منذ التقى الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، في جنيف في يونيو (حزيران) الماضي، اتسعت قائمة القضايا الخلافية بين البلدين.
لمناسبة محادثتهما عبر الفيديو، الثلاثاء 7 ديسمبر (كانون الأول)، نستعرض أبرز الملفات الساخنة بين واشنطن وموسكو:
أوكرانيا والعقوبات الغربية المحتملة
حذرت الولايات المتحدة روسيا من أنها ستدفع “ثمناً باهظاً” يشمل عقوبات اقتصادية ذات تأثير قوي إذا غزت أوكرانيا التي تقول إن أكثر من 94 ألف جندي روسي احتشدوا قرب حدودها. ودعت واشنطن إلى العودة إلى الاتفاقات التي أبرمت في عاصمة بيلاروس، مينسك، عامي 2014 و2015، التي تهدف إلى إنهاء الحرب بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، والمستمرة منذ سبع سنوات.
مطالبة روسيا بضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي
تقول روسيا إن نشر قواتها هو رد على السلوك العدواني لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، بما في ذلك طلعات مقاتلات أميركية والمناورات الحربية الأميركية في البحر الأسود. وتطالب موسكو الغرب بضمانات أمنية ملزمة قانوناً بأن الحلف لن يتوسع شرقاً، وهو ما سيمنع أوكرانيا من أن تصبح عضواً بالحلف، أو ينشر صواريخ في أوكرانيا من شأنها أن تستهدف روسيا. وتقول الولايات المتحدة إنه لا يمكن لأي دولة الاعتراض على تطلع أوكرانيا إلى الانضمام إلى الحلف.
بيلاروس
اتهمت الولايات المتحدة بيلاروس، الحليفة الوثيقة لروسيا، باستخدام مهاجرين من الشرق الأوسط “سلاحاً” عبر تشجيع الآلاف منهم على محاولة دخول الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من أراضيها، مما تسبب في أزمة للاتحاد الأوروبي. ودعمت روسيا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من خلال تحركات تضمنت إرسال طائرات حربية ذات رؤوس نووية للمشاركة في دوريات في المجال الجوي لبيلاروس.
الطاقة
قالت الولايات المتحدة إن روسيا يمكنها، بل يتعين عليها، بذل مزيد لتخفيف أزمة الطاقة في أوروبا من خلال زيادة إمدادات الغاز، وحذرتها من استخدام الطاقة سلاحاً سياسياً، لا سيما ضد أوكرانيا. وفرضت عقوبات على الكيانات الروسية المشاركة في (نورد ستريم 2)، وهو خط أنابيب غاز أنشئ حديثاً تحت بحر البلطيق. وينتظر “نورد ستريم 2” موافقة هيئة تنظيمية في ألمانيا قبل أن تبدأ روسيا ضخ الغاز من خلاله. لذا، من المحتمل أن يكون عرضة لمزيد من العقوبات الغربية إذا ما تصاعدت أزمة أوكرانيا.
التمثيل الدبلوماسي
قلصت روسيا والولايات المتحدة حجم البعثتين الدبلوماسيتين في سفارتي كل منهما لدى الأخرى في سلسلة من التحركات الانتقامية المتبادلة. واقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الثاني من ديسمبر أن التمثيل الدبلوماسي هو أحد المجالات التي يمكن للبلدين فيها بدء صفحة جديدة عبر إزالة جميع القيود على ممثلي البلدين.
اتهمت الولايات المتحدة متسللين يعملون لحساب الحكومة الروسية أو من الأراضي الروسية بشن هجمات إلكترونية ضد الأحزاب السياسية والشركات والبنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة. وتنفي روسيا تنفيذ الهجمات الإلكترونية أو غض الطرف عنها. وأثار بايدن المسألة مع بوتين في يونيو وأدرج 16 قطاعاً حيوياً قال إنه يجب أن تكون “بمنأى” عن الهجمات الإلكترونية، لكن الجانبين لم يشيرا علناً إلى أي تقدم في هذه المسألة منذ ذلك الحين.
الحد من التسلح
بعد فترة وجيزة من تولي بايدن منصبه، مدد البلدان اتفاقاً رئيساً يحد من حجم ترسانتيهما النوويتين الاستراتيجيتين. ووعدا في جنيف “بوضع الأساس لإجراءات مستقبلية للحد من التسلح وخفض المخاطر”. وقال بايدن إن الأمر سيستغرق من ستة أشهر إلى عام لمعرفة إذا ما كان من الممكن إجراء حوار استراتيجي جدي. وحتى الآن، لا توجد بوادر واضحة حول إحراز تقدم في هذا المضمار.
نافالني
انتقدت واشنطن سجن أليكسي نافالني، أبرز خصوم بوتين السياسيين، وقد تعبر مرة أخرى عن قلقها بشأن حقوق الإنسان في روسيا.
الأميركيان المسجونان في روسيا
أثار الجانب الأميركي مراراً قضية جنديين سابقين في مشاة البحرية الأميركية، وهما تريفور ريد وبول ويلان، اللذان يمضيان عقوبة بالسجن في روسيا على خلفية ما تعتبره واشنطن اتهامات باطلة.
القضايا الدولية
البلدان على خلاف أيضاً في ما يتعلق بقضايا مختلفة، من أبرزها سوريا، حيث تدخلت روسيا عسكرياً في عام 2015 لدعم الرئيس بشار الأسد في حرب أهلية. لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، الأسبوع الماضي، إن هناك أيضاً مجالات يمكنهما العمل فيها معاً، على الرغم من التوترات بينهما. وأشار في هذا الصدد إلى الجهود الدولية لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية وعملية السلام بين جمهوريتي الاتحاد السوفياتي السابق أرمينيا وأذربيجان، التي لعبت موسكو فيها الدور الأبرز.
اندبندت عربي