الخرطوم – انتقد الطاهر أبوهاجة المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش السوداني الشعارات المرفوعة في احتجاجات الأحد، معتبرا أن النبرة الخلافية قد تعيق التحول الديمقراطي الذي وصفه بالسلس، مشيرا إلى أن وجود جهات كثيرة (لم يسمها) تحلم بأن ترى السودان ممسوحا من الخارطة.
وشهد السودان الأحد مظاهرات مطالبة بخروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية وتسليم السلطة بشكل كامل للمدنيين، وذلك تزامنا مع الذكرى الثالثة للثورة التي أنهت 30 عاما من حكم الرئيس المعزول عمر البشير.
وقال أبوهاجة إن “تظاهرات اليوم (الأحد) رفعت شعارات مختلفة، مما يؤكد اختلاف الأجندة والرؤى”، مؤكدا أن النبرة الخلافية والعدائية الصارخة يمكن أن تعيق التحول الديمقراطي السلس”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية.
وأشار إلى أن “اتفاق الحادي والعشرين من نوفمبر بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك يعد الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الرؤى السياسية الانتقالية”، لافتا إلى أنه “من الأفضل والأفيد للقوى المختلفة أن توحّد برامجها واستراتيجيتها لإنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي”.
وشدد أبوهاجة على أن “القوات المسلحة والقوات الأمنية لم ولن تفرط في أمن البلاد القومي، فجهات كثيرة حلمها أن ترى السودان ممزقا ليس إلى دويلات وإنما ممسوحا من الخارطة”.
وأكد أن “القوات المسلحة دائما منحازة لخيار الشعب وتطلعاته نحو الديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة وستحمي هذا الخيار”، لافتا إلى أنه من الضروري أن يسعى الجميع للحفاظ على المصالح العليا بعيدا عن هوى النفس والمصالح الحزبية الضيقة.
وفي وقت سابق من مساء الأحد، حاول الآلاف من المحتجين السودانيين الاعتصام في محيط القصر الرئاسي في وسط الخرطوم للمطالبة بحكم مدني ديمقراطي، تزامنا مع الذكرى الثالثة لـ”ثورة ديسمبر” التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، لكن قوات الأمن تصدت لهم.
وأعلن المتظاهرون الاعتصام أمام البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري، وبادروا في هذا السياق إلى تعليق مكبر للصوت، لكن قوات الأمن سارعت إلى تفريقهم ومنعهم بإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
واستمرت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة في عمليات كرّ وفرّ باتجاهات مختلفة أمام القصر.
وقالت وزارة الصحة السودانية على صفحتها في فيسبوك إن عدد المصابين في الاحتجاجات بلغ 123، دون تسجيل أي حالة وفاة.
وأضافت أن تقرير متابعة الأحداث حتى السابعة والنصف من مساء الأحد (بالتوقيت المحلي) أوضح “وجود 123 حالة إصابة بالبلاد، منها 121 إصابة بولاية الخرطوم وإصابتان بولاية كسلا”.
وجاءت المظاهرات استجابة لدعوات من القوى السياسية الرافضة لقرارات البرهان والاتفاق السياسي بينه وبين حمدوك، والمطالبة بالدولة المدنية.
واعتبر حزب الأمة خروج هذه المظاهرات رفضا لقرارات البرهان، وقال في بيان إن المظاهرات تؤكد بجلاء أن الديمقراطية عائدة حتما، وأن عهد الدكتاتورية والانقلابات قد ولى إلى غير رجعة، كما جاء في البيان.
أما المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، فقال إن المظاهرات تشكّل علامة فارقة في نضال الشعب لهزيمة ما وصفه بـ”الانقلاب”.
وأشار في بيان إلى أن الجماهير حددت أهدافها بالوصول إلى القصر الجمهوري، على الرغم من العنف المفرط.
وأوضح أن التظاهرات أسقطت الاتفاق بين البرهان وحمدوك الذي هو امتداد للانقلاب، بحسب وصفه.
ودعا البيان إلى مواصلة الضغط على من سماهم الانقلابيين إلى حين تسليم السلطة للشعب، مناشدا القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى عدم التعرض للجماهير المتمسكة بسلميتها، والتزام جانب الشعب.
وشدد البيان على أن قوى الحرية والتغيير ستواصل عملها لبناء أوسع جبهة شعبية موحدة لهزيمة الانقلاب، بحسب وصفه.
العرب