قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في 8 أشهر اليوم الثلاثاء، وسط عزوف المستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر وإقبالهم على المعدن النفيس الذي يعد ملاذا آمنا، مع تزايد التوتر بين روسيا والغرب بخصوص أوكرانيا، لكن ثمة ما يشي باحتمال تخفيف هذه التوترات.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1877.96 دولارا للأوقية الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ 11 يونيو/حزيران الماضي وبلغ 1879.48 دولارا.
وقال ستيفن إينيس المدير لدى “إس بي آي أسيت مانجمنت” (SPI Asset Management) إن أزمة أوكرانيا تدعم الذهب في وقت يشهد فيه تضخما بسبب ارتفاع أسعار النفط، وعزوفا عن المخاطر مع انخفاض الأسهم.
وأضاف “إذا فقدنا القوة الدافعة الناجمة عن (صراع) أوكرانيا، فسيتراجع الذهب سريعا”.
وحصل المعدن النفيس على مزيد من الدعم مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، مما يخفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.
وتراجع الدولار قليلا دعّم جاذبية الذهب بالنسبة للمشترين الحائزين على العملات الأخرى.
في الأثناء تراجعت أسعار النفط الخام في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء، مع بقائها قرب ذروة 7 سنوات، في وقت يقيّم فيه المستثمرون مؤشرات تراجع حدة التوتر في الأزمة الأوكرانية واحتمالات زيادة المعروض من الخام في الأسواق.
ويعتزم حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) عقد اجتماع لوزراء دفاعه غدا الأربعاء لمناقشة تعزيز وجوده العسكري شرقي وجنوبي شرقي أوروبا، تزامنا مع التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا.
ورغم تحذيرات الولايات المتحدة من احتمالات مهاجمة روسيا الأراضي الأوكرانية خلال الأسبوع الحالي، دعت روسيا إلى مواصلة المساعي الدبلوماسية لتسوية الأزمة، مجددة نفي اعتزامها غزو أوكرانيا.
وعند الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أبريل/نيسان المقبل بنسبة 0.94% إلى 95.57 دولارا للبرميل.
كما تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم مارس/آذار المقبل بنسبة 0.95% إلى 94.56 دولارا للبرميل.
آمال وسط التخوفات
وواصلت الأسعار هبوطها خلال التعاملات الصباحية، إذ خسر الخامان الرئيسيان برنت والأميركي الوسيط أكثر من دولارين على خلفية تقرير عن عودة بعض القوات في مناطق عسكرية روسية مجاورة لأوكرانيا إلى قواعدها، في خطوة من شأنها تخفيف حدة التوتر بين موسكو والغرب.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إنه في وقت تستمر فيه التدريبات واسعة النطاق في أنحاء البلاد، استكملت بعض الوحدات في المناطق العسكرية الجنوبية والغربية تدريباتها وبدأت في العودة إلى قواعدها.
وتعتبر روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة، بمتوسط إنتاج يومي 10.2 ملايين برميل يوميا.
وتتخوف الأسواق العالمية من حدوث ارتباك في سلاسل إمدادات السلع والطاقة، مع تصعيد عسكري محتمل خلال الأيام المقبلة.
وفي وقت ستسيطر فيه المخاطر الجيوسياسية في أوروبا على حركة الأسواق خلال الأسبوع الحالي، فإن مؤشرات النمو القوي لإنتاج الزيت الصخري في أوروبا واحتمالات عودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية مع قرب التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، عززت الآمال في زيادة المعروض من النفط الخام في الأسواق.
المصدر : وكالات