فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان ونيوزيلندا عقوبات واسعة النطاق على روسيا عقب شنها هجوما على أوكرانيا بدأ فجر أمس الخميس، بينما يصوت مجلس الأمن الدولي -اليوم الجمعة- على مشروع قرار يدين الهجوم الروسي. وقد أجلت عدة دول في العالم مواطنيها من أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن -أمس الخميس في خطاب- إن بلاده أقرت عقوبات بالتنسيق مع قادة مجموعة السبع (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) لتقويض قدرة روسيا على القيام بأعمال تجارية بالعملات الرئيسية في العالم، إلى جانب عقوبات ضد البنوك والشركات المملوكة للدولة الروسية.
وأضاف بايدن أن بلاده اتفقت مع قادة مجموعة السبع على الحد من قدرة روسيا على أن تكون جزءا من الاقتصاد العالمي، وعلى قدرتها على تمويل وتعزيز قواتها المسلحة، وأيضا تعطيل قدرتها على المنافسة في اقتصاد يعتمد التكنولوجيا الفائقة الدقة.
وذكرت وزارة الخزانة (المالية) الأميركية أمس أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا، تشمل 24 شخصا ومؤسسات مالية ودفاعية وأمنية في بيلاروسيا، بسبب دعم الأخيرة للهجوم الروسي على أوكرانيا.
قوات أميركية إضافية
وقال مسؤول أميركي كبير أمس الخميس إن وزارة الدفاع (بنتاغون) سترسل نحو 7 آلاف عسكري إضافي إلى ألمانيا، ردا على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا. وأضاف المسؤول أن الهدف من القرار الجديد الذي سيتم في الأيام المقبلة هو “طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، وردع هجوم روسي، والاستعداد لدعم الحاجات في المنطقة”.
وكانت واشنطن أعادت تمركز ألف عسكري في دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، وفي رومانيا التي تخشى أن يمتد النزاع إلى حدودها.
وعقب التعزيزات المعلنة أمس الخميس، سيكون للولايات المتحدة أكثر من 90 ألف عسكري في أوروبا.
أقرّ قادة دول الاتحاد الأوروبي في قمتهم أمس الخميس حزمة عقوبات جديدة على روسيا، بسبب اجتياحها لأوكرانيا، وقالوا إن تداعيات العقوبات على موسكو ستكون هائلة وخطيرة.
ووافق قادة الاتحاد الأوروبي -في وقت متأخر أمس الخميس- على فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، ردا على اجتياحها أوكرانيا. واستهدفت العقوبات قطاعات التمويل والطاقة والنقل، وقال قادة دول التكتل في بيان إن تداعيات العقوبات على روسيا ستكون “هائلة وخطيرة”.
وتشمل العقوبات على روسيا حظر صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري في الوقت نفسه)، وتقييد إصدار التأشيرات الدبلوماسية، فضلا عن حظر صادرات التكنولوجيا إليها، وتقييد دخول موسكو الأسواق المالية لدول الاتحاد الأوروبي.
خلاف بشأن سويفت
وأفادت مصادر أوروبية ودبلوماسية أنه لا توافق أوروبيا حتى الآن على استبعاد روسيا من نظام “سويفت” للتبادل المصرفي، وهو الضروري لإجراء التحويلات المالية عبر العالم، علما بأن أوكرانيا ودولا أعضاء بالاتحاد طالبت بهذا الأمر، لكن بعض الدول (مثل ألمانيا) فضلت إبقاء هذا الخيار لحزمة عقوبات مقبلة.
كما أقرّت بريطانيا عقوبات على البنوك الروسية، وعلى بعض من أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس الروسي بوتين، وعلى أثرياء روس في لندن.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أمس الخميس أن وزيرة الخارجية البريطاني ليز تروس طردت السفير الروسي أندريه كلين من مكتبها بعد استدعائه إلى مقرّ الخارجية. ونقلت قناة “سكاي نيوز” (Sky News) البريطانية عن مصادر في الخارجية البريطانية أن لقاء تروس في مكتبها مع السفير الروسي استغرق 10 دقائق، وذلك لتوضيح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأعلن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا -اليوم الجمعة- فرض عقوبات فورية على روسيا، شملت القطاع المالي والعتاد العسكري والصادرات.
