاقة لها باعتصام القصر الرئاسي.
وأوضحت في بيان أنها تدعو لاحترام الرأي والرأي الآخر والمقارعة بالحجة، وتدين بشدة كبت الآخرين ومضايقتهم، وتتمنى ألا تحدث مثل هذه الممارسات الدخيلة على المجتمع السوداني.
وأكدت مجموعة الميثاق الوطني أنها ليس بينها وبين المجموعة الأخرى “المجلس المركزي” خلاف شخصي، بل اختلاف في الآراء.
واتهم أنصار تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني، أمس السبت، بإغلاق مبنى وزارة الثقافة والإعلام بالخرطوم ووضع الحواجز الإسمنتية أمام أبوابها، وذلك بالتزامن مع اقتحام مقر وكالة الأنباء السودانية.
وطالب المحتجون أن يكون الإعلام لكل السودانيين دون التحيز لأطراف على حساب أطراف أخرى، وفق تعبيرهم.
شرق السودان
في سياق متصل، نقل مراسل الجزيرة بولاية البحر الأحمر عن مصادر محلية قولها إن وفدا حكوميا برئاسة وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، سيصل إلى بورتسودان اليوم الأحد.
وتندرج زيارة عباس ضمن تكليف من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لعقد لقاء مع قادة مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان.
وكان المجلس فرض إغلاقا على موانئ بولاية البحر الأحمر وسكك حديدية وأنبوب نقل للمشتقات النفطية نحو الخرطوم، فضلا عن الطريق الرابط بين بورتسودان ومدن أخرى، للضغط على الحكومة لتحقيق عدد من المطالب السياسية.
المصدر : الجزيرة + وكالات