لفهم ما حدث خطأ في العلاقات الأميركية الروسية، من الضروري النظر إلى ما هو أبعد من الثنائية المألوفة التي تصنف توسيع الناتو على أنه إما جيد أو سيئ، والتركيز بدلاً من ذلك على الطريقة التي نما بها الحلف. بعد انهيار القوة السوفياتية في أوروبا -واستجابة للطلبات العاجلة المقدمة من الدول الخارجة حديثاً من هيمنة موسكو، والتي أصبحت الآن حريصة على اختيار تحالف أمني لنفسها- تضخم الناتو في جولات متعددة من التوسع ليصل أعضاؤه إلى 30 دولة، والتي تشكل مجتمعة موطنًا لما يقرب من مليار إنسان.
- * *
في الخامس عشر من كانون الأول (ديسمبر) 1991، وصل وزير الخارجية الأميركي في ذلك الحين، جيمس بيكر، إلى موسكو وسط فوضى سياسية عارمة للالتقاء بالزعيم الروسي بوريس يلتسين، الذي كان منشغلاً في ذلك الوقت بالتصارع على السلطة من خصمه، الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف. وكان يلتسين قد أصدر مؤخرًا إعلانًا صادمًا قال فيه إنه عاكف، مع زعيمي بيلاروسيا وأوكرانيا، على تفكيك الاتحاد السوفياتي. وكان دافعهم هو جعل غورباتشوف عاجزًا عن طريق تحويله من رأس دولة هائلة إلى رئيس للا شيء.
على المدى القصير، كانت تلك خطوة بارعة، وفي غضون عشرة أيام، نجحت تمامًا. وقد استقال غورباتشوف، وانهار الاتحاد السوفياتي. ومع ذلك، كانت العواقب بعيدة المدى عصية على التقدير.
كان بيكر قد شرع، حتى قبل مناورة يلتسين، في القلق بشأن ما إذا كانت رغبة بعض الجمهوريات السوفاتية في الاستقلال قد تؤدي إلى إراقة الدماء. وفي 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1991، سأل بيكر أحد مستشاري غورباتشوف، ألكسندر ياكوفليف، عما إذا كان انفصال أوكرانيا سوف يثير مقاومة روسية عنيفة. وكان ياكوفليف متشككًا، وأجاب بأن هناك 12 مليونا روسيا يقيمون في أوكرانيا، و”الكثير من الزيجات المختلطة”، وبذلك “أي نوع من الحرب يمكن أن تكون هذه”؟ وأجاب بيكر ببساطة: “حرب عادية”.
والآن، بينما كان يلتسين يرفع الرهان بالدعوة إلى التدمير الكامل للاتحاد السوفياتي، نشأ لدى بيكر خوف جديد. ماذا سيحدث للترسانة النووية السوفياتية الضخمة بعد انهيار القيادة والسيطرة المركزية؟ فكما أشار على رئيسه، جورج دبليو بوش، تشكل إمبراطورية متحللة بـ”30.000 سلاح نووي خطراً هائلاً على الشعب الأميركي -وهم يعرفون ذلك وسيحاسبوننا إذا لم نرد”.
وهكذا، كان هدف بيكر من رحلته تلك في كانون الأول (ديسمبر) 1991 هو التأكد من مَن هو الذي سيحتفظ، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، بسلطة التصريح بإطلاق نووي، وما الكيفية التي يمكن أن يتم بها توجيه مثل هذا الأمر المشؤوم والمصيري. وبعد وقت قصير من وصوله، ذهب مباشرة إلى نهاية الخط: هلا يخبره يلتسين؟
ومن المدهش أن الرئيس الروسي فعل. كان انفتاح يلتسين على بيكر في جزء منه مناورة للحصول على مساعدة الولايات المتحدة في صراعه مع غورباتشوف، وفي جزء آخر محاولة لتأمين مساعدة مالية. لكنها كانت أيضًا علامة على رغبته في تحقيق بداية جديدة لعلاقات موسكو مع الغرب؛ علاقات تتسم بالانفتاح والثقة. وسرعان ما شرع يلتسين وبيكر في العمل جنبًا إلى جنب بتناسق لضمان خروج دولة وريثة نووية واحدة في نهاية المطاف من الانهيار السوفياتي –روسيا.
