عدن – كشفت مصادر سياسية يمنية عن ممانعة يقوم بها التيار المرتبط بقطر في حزب الإصلاح اليمني لإجهاض استراتيجية تصويب مسار الشرعية ومعالجة الأخطاء التي رافقت الحرب اليمنية خلال السنوات السبع الماضية وحالت دون هزيمة المشروع الإيراني في اليمن.
وقالت المصادر إن التيار الإخواني الذي تقيم قياداته البارزة في تركيا وقطر على وجه التحديد يعمل إعلاميا وسياسيا على خلط الأوراق داخل الشرعية وإعاقة تنفيذ الشق العسكري والأمني في اتفاق الرياض الموقّع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ووفقا للمصادر يقود هذا التيار حربا إعلامية ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات العمالقة الجنوبية، كما يمارس ضغوطا لمنع استكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص على تعيين محافظين جدد بالتوافق مع المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية ونقل الوحدات العسكرية في حضرموت وأبين والمهرة إلى مناطق المواجهات مع الميليشيات الحوثية في مأرب والجوف والبيضاء.
إعادة تحرير محافظتي الجوف والبيضاء وتأمين مأرب يستدعيان إجراء مراجعة شاملة للقيادات العسكرية والمدنية
وشن التيار المدعوم من قطر في حزب الإصلاح اليمني حملة إعلامية طالت التحالف العربي وقيادة الشرعية ردا على تعيين محافظ جديد لشبوة خلفا للمحافظ السابق المحسوب على الإخوان، بالتوازي مع حملات إعلامية ضد ألوية العمالقة الجنوبية التي انتقلت من الساحل الغربي إلى محافظة شبوة وأطلقت عملية عسكرية تحت اسم “إعصار الجنوب” ونجحت في وقت قياسي في تحرير مديرية عسيلان وبيحان.
وتؤكد مصادر “العرب” أن الحملة التي استهدفت التشكيك في قوات العمالقة ومن خلفها التحالف العربي جاءت تعبيرا عن مخاوف الداعمين الإقليميين للمشروع الحوثي بعد دخول قوات جديدة إلى جانبها على خط المواجهة في شبوة عرف عنها تحقيق الانتصارات على الحوثيين في جبهات ومواقع أخرى، وهو الأمر الذي سيترتب عليه تغيير في خارطة القوى وتضييق الخناق على المشروعين الحوثي والإخواني المدعومين من قطر التي لم تنعكس المصالحة الخليجية على موقفها الداعم للحوثيين حتى الآن.
وتتزايد مخاوف الحوثيين والتيار الموالي لقطر في حزب الإصلاح من تبعات الاستراتيجية الجديدة التي تبناها التحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن والتي تتمحور حول الضغط لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض ومحاصرة بؤر التوتر التي تعمل على تأجيج الخلافات داخل معسكر المناوئين للحوثي، إضافة إلى تأمين المناطق المحررة ونزع فتيل التوتر فيها الذي تعمل قوى ومكونات مدعومة من الدوحة على تأجيجه.
وأشارت مصادر يمنية مطلعة إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدا في الضغط العسكري على الحوثيين بالتوازي مع إجراءات تصحيحية ستجريها الشرعية داخل بنيتها المؤسسية بهدف تحجيم الأصوات المعادية للتحالف أو التي تعمل على خدمة أجندات مغايرة لأهداف الحكومة الشرعية من داخلها، وسيشمل ذلك تعيين محافظين جدد لعدد من المحافظات الجنوبية بالتوافق مع المجلس الانتقالي وإقالة مسؤولين في الحكومة الشرعية عرفوا بتصريحاتهم ومواقفهم التي تخدم المشروع الحوثي وتشعل فتيل الخلافات بين المناوئين له.
ووفقا للمصادر من المتوقع أن يتم تعيين محافظين جدد لمحافظات حضرموت والمهرة ولحج بالتنسيق مع المجلس الانتقالي ونقل القوات العسكرية في المحافظات الثلاث إلى خطوط المواجهات مع الحوثيين، بالتوازي مع إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية في مؤسسات الحكومة الشرعية، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية.
وحذرت المصادر من مخطط ممول إقليميا يهدف إلى إفشال الاستراتيجية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية لتحسين أداء الشرعية وتطويق الخلافات بين مكوناتها من خلال تحريك عناصر من داخل الشرعية للتشكيك في هذه الإجراءات والعمل على إعاقتها، عبر حملات إعلامية وحراك سياسي وشعبي من المتوقع أن تشهده محافظة حضرموت على وجه التحديد إلى جانب إحياء بؤر التوتر في محافظة المهرة التي ترجح المصادر أن تشهد في الفترة القادمة بروز تيار سياسي وشعبي عريض مناهض للحراك المدعوم من قطر وإيران الذي يتزعمه علي سالم الحريزي.
وتسعى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وبدعم من التحالف العربي لتأمين المحافظات الجنوبية المحررة في سياق خطة من المتوقع أن تمتد لاحقا إلى محافظات أخرى في شمال اليمن مثل الجوف التي استعاد الحوثيون السيطرة عليها بشكل كامل، ومحافظة البيضاء التي استكمل المتمردون سيطرتهم عليها بعد اجتياح مناطق المديريات المحررة فيها.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن إعادة تحرير محافظتي الجوف والبيضاء وتأمين محافظة مأرب يستدعيان إجراء مراجعة شاملة للقيادات العسكرية والمدنية فيها وخصوصا في محافظتي الجوف والبيضاء، وهو الأمر الذي تؤكد المصادر أنه سيواجه بعقبات كبيرة في ظل تشبث الإخوان المسلمين بالهيمنة على إقليم سبأ وفقا لمخرجات الحوار الوطني والذي يضم محافظات مأرب والجوف والبيضاء بالرغم من فشل تلك القيادات خلال السنوات الماضية وتسببها في سقوط الجوف وأجزاء واسعة من مأرب والبيضاء.
العرب