بيروت- حرص أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله أن يبدو القائد الأهم في لبنان وأن حزبه قد حل محل الدولة، وذلك عندما أعلن أن الحزب قد دفع 10 ملايين دولار لشراء النفط من إيران وتوزيعه مجانا على مؤسسات لبنانية حكومية وخاصة.
وقالت أوساط سياسية لبنانية إن رسالة نصرالله واضحة من خلال هذا الكلام، ومفادها أن الذي يريد أن يتحدث مع لبنان فعليه أن يتوجه رأسا إلى حزب الله، فهو المفوض بالحديث وصاحب القرار السياسي والعسكري، لافتين إلى أن المقصود بهذه الرسالة هو الولايات المتحدة بالدرجة الأولى التي تعمل على التعامل مع مفاوضين رسميين لبنانيين وتدعم فكرة تقوية الجيش اللبناني ليلعب دوره في حماية الأمن الداخلي.
وقال نصرالله الجمعة إن حزبه أنفق أكثر من عشرة ملايين دولار إجمالا على وقود مجاني ومدعوم مصدره إيران للبنانيين منذ سبتمبر.
وفي خطاب تلفزيوني قال أمين عام حزب الله إن ما قيمته 2.6 مليون دولار من الوقود تم توفيره مجانا لمؤسسات غير حكومية وبلديات ومستشفيات حكومية وغيرها من المؤسسات اللبنانية، بينما تم بيع وقود بأكثر من 7.5 مليون دولار بأسعار مدعومة.
وقال إن حملة توزيع المازوت على المستشفيات ودور المسنين والبلديات ستستمر شهرا إضافيا فقط، وإن أولئك الذين يعيشون على ارتفاع 500 متر وما فوق ستكون لهم الأولوية بالحصول على المازوت المدعوم وبالليرة اللبنانية مع اقتراب أشهر الشتاء الباردة، وإن مئات الآلاف من العائلات ستستفيد من هذا المشروع.
◄ حزب الله يتجنب التصعيد مع الخليجيين خاصة مع الكويت التي تتزعم حملة العقوبات على لبنان بسبب سلوك الحزب
وأضاف نصر الله “تحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت عشرة ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محددة في لبنان”.
واعتبرت الأوساط السابقة أن حزب الله نجح في أن يرهن الدولة اللبنانية لقراره، وبات يتصرف وكأنها غير موجودة، فهو يدفع الدعم على المحروقات التي يفترض أن تدفعه الدولة، وهو الذي ساعد على أن تتخلص الدولة من هذه المهمة من خلال قرارات متتالية برفع الدعم ليصبح حزبه هو الدولة، والدولة هي الهامش.
وبدأ حزب الله استيراد الوقود الإيراني عبر سوريا في سبتمبر في خطوة قال إنها تهدف إلى معالجة النقص في البلاد بسبب أزمتها الاقتصادية الطاحنة.
وتم نقل الوقود بواسطة قوافل من الشاحنات من ميناء بانياس السوري إلى لبنان في محاولة لتجنب عقوبات أميركية محتملة على لبنان.
وبلغ نقص الوقود في لبنان ذروته خلال الصيف، لكن الأزمة خفّت بعد أن رفعت الحكومة الدعم بالكامل مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الاستهلاك.
وحرص حزب الله على ألا يثير موضوع الأزمة مع الخليج واكتفي بالقول إن طرد اللبنانيين العاملين في الخليج “قلة شرف وإنسانية وقلة أخلاق”، في موقف قال مراقبون محليون إنه يتجنب التصعيد حاليا مع الخليجيين خاصة مع الكويت التي تتزعم حملة العقوبات على لبنان بسبب سلوك حزب الله، وخاصة الكشف عن الخلية المرتبطة به والتي تخطط لتنفيذ عمليات تستهدف أمن الكويت.
من جهة ثانية، قال نصرالله إن وضع الحزب على لوائح الإرهاب في عدد من الدول “قد تكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية”.
يذكر أن أستراليا صنفت قبل أيام حزب الله اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري “منظمة إرهابية” في خطوة وسّعت من خلالها نطاق العقوبات التي كانت تشمل حصرا جناحه العسكري.
العرب