الحرب الأوكرانية الثانية تدور على منصات التواصل الاجتماعي والفيديو

الحرب الأوكرانية الثانية تدور على منصات التواصل الاجتماعي والفيديو

موسكو – بالتوازي مع الحرب العسكرية المباشرة في أوكرانيا، تدور حرب ثانية بين روسيا والغرب على مواقع التواصل الاجتماعي والفيديو بهدف الترويج لمبررات الحرب وإقناع المتابعين بشرعيتها سواء من جانب روسيا أو أوكرانيا. ودفعت أهمية هذا الفضاء بالنسبة إلى روسيا المنصات الغربية مثل فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك إلى السعي لعزل روسيا.

وتدرك روسيا خطورة هذه المنصات فقد سبق وأن سخّرتها، بعمليات سرية غير معلنة، في توجيه الرأي العام البريطاني نحو تأييد بريكست لهز الاتحاد الأوروبي، وفي صناعة صورة لامعة لشخصية المرشح للرئاسة الأميركية في حينه دونالد ترامب.

وإذا كانت هذه المواقع قد بررت استبعاد روسيا من هذه المنصات بزعم منع الترويج لخطاب الكراهية، فإنها قد فتحت في الوقت نفسه الطريق أمام خطاب الكراهية من جهة واحدة.

ويقول متخصصون في الإعلام الحديث أن الأخطر هو الرسائل المفصلة على مقاس كل مستخدم ورغباته وفق البروفايلات التي يعدها الذكاء الاصطناعي لهذه المنصات لكل مستخدم، ما يسهّل لها القدرة على التوجيه والتأثير والاستقطاب.

الأخطر هو الرسائل المفصلة على مقاس كل مستخدم ورغباته وفق البروفايلات التي يعدها الذكاء الاصطناعي لهذه المنصات لكل مستخدم

وأعلن موقع يوتيوب الجمعة أن حظر وسائل الإعلام التي تمولها روسيا صار يشمل أنحاء العالم وليس فقط أوروبا.

وقال متحدث باسم موقع مشاركة الفيديو الذي تملكه مجموعة غوغل “تحظر إرشاداتنا المحتوى الذي ينكر أو يقلل أو يهزأ من أهمية أحداث العنف الموثقة جيدا، وسنزيل المحتوى المتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا الذي ينتهك هذه القواعد”.

وأضاف “وفق هذه القواعد، سنحظر أيضا بأثر فوري في أنحاء العالم قنوات يوتيوب المرتبطة بوسائل الإعلام التي تموّلها الدولة الروسية”.

ويقول موقع يوتيوب إن المحتوى المعني يمكن أن يراوح من مزاعم تصور الضحايا على أنهم ضحايا وهميون يؤدي أدوارهم ممثلون إلى مقاطع فيديو تصور الغزو الروسي على أنه عملية حفظ سلام أو تحرير.

من ناحية أخرى، قد يتم التسامح مع بعض المنشورات التي تحتوي على تحريض على الكراهية شرط أن تكون أهدافها “تعليمية أو وثائقية أو علمية أو فنية”، وفق ما أكدت المنصة.

وأضاف الموقع أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يصبح الحظر العالمي فعّالا بشكل كامل. ومثل فيسبوك وتويتر، سبق أن حظر موقع يوتيوب وسائل إعلام مثل سبوتنيك وآر تي في أوروبا، المتهمة بالتضليل بشأن الحرب في أوكرانيا.

وردا على حملة استهداف وسائل الإعلام الروسية على هذه المواقع، حظرت موسكو فيسبوك على أراضيها وقيدت الوصول إلى تويتر. كما أعلنت الجمعة أنها ستقيّد الوصول إلى منصة إنستغرام التي تتهمها بنشر دعوات للعنف ضد الروس في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا.

وأدانت روسيا الجمعة قيام موقع فيسبوك برفع حظر مؤقت على الدعوة إلى العنف ضد الجيش والقيادة الروسية.

وفي تغيير مؤقت للسياسة المتعلقة بخطاب الكراهية ستسمح ميتا بلاتفورمز لمستخدمي فيسبوك وإنستغرام في بعض الدول بالدعوة إلى العنف ضد الروس والجنود الروس، وهو ما يثير تساؤلات بشأن مصداقية هذه المواقع واسعة الانتشار.

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي حظر فيسبوك ردا على ما وصفته بفرض قيود على الوصول إلى وسائل الإعلام الروسية على المنصة.

وأكد رئيس منصة إنستغرام، آدم موسيري، حجب السلطات الروسية منصته في البلاد اعتبارا من يوم الاثنين القادم، واصفا إياه بالقرار “الخاطئ”.

وقال إن هذا القرار “سيؤدي إلى عزل 80 مليون شخص في روسيا عن بعضهم البعض، وعن بقية العالم”، كاشفا عن أن “80 في المئة من الأشخاص في روسيا يتابعون حسابًا على إنستغرام خارج بلادهم”.

العرب