وأضاف كيشيدا في مؤتمر صحفي أن “العدوان الروسي على أوكرانيا تهديد للأمن الدولي”، وذكر أن طوكيو ستنسق مع مجموعة السبع بشأن عقوبات مستقبلة على شركات الطاقة الروسية.
وقال الرئيس السويسري إغنازيو كاسيس -أمس الخميس- إن بلاده (غير العضو في الاتحاد الأوروبي) ستشدد إجراءاتها ضد روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا، بحيث لا يمكن استخدام سويسرا للالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو، لكن الإجراءات السويسرية لن تتضمن تجميدا فوريا لمليارات الدولارات التي يحتفظ بها مواطنون روس في حسابات بسويسرا.
كما فرضت نيوزيلندا -اليوم الجمعة- حظرا مستهدفا على السفر لروسيا، وحظرت تجارة السلع مع جيشها وقواتها الأمنية. وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن “العالم يتحدث ويرسل رسالة واضحة جدا لروسيا، مفادها أن ما فعلته خطأ وستواجه استنكارا من العالم”.
تصويت بمجلس الأمن
على صعيد آخر، دعت الولايات المتحدة وألبانيا إلى تصويت في مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، على مشروع قرار يدين بشدة الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب روسيا بسحب قواتها من هذا البلد فورا.
ومشروع القرار موضوع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة لتطبيقه، غير أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل بسبب حق النقض الذي تتمتع به روسيا نفسها في مجلس الأمن بصفتها عضوا دائما فيه، لكن واشنطن تعتبر أن لجوء روسيا إلى استخدام حقها في النقض سيظهر “عزلتها” على الساحة الدولية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -أمس الخميس- إن المنظمة خصصت 20 مليون دولار من المساعدات الطارئة لضحايا الغزو الروسي لأوكرانيا، وذكرت شابيا مانتو المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة -في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية- أن نحو 100 ألف شخص اضطروا لمغادرة منازلهم والنزوح داخل أوكرانيا، وأن آلافا آخرين غادروا البلاد نحو دول الجوار.
وطالبت أوكرانيا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمناقشة الوضع الإنساني في البلاد بعد الغزو الروسي، وهو ما دعمه وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة، ومن المقرر أن يجتمع المجلس -المؤلف من 47 دولة- في مدينة جنيف السويسرية يوم الاثنين المقبل.
المفوضية العليا للاجئين -التابعة للأمم المتحدة- قالت إن نحو 100 ألف شخص نزحوا داخل أوكرانيا جراء الغزو الروسي لبلادهم.
إجلاء الرعايا الأجانب
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -أمس الخميس- إن الاستعدادات لعملية إجلاء رعايا بلاده من أوكرانيا قد اكتملت، مشيرا إلى وجود تسهيلات من رومانيا وبولندا ومولدوفا في عمليات الإجلاء البري.
وقالت سفارة الصين في أوكرانيا إنه يجري تنظيم رحلات جوية لإجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة البلد. وبدأت السفارة عملية تسجيل الراغبين في مغادرة أوكرانيا، موضحة أنها ستتوقف بعد غد الأحد، من دون أن تورد تفاصيل بشأن موعد الرحلات.
وصرّح الرئيس التونسي قيس سعيّد، أمس الخميس خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بأنه يجري الآن إجلاء عدد من التونسيين المقيمين في أوكرانيا عبر الحدود البرية إلى بولندا، ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية بأن شركة الخطوط الإيرانية تستعد لإرسال رحلات طيران خاصة إلى أوكرانيا، لإجلاء المواطنين الإيرانيين.
المصدر : الجزيرة + وكالات