طهران – كشفت وكالة الأنباء الإيرانية “إسنا” الأحد أن مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان سيزور طهران الاثنين للقاء عدد من كبار المسؤولين، وذلك لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، في وقت لا تزال فيه أبوظبي تعتريها مخاوف إزاء أنشطة إيران الإقليمية.
وتعتبر زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى إيران هي الأولى من نوعها منذ أن خفضت الدولة الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع طهران عام 2016، قبل أن تفتح باب الحوار عام 2019 في أعقاب هجمات على ناقلات قبالة مياه الخليج وعلى بنية تحتية سعودية في مجال الطاقة.
وتأتي الزيارة ضمن استراتيجية تصفير المشاكل التي تعتمدها الإمارات في العلاقة مع إيران، والتي تظهر الدور المحوري الذي باتت تلعبه الدولة الخليجية في تعزيز الاستقرار بالمنطقة.
وسعت الإمارات في الآونة الأخيرة إلى التراجع عن الصراعات الإقليمية، وإعادة التركيز على اقتصادها. كما تعهدت إيران أيضا الشهر الماضي ببدء فصل جديد في علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة، مما قد يشير إلى ذوبان التوترات في الخليج العربي الغني بالنفط.
وقالت الوكالة “يصل الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي، إلى طهران غدا بدعوة رسمية من الأدميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي”.
وبحسب الوكالة، فإن المسؤول الإماراتي سيلتقي خلال زيارته شمخاني “بالإضافة إلى كبار المسؤولين المحليين”، موضحة أنه من المتوقع “مناقشة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول التطورات الإقليمية الأخيرة” خلال الزيارة.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أجرى نهاية نوفمبر الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ناقشا خلاله مختلف القضايا بما في ذلك القضايا السياسية والقنصلية والثنائية.
ووصف عبداللهيان العلاقات الثنائية مع الإمارات بأنها علاقات متنامية، وقال إن الحكومة الإيرانية الجديدة عازمة على مواصلة مشاوراتها وتعاونها الفعال مع الأصدقاء والجيران.
والشهر الماضي زار نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري الإمارات والكويت، في خطوة انفتاح جديدة على الدول الخليجية.
والتقى باقري في العاصمة أبوظبي المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش ووزير الدولة خليفة شاهين المرر.
وقال قرقاش خلال اللقاء “نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل… والانفتاح على جيراننا… ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات”، وإن “أبوظبي ستبقي حلفاءها الخليجيين على علم بمستجدات الأمور”.
وأضاف قرقاش أن بلاده لا تزال قلقة جدا من تصرفات إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
ويرى المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، ويقول إن “الأمر سيستغرق وقتا”.
ويرى مراقبون أن استراتيجية تصفير المشاكل التي اعتمدتها الإمارات في العلاقة مع تركيا تشمل إيران، وأنها تعتمد على الوضوح وتتم بالتنسيق مع بقية دول الخليج، وبالذات السعودية.
وأشار هؤلاء إلى أن المملكة ذاتها تريد أن ينتهي الحوار الذي تجريه مع إيران إلى نتائج عملية، وخاصة وقف حالة التوتر الأمني في المنطقة والتوصل إلى تفاهمات واضحة، تحفظ أمن مختلف الدول وتحافظ على مصالحها وتؤسس للتعاون بين شعوب بينها الكثير من المشترك الثقافي والديني.
وأكدت الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة، حيث عقد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقيات اقتصادية ذات أهمية، أن سياسة تصفير المشاكل باتت سياسة إماراتية واضحة المعالم، بعد تهدئة ملموسة للعلاقة مع قطر ثم فتح قنوات التواصل الدبلوماسي مع سوريا.
وكان الشيخ طحنون بن زايد أجرى زيارة إلى تركيا في منتصف أغسطس الماضي، التقى خلالها الرئيس التركي ومسؤولين أتراكا.
وجاء هذا التقارب بعد سنوات شهدت العلاقات الإماراتية – التركية فيها خلافات على عدد من القضايا، في مقدمتها التدخل التركي في ليبيا ودعم أنقرة للإخوان المسلمين.
العرب