وقّع العراق مع السعودية -اليوم الثلاثاء- مذكرة تفاهم في مجال الربط الكهربائي بين البلدين، في وقت تعاني فيه بغداد وبقية المحافظات انقطاعا شبه تام في إمدادات الكهرباء، ناجم عن تراجع الغاز الواصل إلى محطات التوليد.
وتم توقيع مذكرة التفاهم في العاصمة الرياض بحضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، والأمين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد الغزي، ضمن فعاليات ملتقى الأعمال السعودي-العراقي.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الغزي قوله إن الربط الكهربائي مع السعودية سيلبّي حاجة العراق من الكهرباء، معبّرا عن أمله أن ينجز هذا الربط في أسرع وقت ممكن.
وأكد أن الشراكة مع الرياض في هذا المجال لها مردودات اقتصادية، فضلًا عن خلق تنافس بين الدول الأخرى في مجال تعدد مصادر الطاقة.
وأضاف الغزي أن “نهج الحكومة العراقية يهدف إلى تعدد مصادر الطاقة، فمنذ عام 2020 حددت أولوياتها في مجالات متنوعة من ضمنها الربط الكهربائي، وكانت البداية مع الأردن وتركيا، واليوم مع السعودية، والاتجاه العالمي نحو الطاقة وضرورة الربط بين دول المنطقة العربية والإقليمية”.
من جانبه، قال وزير الكهرباء العراقي عادل كريم إن “السوق العراقية مفتوحة أمام الشركات السعودية”، مبيّنًا أن “هذا المشروع هو الخطوة الأولى للتعاون، وستكون هذه المرحلة الأولى لمجموعة من المشاريع”.
ولفت إلى أن “هذا الربط سينجز في عام ونصف العام أو عامين”، حسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.
بدوره، قال وزير الطاقة السعودي إن “المذكرة جاءت وفق دراسة كاملة لمشروع الربط الكهربائي، وتحقيق مردودات اقتصادية، ودخول الطاقة المتجددة، وتعزيز سوق إنشاء الكهرباء بين البلدين”.
وأشار إلى أن “ما يربط السعودية بالعراق أكبر من الكهرباء، فهناك دم وروابط اجتماعية وتاريخ مشترك، وحضور مشترك سواء بين الأسر العراقية والسعودية”، منوّها بتعاون الحكومة العراقية في ما يتعلق بالمجال النفطي والغاز وفي منظومة “أوبك بلس” ووصفه بأنه الأنجح تاريخيا.
وأكد الوزير السعودي أن هناك فرصا واعدة في مشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي.
أسباب انقطاع الكهرباء
وتشهد المحافظات العراقية -خصوصا العاصمة بغداد- انقطاعا شبه تام لتيار الكهرباء بعد فقدان 7600 ميغاوات من إنتاج الطاقة الكهربائية.
وعن أسباب الانقطاع الكبير في الكهرباء، بيّن المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى -في حديث للجزيرة بنشرة سابقة- أن ذلك يعود إلى تقليص إمدادات الغاز الوطني بنسبة 50% بسبب سوء الأحوال الجوية، وتقليص إيران إمداداتها من الغاز للعراق من 50 مليون متر مكعب يوميا إلى نحو 8 ملايين فقط، وهو ما أدى إلى تحديد الأحمال وتوقف العديد من الوحدات التوليدية في محطات الإنتاج، فانعكس ذلك سلبا على ساعات التجهيز وتزويد المواطنين بالكهرباء.
وبررت إيران سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بتأخر سداد مستحقات مالية واجبة الدفع، إلى جانب أنها تمر بفصل ذروة وتحتاج إلى مزيد من الطاقة.
ودعا موسى وزارة المالية لسداد الديون المترتبة على العراق بسبب استيراد الغاز الإيراني لأن الأمر أثّر كثيرا، وقلل ساعات التجهيز على المواطنين.
وينتج العراق حاليا 15 ألف ميغاوات من الكهرباء، أي أقلّ بكثير من الـ30 ألف ميغاوات اللازمة لتلبية احتياجاته.
المصدر : الجزيرة + وكالات + وكالة سند