العراق يسعى لاستيراد الغاز من قطر والجزائر بعد انحساره من إيران

العراق يسعى لاستيراد الغاز من قطر والجزائر بعد انحساره من إيران

يدرس العراق تفاهمات مع كل من قطر والجزائر لاستيراد الغاز لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، بعد انحسار إمدادات الغاز من الجارة إيران وانعكاساته السلبية على تشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد العبادي -في تصريح صحفي- إن مشكلة الغاز الإيراني لا تزال مستمرة، إذ تقوم إيران بتجهيز العراق حاليا بكميات تصل إلى 8.5 ملايين متر مكعب يوميا فقط من أصل الكمية المتعاقد عليها والبالغة 50 مليون متر مكعب يوميا في فصل الشتاء و70 مليون متر مكعب يوميا في فصل الصيف.

وأوضح أن العراق يعتمد حاليا على الغاز الإيراني لتشغيل وحدات تصل طاقتها الإنتاجية إلى 6500 ميغاواط من المنظومة الكهربائية في البلاد، وأن انحسار الغاز الإيراني بهذا الشكل تسبب في تراجع معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق.

وقال العبادي إن وفدا من وزارة الكهرباء توجه إلى إيران للتفاوض بشأن ديون سابقة مترتبة على العراق تقدر بمليارين و600 مليون دولار نتيجة توريد الغاز الإيراني للعراق.

وذكر أن وزارة النفط العراقية تجتهد لسد النقص الحاصل بإمدادات الغاز المورد، وأن لدى الوزارة خططا لتأهيل بعض الحقول الغازية في العراق.

وفي تقرير سابق -للجزيرة نت نشر في يناير/كانون الثاني الماضي- رحبت وزارة الكهرباء العراقية بخطوة وزارة النفط للتوجه إلى استيراد الغاز من قطر لزيادة تجهيز ساعات الكهرباء للمواطنين، حيث يكثر انقطاع الكهرباء، وتعزو وزارة الكهرباء قلة تجهيز الكهرباء إلى عدم توفر غاز كاف لتشغيل المحطات الكهربائية.

وكانت مفاوضات بين العراق وقطر قد بدأت حول شراء الغاز خلال حكومة حيدر العبادي، بيد أنها توقفت لأسباب عديدة منها تفضيل الحكومة زيادة استثمار الغاز المصاحب للإنتاج والحقول الغازية في ديالى والأنبار، ولكن حتى الآن ما زال العراق يحرق 1214 “مقمقا” يوميا، ولم تبد الشركات العالمية اهتماما بالاستثمار في الحقول الغازية.

صورة حصرية مرسلة من قبله – المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية – احمد العباديالعبادي اعتبر أن انحسار الغاز الإيراني تسبب في تراجع معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق (الجزيرة نت)
أمن الطاقة
ويطالب العراقيون بإنهاء أزمة الكهرباء المتواصلة منذ عام 2003، على الرغم من إنفاق البلاد أكثر من 81 مليار دولار، حسب اللجنة النيابية المشكلة للنظر في عقود الكهرباء، بالإضافة إلى إيقاف حرق الغاز المصاحب.

من جهة أخرى، قال الباحث في شؤون الطاقة جعفر البراك -للجزيرة نت في وقت سابق- إن تنويع مصادر الطاقة جزء من أمن الطاقة في العراق، لأن البلد سيظل بحاجة مستمرة إلى استيراد الغاز.

وأضاف أن الغاز القطري يعتبر غازا نقيا لأنه معالج بصورة ممتازة مقارنة بالغاز الإيراني، موضحا أن الأمر سيبقى إعلاميا ما لم تتوفر بنى تحتية للربط بين الخليج ومنظومة الغاز الوطنية العراقية.

المصدر : الجزيرة + الألمانية