عدن – استعادت قوات الجيش اليمني السبت مديرية عسيلان في محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد عقب معارك مع مسلحي جماعة الحوثي، فيما استمر التحالف بقيادة السعودية في شن ضربات جوية على مواقع الحوثيين في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن.
وأعلن قائد ألوية العمالقة العميد عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي، نجاح عملية “إعصار الجنوب”، بتحرير وتطهير مديرية عسيلان، بمحافظة شبوة، ودحر ميليشيات إيران الحوثية، بحسب المركز الإعلامي لألوية العمالقة.
وقال المحرمي إن “عملية إعصار الجنوب، والتي انطلقت عملياتها صباح السبت، تأتي لتطهير وتحرير مديريات محافظة شبوة من سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية، وفي سياق الانتصارات الواسعة التي تسطرها ألوية العمالقة الجنوبية، على جبهات القتال المختلفة”.
وأكد مصدر عسكري يمني، طالبا عدم ذكر اسمه، أن قوات اللواء الأول عمالقة سيطرت أيضا على منطقة العكدة، والمحكمة، والهجر، و”حيد بن عقيل” في المديرية ذاتها، ولم يتبق إلا بعض الجيوب الحوثية التي تحتمي بمنازل المواطنين.
وكانت جماعة الحوثي قد سيطرت في سبتمبر الماضي على ثلاث مديريات جنوبي شبوة، وهي عسيلان وبيحان وعين.
وقالت مصادر عسكرية يمنية إن الجيش مسنودا بقوات ألوية العمالقة سيطر على مواقع في جبل “حيد بن عقيل” بمديرية عسيلان إثر معارك مع الحوثيين.
وذكر الإعلام العسكري للجيش بشبوة أن المدفعية قصفت مواقع للحوثيين، بالتوازي مع غارات شنتها طائرات التحالف.
وأضاف الإعلام العسكري في بيان أن العشرات من مسلحي الحوثي قتلوا خلال المعارك. ولم يصدر أي تعليق من جانب الحوثيين على المواجهات في شبوة.
وجاءت التحركات العسكرية الميدانية، التي شهدتها محافظة شبوة، عقب أيام على تعيين عوض العولقي محافظا جديدا لمحافظة شبوة، خلفا لسلفه المحسوب على حزب الإصلاح (ذراع جماعة الإخوان في اليمن) محمد صالح بن عديو.
وكان الجيش اليمني قد دفع الاثنين الماضي بتعزيزات من جبهة الساحل الغربي إلى شبوة، بهدف استعادة مناطق سقطت مؤخرا بيد الحوثيين، وقد أطلقت قوات العمالقة عملية عسكرية واسعة لاستعادة مديريات شبوة، ومن ثم التقدم لاستكمال السيطرة على محافظتي مأرب والبيضاء.
وأشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بجهود القوات الوطنية المشاركة في عملية تحرير شبوة، من قوات الجيش الوطني والعمالقة والمقاومة الشعبية، داعيا كل أبناء الشعب اليمني إلى توحيد الصفوف ودعم الأبطال الذين يخوضون معركة الدفاع ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس اليمني ومحافظ شبوة عوض العولقي، للاطلاع على سير العمليات العسكرية والانتصارات التي حققها أبطال الجيش الوطني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية في عسيلان بالمحافظة.
وأكد هادي أن تلك الانتصارات الكبيرة ستظل محل فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني الذي يتوق للخلاص من هذه العصابة الباغية، وتحرير كامل التراب اليمني واستتباب الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع، والدفع بعجلة التنمية والبناء إلى الأمام.
وشدد الرئيس اليمني على ضرورة مواصلة هذه الانتصارات في مختلف جبهات القتال لما لها من أهمية على المستويين الأمني والتنموي، موجها الحكومة بتقديم كافة أوجه الدعم العسكري لأبطال الجيش الوطني ورجال المقاومة.
وفي محافظة مأرب أعلن التحالف عن مقتل أكثر من 160 مسلحا حوثيا، وتدمير 17 آلية عسكرية تابعة لهم، في ضربات جوية نفذها على مواقع للحوثيين، وقال التحالف في بيان إنه نفذ 33 غارة على مواقع ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشاد الرئيس اليمني بانتصارات الجيش والمقاومة في محافظة مأرب، وذلك خلال اتصال هاتفي بمحافظ مأرب اللواء سلطان العرادة.
وخلال الاتصال، شدد هادي على ضرورة توحيد كافة الجهود وحشد الطاقات ورص الصفوف في مواجهة عصابات التمرد والانقلاب الحوثي، في رسائل موجهة للجيش والمقاومة والشعب، وفق الوكالة.
وقال “معركتنا ستنتصر لا محالة على هذه العصابة المتمردة (الحوثيين) التي تحاول مرارا التهرب من تنفيذ بنود الاتفاقيات والجنوح للسلام ووقف نزيف الدم اليمني”.
وأضاف هادي “الميليشيات الإيرانية (الحوثيون) التي تحشد كل وسائل الموت والقتل والدمار تجاه الأبرياء والنازحين بمأرب، سيكون على الدوام مصيرها الهزيمة والفشل”.
ومنذ فبراير الماضي، ضاعف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
ويشهد اليمن منذ نحو سبع سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
العرب