استطاع هذا التعاون أن ينجو ويبقى بعد خسارة بوش في انتخابات العام 1992. وواصل يلتسين جهوده مع الرئيس بيل كلينتون، ووزيري الدفاع الأميركيين ليس آسبن وويليام بيري، وكبير مستشاري كلينتون لشؤون روسيا، وستروب تالبوت، من بين آخرين، لضمان إما تدمير الأسلحة النووية السوفياتية السابقة في بيلاروسيا وكازاخستان، وقبل كل شيء أوكرانيا؛ أو نقلها إلى الأراضي الروسية. حتى أن يلتسين سأل كلينتون خلال قمة عُقدت في العام 1997 عما إذا كان بإمكانهما التوقف عن إبقاء زناد الإطلاق النووي متاحاً بين أيديهما كل الوقت: “ماذا لو تخلينا عن الاضطرار إلى وضع إصبعنا بجوار الزر طوال الوقت”؟ وأجاب كلينتون، “حسنًا، إذا فعلنا الشيء الصحيح في السنوات الأربع المقبلة، فربما لن يكون علينا التفكير في هذه المسألة بهذا القدر”.
مع ذلك، بحلول نهاية التسعينيات، كانت هذه الثقة قد تلاشت إلى حد كبير. لم يكشف فلاديمير بوتين، خليفة يلتسين المختار بعناية، عن الكثير في محادثات العام 1999 المضطربة مع كلينتون وتالبوت. وبدلاً من مشاركة بروتوكولات الإطلاق الروسية، استغل بوتين بمهارة الحاجة التي يتصورها إلى اتخاذ الكرملين موقفاً أكثر تشدداً من خلال وصفه العواقب الوخيمة التي ستنجم عن انخفاض القوة الروسية: في المناطق السوفياتية السابقة، كما قال، يلعب الإرهابيون الآن كرة القدم برؤوس الرهائن المقطوعة.
كما لاحظ بوتين لاحقًا، فإنه “من خلال إطلاق موكب السيادة” –المصطلح الذي استخدمه للإشارة إلى حركات استقلال الجمهوريات السوفياتية في 1990-1991- “ساعدت روسيا نفسُها في انهيار الاتحاد السوفياتي”، وهي النتيجة التي فتحت الباب أمام مثل هذه الفوضى المروعة وغياب القانون. وفي رأيه، كان يجب على موسكو أن تتشبث وتقاوم بعناد، سواء داخل الاتحاد أو خارجه، بدلاً من الوقوف جانباً والاكتفاء بالمشاهدة بينما تقفز دول الكتلة السوفياتية السابقة للانضمام إلى الغرب. وقال: “كنا سنتجنب الكثير من المشاكل لو لم تقم الدول السوفياتية بمثل هذا الخروج المتسرع من أوروبا الشرقية”.
وبمجرد أن ترسخ وجوده في السلطة، بدأ بوتين في التراجع عن التحول إلى الديمقراطية في عهد يلتسين وعن المشاريع التعاونية مع واشنطن. وعلى الرغم من وجود حلقات ملفتة تستعيد روح أوائل التسعينيات –مثل التعبيرات عن التعاطف بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الإرهابية والاتفاق النووي في العام 2010- كان خط الاتجاه الأساسي سالبًا. ووصلت العلاقة مع الولايات المتحدة إلى مستويات منخفضة جديدة مخيفة خلال الصراع الروسي مع جورجيا في العام 2008 وغزوها لأوكرانيا في العام 2014، وغرقت أكثر منذ العام 2016، بسبب الكشف عن الهجمات الإلكترونية الروسية على الشركات والأعمال والمؤسسات والانتخابات الأميركية.
لماذا تدهورت العلاقات بين واشنطن وموسكو بهذا الشكل السيئ؟ نادرًا ما يكون التاريخ أحادياً، وكان الاضمحلال في العلاقة نتاجًا تراكميًا للسياسات والمواقف الأميركية والروسية بمرور الوقت. لكن من الصعب الهروب من حقيقة أن سياسة أميركية بعينها أضافت إلى ثقل الأعباء على الديمقراطية الروسية الفتية الهشة عندما كانت في أمس الحاجة إلى الأصدقاء: الطريقة التي وسعت بها واشنطن حلف الناتو.
كان ذلك التوسع في حد ذاته استجابة مبررة للجغرافيا السياسية في التسعينيات. وكان قد تم توسيع الناتو مسبقاً عدة مرات. وبالنظر إلى أن دول الكتلة السوفياتية السابقة أصبحت تطالب الآن بالانضمام إلى التحالف، لم يكن السماح لها بدخوله عملاً غير مسبوق ولا غير المعقول.
