حرب روسيا على أوكرانيا.. كييف وموسكو تناقشان إجراء مباحثات سلام ومجلس الأمن يفشل بإدانة الهجوم الروسي

حرب روسيا على أوكرانيا.. كييف وموسكو تناقشان إجراء مباحثات سلام ومجلس الأمن يفشل بإدانة الهجوم الروسي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -أمس الجمعة- إن كييف وموسكو تناقشان المكان والموعد لإجراء محادثات ثنائية من أجل وقف إطلاق النار، بعد 3 أيام من شنّ روسيا هجوما عسكريا واسعا على أوكرانيا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده لن تتحاور مع أوكرانيا حتى يستسلم جيشها، بينما فشل مجلس الأمن الدولي في إقرار مشروع قرار أميركي يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال السكرتير الصحفي باسم الرئيس الأوكراني إن بلاده “كانت وما زالت مستعدة للمحادثات من أجل وقف إطلاق النار وتحقيق السلام”، ونفى المتحدث نفسه ما ورد من تصريحات عن رفض كييف التفاوض.

وشدد المسؤول الأوكراني على أن كييف وافقت على اقتراح روسيا بشأن المفاوضات، مضيفا أنه “كلما بدأت المفاوضات مبكرا زادت فرص استئناف الحياة الطبيعي”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، قالت في وقت سابق أمس الجمعة إن كييف تراجعت عن استعدادها السابق لإجراء مفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب الدائرة.

شروط روسية
وقال وزير الخارجية الروسي -أمس الجمعة عقب اجتماع مع ممثلي المناطق الانفصالية الأوكرانية- إن موسكو لن تجري مباحثات مع الحكومة في كييف إلى أن يستسلم الجيش الأوكراني، وأعاد لافروف تأكيد تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين بأن الغزو يسعى إلى “نزع السلاح والنازية” عن أوكرانيا، وشدد على موقف الكرملين الصارم تجاه الحكومة في كييف.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن روسيا مستعدة لإرسال وفد إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا لإجراء محادثات مع أوكرانيا، بعد يوم من شنّ موسكو غزوا واسع النطاق على جارتها الجنوبية. وقال بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية إن روسيا مستعدة لإرسال وفد يضمّ مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع، وأضاف أن نزع السلاح يجب أن يكون جزءا أساسيا من ذلك.

وأوضح الكرملين أن أوكرانيا اقترحت إجراء محادثات في وارسو بدلا من مينسك، ثم قطعت الاتصال.

وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن لروسيا 3 شروط لوقف هجومها العسكري على أوكرانيا، وهي: توقيع اتفاقية دولية تضمن حيادية أوكرانيا وعدم انضمامها لأي حلف وعدم استقبالها أي أسلحة تهدد الأمن الروسي، وأن تبقى أوكرانيا دون أسلحة هجومية، وأن تضمن السلطات الأوكرانية حقوق الروس داخل أوكرانيا.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء المجري -اليوم السبت- إن بلاده تعرض استضافة مفاوضات سلام روسية أوكرانية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا أمس الجمعة الجيش الأوكراني للاستيلاء على السلطة والتفاوض على السلام مع موسكو. وأضاف بوتين في لقاء لمجلس الأمن الروسي “أناشد مرة أخرى العسكريين في القوات المسلحة لأوكرانيا: لا تسمحوا للنازيين الجدد والقوميين الأوكرانيين الراديكاليين، باستخدام أطفالكم وزوجاتكم وشيوخكم دروعا بشرية. سيطروا على زمام الأمور، سيكون من الأسهل علينا التوصل إلى اتفاق”.

معاقبة بوتين
من ناحية أخرى، قال البيت الأبيض -أمس الجمعة- إن واشنطن تنضم إلى حلفائها الأوروبيين بفرض عقوبات على الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف، ردا على مهاجمته الأراضي الأوكرانية. وأضاف البيت الأبيض أن العقوبات على بوتين ولافروف ستمنعهما من السفر إلى الولايات المتحدة، وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن خيار فصل روسيا عن نظام سويفت المصرفي العالمي ما زال مطروحا على الطاولة.

وردت الخارجية الروسية على العقوبات الأميركية الجديدة بالقول إن العقوبات على بوتين ولافروف “إثبات للعجز المطلق للغرب في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية”، وأضافت الوزارة أن الغرب لم يعرض حوارا على روسيا، وإنما يريد تقديم دروس من موقع الأقوى، وأضافت أن العلاقات مع واشنطن “وصلت إلى الحد الذي ستبدأ بعده نقطة اللاعودة”.

وجاءت العقوبات الأميركية الجديدة عقب إقرار مبعوثي الاتحاد الأوروبي أمس تجميد أصول في أوروبا لبوتين ووزير خارجيته، وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” (financial times) أن بوتين ولافروف لن يخضعا لحظر السفر، مما يشير إلى استعداد الاتحاد الأوروبي لإبقاء باب الدبلوماسية مفتوحا.

وفي سياق متصل، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية إنها قررت إلغاء إجراءات عضوية روسيا وإغلاق مكتب المنظمة في موسكو، وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها صوتت اليوم على تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا.

وأعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس مساء أمس أن بلاده منعت الطائرات الروسية الخاصة من التحليق في أجوائها أو الهبوط في مطاراتها، في قرار دخل حيز التنفيذ في الحال ردا على غزو روسيا لأوكرانيا.

مجلس الأمن
وقد فشل مجلس الأمن الدولي قبل قليل في اعتماد مشروع قرار وزعته الولايات المتحدة يرفض الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، عقب استخدام موسكو حق النقض لإحباط المصادقة على المشروع، ونال المشروع تأييد 11 دولة عضوا في المجلس، بينما امتنعت 3 دولة عن التصويت.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك إنه جرى تعديل مشروع القرار بحيث تم تخفيف اللهجة تجاه روسيا، وأضاف المراسل أن مشروع القرار الأميركي المعدل لم يعد تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يتيح استخدام المجلس للقوة، كما أزيلت من الفقرة التمهيدية للمشروع إدانة الرئيس بوتين واستبدلت بإدانة روسيا، كما أعرب مشروع القرار عن الأسف للهجوم الروسي على أوكرانيا بدل إدانته.

وأضاف مراسل الجزيرة أن الولايات المتحدة عدلت الصيغة الأصلية للمشروع، بهدف جذب أصوات أكبر عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات