أبوظبي – أكد السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأربعاء أن المتمردين الحوثيين استخدموا صواريخ كروز وباليستية، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة، في الهجوم الذي تعرضت له أبوظبي هذا الأسبوع، مشيرا إلى اعتراض العديد منها.
وتكشف تصريحات السفير الإماراتي يوسف العتيبة بأن الحوثيين استخدموا الصواريخ، وليس الطائرات دون طيار فقط، في هجوم الاثنين، الذي تبنته الجماعة المدعومة من إيران وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، أن الهجوم كان أوسع من التقديرات الأولية.
وقال العتيبة إن “عدة هجمات – مزيج من صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات دون طيار – استهدفت مواقع مدنية” في الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف في تصريحات خلال فعالية استضافها المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي افتراضيا، “تم اعتراض العديد منها، ولم يتم اعتراض بعضها، وفقد ثلاثة مدنيين أبرياء حياتهم للأسف”.
واستهدف هجوم الاثنين مستودع وقود لشركة بترول أبوظبي الوطنية في منطقة صناعية خارج وسط مدينة العاصمة الإماراتية، بالإضافة إلى منطقة في مطار أبوظبي الدولي لا تزال قيد الإنشاء.
وأسفر الهجوم عن مقتل هنديين وباكستاني، كما أصيب ستة أشخاص في منشأة النفط والغاز عندما تسبب حريق في انفجار صهاريج وقود. وقالت الشرطة في أبوظبي إن التحقيقات الأولية تشير إلى احتمال إشعال الطائرات المسيّرة الحرائق.
وقال الحوثيون إنهم أطلقوا خمسة صواريخ باليستية وعددا من الطائرات المسيّرة المفخخة في هجومهم. وقالوا إنهم استهدفوا مطاري أبوظبي ودبي، أكثر مطارات العالم ازدحاما بالعبور الدولي، فضلا عن مصفاة نفط ومنشآت إماراتية حساسة أخرى. ولم يكن هناك ما يشير إلى إصابة دبي في هجوم الاثنين.
وسبق أن اتهمت دول الخليج العربية والولايات المتحدة وخبراء في الأمم المتحدة وآخرون إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة، وهي تهمة نفتها طهران.
والصواريخ والطائرات المسيّرة الموصولة بالقنابل، إذا تم إطلاقها من معقل الحوثيين في شمال اليمن، ستحتاج إلى السفر لمسافة تصل إلى 1800 كيلومتر (1100 ميل) للوصول إلى أهداف في أبوظبي.
وأثار هجوم المتمردين الموالين لإيران تنديدا دوليا واسعا، واعتبره مراقبون تحولا جديدا في الصراع اليمني المستمر منذ قرابة الثماني سنوات، وضربا لأي فرص تهدئة كان يمكن أن تتحقق بين دول الخليج وإيران.
وردا على الهجوم، شن التحالف الذي تقوده السعودية الثلاثاء ضربات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، أسفرت عن مقتل عشرين على الأقل، منهم مدنيون، وفقا لوسائل إعلام تابعة للحوثيين وسكان، وكانت إحدى أكثر الهجمات تسببا في سقوط ضحايا منذ 2019.
وأدانت الولايات المتحدة الهجوم على الإمارات، وتعهدت إدارة بايدن بالعمل مع الإمارات والشركاء الدوليين لمحاسبة الحوثيين.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إن إدارته تبحث إعادة تصنيف حركة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية دولية، بعد هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على الإمارات، أعلنت الجماعة المسؤولية عنها.
وجاءت تصريحات بايدن في مؤتمر صحافي بعد وقت قصير على نشر السفارة الإماراتية تغريدة على تويتر، تقول إن السفير يوسف العتيبة حث إدارة بايدن على العودة إلى ذلك التصنيف ردا على هجمات الاثنين على مطار أبوظبي ومستودع للوقود.
وعندما سئل بايدن عما إذا كان يؤيد إعادة الحوثيين المتحالفين مع إيران إلى قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية، قال “الإجابة هي أن الأمر قيد البحث”.
ورُفعت الجماعة من قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية في فبراير الماضي، بعد أن ألغت وزارة الخارجية القرار الذي اتخذته إدارة ترامب في ساعاتها الأخيرة، بحجة أن تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية سيحد من المساعدات لليمن.
وأقر بايدن بأن إنهاء الصراع بين الحوثيين وكل من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العربي، الذي تقوده السعودية ويضم الإمارات، “سيكون صعبا جدا”.
وتعكس تصريحات بايدن عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب، منذ أطلق مبادرة بعد وقت قصير على توليه منصبه قبل عام، لدعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى استئناف محادثات السلام ووضع حد لما تصفه المنظمة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
العرب