سياسة تصفير المشاكل الإماراتية تمتد إلى إيران بعد تركيا

سياسة تصفير المشاكل الإماراتية تمتد إلى إيران بعد تركيا

قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الثلاثاء إن بلاده سترسل قريبا وفدا إلى إيران في إطار مساعي تحسين العلاقات مع طهران، وإن أبوظبي ستبقي حلفاءها الخليجيين على علم بمستجدات الأمور، في خطوة تظهر أن سياسة تصفير المشاكل التي اعتمدتها الإمارات مع تركيا ستتوسع لتشمل إيران.

وأضاف قرقاش للصحافيين في معرض رده على سؤال عن الموعد الذي سيعقد فيه وفد إماراتي محادثات في طهران “كلما كان ذلك أقرب كان أفضل”.

أنور قرقاش: التعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران

ومضى يقول “هناك تقدير من جانب الإيرانيين لإعادة بناء الجسور مع الخليج. نحن نتعامل مع ذلك بمنظور إيجابي”، مضيفا أن أبوظبي لا تزال لديها مخاوف إزاء أنشطة إيران الإقليمية.

وأكد “حتى إذا توصلت محادثات إيران إلى نتائج إيجابية فهي لن تعالج كل المخاوف بشأن سياسة طهران”، مضيفا “لدينا مخاوف إقليمية بشأن إيران لكن المواجهة ليست السبيل الأمثل للمضي قدما”.

ويرى المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، ويقول إن “الأمر سيستغرق وقتا”.

واعتبر متابعون للشأن الخليجي أن تصريحات قرقاش تظهر واقعية إماراتية كبيرة في التعامل مع الوضع الإقليمي، وأن العلاقة المتوترة بين دول الخليج لا ينبغي أن تستمر إلى ما لا نهاية له، فهذا ليس في صالح شعوب المنطقة. كما أن هذا الوضع الملتبس سيعيق دول المنطقة عن أداء دورها الأساسي، وهو العمل على تطوير إمكانياتها اقتصاديا وعلميا، واستثمار طاقاتها وإمكانياتها للحاق بالدول المتقدمة ومزاحمتها.

ولاحظ المتابعون أن استراتيجية تصفير المشاكل التي تعتمدها الإمارات في العلاقة مع إيران تعتمد على الوضوح وتتم بالتنسيق مع بقية دول الخليج، وبالذات السعودية، مشيرين إلى أن المملكة ذاتها تريد أن ينتهي الحوار الذي تجريه مع إيران إلى نتائج عملية وخاصة وقف حالة التوتر الأمني في المنطقة والتوصل إلى تفاهمات واضحة تحفظ أمن مختلف الدول وتحافظ على مصالحها وتؤسس للتعاون بين شعوب بينها الكثير من المشترك الثقافي والديني.

وأكدت الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة، حيث عقد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقيات اقتصادية ذات أهمية، أن سياسة تصفير المشاكل باتت سياسة إماراتية واضحة المعالم بعد تهدئة ملموسة للعلاقة مع قطر ثم فتح قنوات التواصل الدبلوماسي مع سوريا.

ولا شك أن تنقية المناخ الإقليمي من التوتر تفترض تجاوز الأخطاء والترفع عن مقابلة الحسابات الضيقة بالرد، وهو ما تسعى الإمارات لأن تعامل به اللبنانيين الواقعين بين رحى معارك وحسابات محلية لا مصلحة لهم فيها.

اقرأ أيضا: الإمارات تحتفي باليوبيل الذهبي متطلعة إلى المزيد من النفوذ

وقال قرقاش إن بلاده لن تمنع اللبنانيين من السفر إليها، وإنها ستواصل الدعم الإنساني للبنان ولا تريد أن يواجه المواطنون اللبنانيون المزيد من المعاناة بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية المستمرة في بلادهم.

من جهة أخرى أعلن قرقاش أن بلاده وفرنسا ستوقعان عقودا كبرى عندما يزور الرئيس إيمانويل ماكرون الإمارات الجمعة، وينتظر أن يلتقي خلال الزيارة بالشيخ محمد بن زايد.

ويقوم الرئيس الفرنسي بجولة خليجية يومي الجمعة والسبت يزور خلالها كلًا من الإمارات وقطر والسعودية.

وأضاف قرقاش للصحافيين عندما سئل عما إذا كانت الإمارات ستشتري طائرات رافال المقاتلة الفرنسية الصنع “لا أريد أن أفسد هدية عيد الميلاد على الرئيس”.

ومضى قائلا “هذه علاقة ممتازة، وستُوقع اتفاقيات متنوعة. بعد زيارة الرئيس ستكون العلاقة أوسع في مجالات مختلفة”.

صحيفة العرب