اتهمت الخارجية الإيرانية واشنطن بوضع العراقيل أمام مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، في المقابل حذرت الخارجية الأميركية طهران من دفع الثمن إذا مضت في تسريع برنامجها النووي، بينما حثت إسرائيل الدول الغربية على تغيير إستراتيجيتها في التعامل مع إيران.
وقال مسؤول في الخارجية الإيرانية إن إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 رهن بإظهار الأوروبيين إرادة ومرونة، مؤكدا أن عدم رغبة واشنطن في التراجع عن رفع جميع العقوبات عن طهران يعتبر عقبة أساسية أمام المفاوضات.
واتهم المسؤول الإيراني إسرائيل بمحاولة التشويش على المحادثات، من خلال شنها ما وصفها بحرب نفسية ومن خلال نشر الأخبار الكاذبة، لكي تؤثر سلبا على أجواء التفاوض.
بدوره أكد غلام حسين إسماعيلي مدير مكتب الرئيس الإيراني أن بلاده جادة تماما في مفاوضات فيينا، وأن هدفها النهائي من المفاوضات هو إلغاء العقوبات مع الحفاظ على كرامة البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) اليوم الأحد عن إسماعيلي القول إننا “جادون تماما في مفاوضات فيينا، وهدفنا النهائي في المفاوضات مع مجموعة 1+4 هو إلغاء العقوبات … وقد كنا على استعداد لمواصلة المفاوضات إلا أن الأطراف الأخرى رأت أنها بحاجة إلى التوجه إلى عواصمها لمناقشة القضايا المطروحة”.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أول أمس الجمعة إلى الأسبوع المقبل، وعبر مسؤولون أوروبيون عن فزعهم من كم المطالب التي تقدمت بها الحكومة الإيرانية.
ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات الأسبوع المقبل.
وتجري المفاوضات بين إيران ومجموعة 1+4 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين)، إلى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي. وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر، بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بعد تعطله إثر انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
في المقابل، رأى مسؤول في الخارجية الأميركية أن العودة للاتفاق النووي ممكنة، لكنها تتطلب تنازلات من إيران والولايات المتحدة معا.
وقال المسؤول للصحفيين طالبا عدم نشر اسمه إن إيران تواصل تسريع برنامجها النووي بطرق استفزازية، مشيرا إلى أن الصين وروسيا فوجئتا بمدى تراجع إيران في المقترحات التي طرحت في محادثات الأسبوع الماضي في فيينا.
وأضاف أن إيران جاءت بمقترحات “مثلت تراجعا عن أي شيء، عن أي حلول وسط عرضتها إيران هنا في الجولات الست السابقة من المحادثات وصادرت جميع الحلول الوسط التي قدمها الآخرون والولايات المتحدة بشكل خاص”.
وقال المسؤول الأميركي للصحفيين إنه لا يعرف متى ستٌستأنف الجولة المقبلة من المحادثات، التي قال مسؤولون آخرون إنها ستستأنف الأسبوع المقبل. وشدد المسؤول على أن الموعد أقل أهمية من أن تكون إيران مستعدة للتفاوض الجاد.
ووفقا للمسؤول الأميركي فإن استمرار العقوبات يأتي ضمن الضغوط المتواصلة على إيران من أجل دفعها للعودة إلى الاتفاق النووي.
وحذر من اللجوء إلى وسائل غير الدبلوماسية، في حال لم تبد إيران أي حسن نية للعودة إلى الاتفاق؛ مشددا على أن هناك ثمنا ستدفعه إيران إذا مضت في انتهاك الاتفاق وتسريع برنامجها النووي.
وفي وقت سابق اليوم السبت، رفضت الدول الأوروبية مقترحات قدمتها إيران بشأن العودة للاتفاق النووي واعتبرتها مخيبة للآمال، في وقت شددت فيه طهران على أن هذه المقترحات ترتكز على المبادئ المشتركة بين الجانبين.
وقد أعرب الأوروبيون، أمس الجمعة، عن “خيبة أملهم وقلقهم” من محتوى مسودتين قدمتهما إيران مؤخرا بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي وقّعته إيران والأطراف الدولية عام 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وفي سياق متصل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت على ضرورة أن تدفع إيران الأثمان لخرقها الاتفاق النووي.
ودعا بيينت خلال كلمة في مستهل اجتماعات الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد، الدول التي تتفاوض مع إيران في فيينا إلى اتباع نهج حازم ضدها.
وحث بينيت من وصفهم بأصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة على استخدام خيارات مختلفة لمواجهة الاندفاع الإيراني في مجال التخصيب.
وكان رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع غادر مساء أمس السبت متوجها إلى واشنطن، لإجراء محادثات تتركز على الملف النووي الإيراني. ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، وعددا من كبار المسؤولين.
ووفقا لموقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية فمن المتوقع أن يطلع برنيع الجانب الأميركي على معلومات استخباراتية حديثة جمعتها إسرائيل.
وقبل أيام تعهد رئيس الموساد بأن إيران لن تملك سلاحًا نوويًّا، لا في القريب العاجل، ولا على المدى البعيد.
ومن المقرر أن يقوم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أيضا بزيارة لواشنطن قريبا بهدف التنسيق مع الجانب الأميركي بشأن الملف الإيراني وغيره.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ذكرت أن الإدارة الأميركية نقلت إلى مسؤولين أمنيين كبار في إسرائيل رسائل مفادها أنها تعارض إقدام الموساد على مفاجأتها بتنفيذ عمليات سرّية في إيران خلال المفاوضات النووية.
واتهمت إسرائيل إيران أخيرا بممارسة ما سمّته الابتزاز النووي، ودعت الولايات المتحدة لوقف مفاوضات فيينا. وذلك بموازاة تحذير إسرائيلي من احتمال توجيه ضربة لإيران، وإقرارها شراء أسلحة وذخائر بنحو ملياري دولار.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد خصصت 1.5 مليار دولار لإعداد القوات المسلحة لتنفيذ ضربة محتملة ضد مواقع نووية إيرانية، كما يطلق القادة السياسيون والعسكريون تحذيرات شبه يومية.
المصدر : الجزيرة + وكالات