ما الذي تسعى إليه الإمارات من زيارة طهران؟

ما الذي تسعى إليه الإمارات من زيارة طهران؟

باتت إيران المحطة الثالثة في خريطة الحراك الدبلوماسي الإماراتي في أقل من شهر، بعد سوريا وتركيا. وذلك بعدما التقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد في طهران، الاثنين 6 ديسمبر (كانون الأول)، نظيره الإيراني والرئيس إبراهيم رئيسي في زيارة لتجاوز الخلافات ولتهدئة المنطقة المضطربة بالنزاعات.

وبحسب تصريحات استبقت الزيارة لمسؤولين إماراتيين، فإن أبوظبي تسعى إلى “تصفير المشكلات، وفتح صفحة جديدة مع الدولة الفارسية”.

وتأتي الزيارة الإماراتية بعد أيام من توقف محادثات في فيينا، بين طهران والقوى العالمية، إذ أبدى مسؤولون غربيون استياءهم من مطالب إيران الكاسحة من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

وذكرت وكالة “نور نيوز” الإيرانية أن الشيخ طحنون، شقيق ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ناقش تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية مع الأمين العام للمجلس الوطني للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

56930b0f-b452-4e1c-badb-ba87b53aa714.jpg
أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في حديث مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي (غيتي)​​​​​​

ونقل التلفزيون الإيراني عن شمخاني قوله “لا يمكن أن يتحقق الاستقرار والأمن إلا من خلال الحوار المستمر والتعاون بين دول المنطقة”. وأضاف أن “تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية هو الأولوية الرئيسة للسياسة الخارجية الإيرانية”.

وتمتد العلاقات التجارية بين دبي وإيران لأكثر من قرن، ولطالما كانت الإمارة التي تبعد 150 كيلومتراً على الجانب الآخر من الخليج واحدة من روابط إيران الرئيسة بالعالم الخارجي.

مع ذلك، يقف البلدان على طرفي نقيض من الحرب في اليمن. فالإمارات عضو رئيس في التحالف الذي تقوده السعودية، ويدعم الحكومة المعترف بها دولياً ضد مقاتلي الحوثي المتحالفين مع إيران.

وقال شمخاني “الجهود المشتركة ضرورية لإنهاء بعض الأزمات العسكرية والأمنية في المنطقة، ويجب أن يحل الحوار محل النهج العسكري في حل النزاعات”.

وتريد دول الخليج العربية المجاورة لإيران وضع حد لسعيها للهيمنة على المنطقة، حيث تنافس السعودية في مد النفوذ من سوريا والعراق إلى اليمن والبحرين.

واتخذت أبوظبي موقفاً متشدداً تجاه إيران بدعمها السريع لقرار واشنطن التخلي عن الاتفاق النووي قبل ثلاثة أعوام. ولكن، في 2019، بدأت الإمارات التواصل مع إيران في أعقاب هجمات على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات، وكذلك على البنية التحتية لقطاع الطاقة في السعودية.
حافظت أبوظبي على علاقتها مع طهران بشكل مختلف عندما هاجم متمردون إيرانيون السفارة السعودية في يناير (كانون الثاني) 2016، وهو الهجوم الذي كان منعطفاً مهماً أسهم في حدة التوترات في المنطقة. وعلى إثر ذلك قطعت السعودية والبحرين ودول أخرى العلاقات مع إيران، إلا أن أبوظبي أبقت تمثليها الدبلوماسي.

وبدأت السعودية محادثات مباشرة مع إيران في أبريل (نيسان) الماضي، التي وصفتها الرياض بأنها كانت “ودية” لكنها استكشافية إلى حد كبير.

ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى الشيخ طحنون قوله خلال اجتماعه مع شمخاني، إن “تطوير علاقات ودية وأخوية بين أبوظبي وطهران من أولويات دولة الإمارات”.

وقال محللون إن طهران لا تستطيع تحمل خسارة دبي كمنفذ تجاري، خصوصاً أن العقوبات الأميركية خفضت صادراتها النفطية بشكل كبير، وزادت من تعقيد مشاركتها في التجارة الدولية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، زار وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد سوريا بعد نحو 10 سنوات من القطيعة، تلتها زيارة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا، وهي الأولى له منذ 2012.

هذا الحراك الدبلوماسي من أبوظبي، قال عنه المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، إن البلاد “تتجه نحو تعزيز الجسور، وتصفير المشكلات، والانفتاح على الجيران”.

وبالحديث عن زيارة طهران يقول قرقاش، إنها “تأتي في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات”، وتأتي “استمراراً لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة، بما يخدم المصلحة الوطنية”.

وأضاف، “تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليميين عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة”.

اندبندت عربي