برهم صالح والكاظمي يتحركان لكسر جمود ما بعد الانتخابات

برهم صالح والكاظمي يتحركان لكسر جمود ما بعد الانتخابات

بغداد – أبرز البيان الصادر عن لقاء الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الخميس أن الرئيسين عازمان على السعي لكسر الجمود الحاصل في عملية تثبيت نتائج الانتخابات والتحرك نحو تشكيل حكومة انطلاقا من الاستحقاقات الانتخابية ولقطع الطريق على مبالغة ملموسة من التكتلات والأحزاب الخاسرة التي تمثل النفوذ الإيراني في العراق وواجهته الحشد الشعبي.

ودعا البيان الأحزاب والتيارات السياسية إلى الحوار لحسم المسائل العالقة؛ وهو ما يعني أن برهم صالح والكاظمي يعملان سوية للخروج من حالة الجمود التي سادت بعد الانتخابات، وأن تنسيقا قادما يتم مع مقتدى الصدر زعيم الكتلة الفائزة الأكبر.

ويطلق الصدر إشارات سياسية مربكة للتكتل الشيعي الذي يرى فيه مجموعة من الأعداء السياسيين السابقين ومنشقين عن التيار الصدري يسعون للالتفاف على تقدمه الكبير في الانتخابات، كما بدا واضحا أنه لن يعمل على استرضاء المرجعية في النجف كما جرت العادة بعد كل انتخابات برلمانية.

وأشار البيان إلى “أهمية التكاتف ورص الصف الوطني ودعم الحوار لحسم المسائل العالقة، والانطلاق نحو الاستحقاقات الوطنية التي تنتظر البلد”.

وكان لافتا تطابق البيان مع ما أشار إليه الصدر في أكثر من مناسبة، حيث دعا إلى تعزيز سلطة الدولة وخصوصا الجانب الأمني منها، إذ تطرقت المباحثات إلى “تعزيز سلطة الدولة ودعم الأجهزة الأمنية في ملاحقة خلايا الإرهاب التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في بعض المدن وغلق الثغرات”.

وتحاول قوى شيعية مختلفة، تحت إطار تنسيقي يقوده زعيم حزب الدعوة ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، منع استبعادها من السلطة، ويجادل بعضها بحدوث تزوير في الانتخابات أدى إلى خسارتها ثلثي مقاعدها في البرلمان، وخصوصا تحالف الفتح وجماعات الميليشيات المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي.

ومن المقرر أن تنظر المحكمة الاتحادية العليا في الطعن الذي تقدمت به القوى الخاسرة يوم السادس والعشرين من ديسمبر الجاري.

وألمح البيان إلى أن الدولة في حاجة إلى التدخل وتحريك ملف الواقع المعيشي الضاغط في العراق و”تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين”، مما يشير إلى أن الحكومة العراقية في وضع أفضل الآن مع تحسن ملموس في عائدات النفط والإجراءات التي اتخذها الكاظمي لضبط الميزانية العامة.

ودعا برهم صالح والكاظمي إلى”تخفيف التوترات الإقليمية، وتأمين استقرار وسيادة العراق ودوره المحوري في المنطقة”، في إشارة واضحة إلى الصراع الأميركي الإيراني الذي يشهد العراق بعضا من أهم مشاهده، بالإضافة إلى التدخل المفتوح والواضح الذي تمارسه طهران في العراق.

ويأتي اللقاء بين الرئيسين في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الخميس إن حالة التوتر السائدة بين الولايات المتحدة وإيران تؤثر على العراق الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة الصلة مع الجانبين.

وقال حسين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في العاصمة طهران، عقب محادثات بين الجانبين “حالة التوتر بين واشنطن وطهران تؤثر على العراق”، مضيفا “انطلاقا من مصلحتنا الوطنية نتباحث مع أصدقائنا في واشنطن حول العلاقات الإيرانية – الأميركية”.

وبشأن مساعي بغداد للتوسط بين إيران والسعودية أعلن حسين أنَّ “العراق لعب دورا في دعم الحوارات التي جرت بين السعودية وإيران”، معربا عن أمله في عقد الجولة الخامسة بين طهران والرياض قريبًا.

من جانبه قال الوزير الإيراني “في المستقبل القريب ستكون هناك محادثات إيرانية – سعودية في بغداد”، موضحا أن “إيران قدمت للسعودية في آخر جولة من المحادثات مجموعةً من المقترحات”.

ويعيش العراق توترات سياسية منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، على وقع احتجاجات من قبل أنصار القوى الخاسرة تخللتها محاولة لاغتيال الكاظمي الشهر الماضي.

العرب