نشر موقع بلومبيرغ (bloomberg) تقريرا يفيد بأن دولة قطر لن تكون قادرة على زيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا على نحو كبير في حال حدوث أي انقطاع في التدفقات الروسية، وفقا لـ3 أشخاص مطلعين على الوضع.
وأوضح التقرير -الذي كتبه جنيفر جاكوبس وبن بارتنستاين وسايمون فوكسمان- أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحدثت إلى كبار منتجي الغاز -بما في ذلك قطر- حول إمكانية إرسال المزيد من الشحنات إلى أوروبا في حالة توقف التدفق الروسي المحتمل لأوكرانيا، ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا.
وقالت المصادر إن قطر (أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم) تنتج بالفعل بكامل طاقتها، ويتم إرسال معظم شحناتها إلى آسيا بموجب عقود طويلة الأجل لا يمكنها كسرها، وقالوا إن الدولة الخليجية لا تريد التنازل عن تلك الشراكات الآسيوية حتى لو كان ذلك سيحصد مكاسب سياسية في أوروبا والولايات المتحدة.
وقال مسؤولان كبيران في إدارة بايدن أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة مستعدة لضمان إمدادات بديلة تغطي أغلبية كبيرة من أي نقص محتمل في الغاز، وقال المسؤولان إن إعادة توجيه الإمدادات قد تستغرق من عدة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين.
وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن الولايات المتحدة تدرس مجموعة من خيارات الطوارئ، وتتحدث مع مختلف الحلفاء والشركات في جميع أنحاء العالم.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاثنين الماضي، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنهم “ناقشوا التعزيزات العسكرية الروسية غير المبررة بالقرب من حدود أوكرانيا”.
سوق قطر للغاز
تبيع شركة قطر للطاقة -المملوكة للدولة- بعض الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية التي يمكن إرسالها في الأغلب إلى أوروبا، لكن الأحجام ستكون أصغر من أن تحدث فرقا كبيرا، حسب مصادر بلومبيرغ.
ففي عام 2011، تمكنت قطر من نقل بعض الشحنات من أوروبا إلى آسيا عندما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال بعد أن أوقفت اليابان محطات الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما، وتم ذلك بموافقة العملاء الأوروبيين لقطر.
وأصبحت أوروبا سوقا أكثر جاذبية لموردي الغاز الطبيعي المسال الفوري منذ أن وصلت الأسعار هناك إلى مستويات قياسية الشهر الماضي. ومع ذلك، شحنت قطر 6 شحنات فقط إلى شمال غرب أوروبا (أكبر سوق في المنطقة) منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبيرغ، وخلال الفترة نفسها سلمت الولايات المتحدة 42 شحنة.
وقال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن البلاد غير قادرة على ضخ مزيد من الغاز للمساعدة في خفض الأسعار التي ارتفعت العام الماضي مع انتعاش الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا.
وأضاف الكعبي في ذلك الوقت “بلغنا الحد الأقصى”، مضيفا أن صادرات الغاز الطبيعي المسال القطرية تبلغ نحو 80 مليون طن سنويا. وقال “نحن ننتج ما في وسعنا”. مؤكدا أن القرارات بشأن إرسال الغاز إلى أوروبا أو آسيا تستند إلى “قوى السوق”.
وتنفق قطر ما يقرب من 30 مليار دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية بنسبة 50%، لكن من غير المتوقع أن يبدأ المشروع أول إنتاج حتى نهاية عام 2025.
المصدر : بلومبيرغ