كان العمل الذي غابت عنه الحكمة هو توسيع التحالف بطريقة أولت القليل من العناية بالواقع الجيوسياسي. كلما قام حلف الناتو بتحريك بنيته التحتية -القواعد الأجنبية، والقوات، وقبل كل شيء الأسلحة النووية– أقرب إلى موسكو، زادت التكلفة السياسية للعلاقة التعاونية الجديدة مع روسيا. وقد فهم بعض صانعي السياسة الأميركيين هذه المسألة في ذلك الوقت واقترحوا التوسع ضمن مراحل مشروطة من أجل تقليل الضرر. وكان من الممكن أن يتجنب هذا النمط البديل الواعد من توسيع الحلف رسم خط جديد عبر أوروبا، لكنه واجه معارضة قوية داخل واشنطن.
بدلاً من ذلك، انتصر دعاة نهج “مقاس واحد للجميع” للتوسع. لم يكن خطأ واشنطن هو توسيع الحلف، وإنما قيامها بذلك بطريقة تزيد من قلق موسكو واهتياجها وتزود الرجعيين الروس بالوقود. وفي عام 2014، برر بوتين استيلائه على شبه جزيرة القرم بأنه رد ضروري على “نشر الناتو بنيته التحتية العسكرية على حدودنا”.
ليست الحروب الباردة شؤوناً قصيرة العمر، ولذلك، تكون فترات التدفئة وذوبان الجليد ثمينة للغاية. ولم يستغل أي من البلدين أفضل استغلال ممكن ذوبان الجليد في التسعينيات. واليوم، بينما تتجادل الولايات المتحدة وروسيا حول العقوبات، والحرب الإلكترونية وغير ذلك الكثير، تحمل الخيارات التي تم اتخاذها قبل ثلاثة عقود أهمية دائمة. ما يزال البلدان يمتلكان أكثر من 90 في المائة من الرؤوس الحربية النووية في العالم، وبالتالي القدرة على قتل كل كائن حي على وجه الأرض تقريبًا. ومع ذلك، مزقت كلتا الدولتين كل اتفاقية متبقية للحد من الأسلحة تقريبًا، ولم تبديا الكثير من الاستعداد لاستبدالها باتفاقيات جديدة.
يمكن أن يساعد فهم التدهور في العلاقات الأميركية الروسية -وكيف ساهمت طريقة توسع الناتو في ذلك- الولايات المتحدة في إدارة المنافسة الاستراتيجية طويلة المدى في المستقبل بشكل أفضل. وكما أظهرت تسعينيات القرن الماضي، فإن الطريقة التي تنافس بها واشنطن يمكن أن يكون لها، بمرور الوقت، تأثير لا يقل عمقاً وأهمية عن المنافسة نفسها.
ما الذي حدث خطأ؟
لفهم ما حدث خطأ في العلاقات الأميركية الروسية، من الضروري النظر إلى ما هو أبعد من الثنائية المألوفة التي تصنف توسيع الناتو على أنه إما جيد أو سيئ، والتركيز بدلاً من ذلك على الطريقة التي نما بها الحلف. بعد انهيار القوة السوفياتية في أوروبا -واستجابة للطلبات العاجلة المقدمة من الدول الخارجة حديثاً من هيمنة موسكو، والتي أصبحت الآن حريصة على اختيار تحالف أمني لنفسها- تضخم الناتو في جولات متعددة من التوسع ليصل أعضاؤه إلى 30 دولة، والتي تشكل مجتمعة موطنًا لما يقرب من مليار إنسان.
وتُظهر الأدلة التاريخية الجديدة أن قادة الولايات المتحدة كانوا يركزون بشدة على توسيع الناتو بالطريقة المفضلة لديهم لدرجة أنهم لم يأخذوا في الاعتبار المخاطر التي ربما تنجم عن المسار الذي سلكوه، أو كيف ستعزز خياراتهم خيارات روسيا الخاصة الضارة بالذات. ببساطة، كان التوسع سياسة معقولة؛ وكانت المشكلة هي الكيفية التي حدث بها ذلك.
على الرغم من أن حلف شمال الأطلسي هو تحالف يضم العديد من البلدان، إلا أن وجهات نظر الولايات المتحدة تظل هي الأكثر أهمية في نهاية المطاف عندما تكون “المادة 5” من معاهدة الحلف -التعهد بمعاملة أي هجوم على أحد الأعضاء على أنه “هجوم عليهم جميعًا”- على المحك. ولذلك، ساد نهجٌ متمحور حول الولايات المتحدة، قائم على فكرة “قياس واحد يناسب الجميع”، على الرغم من مخاوف الأعضاء الآخرين من مشكلة جغرافية خطيرة وحاسمة: كلما اقتربت حدود الحلف من روسيا، زاد خطر أن يؤدي توسع الناتو إلى عرقلة التعاون المكتشف حديثاً مع موسكو، وتعريض التقدم الهائل الذي يتم إحرازه في مجال الحد من التسلح للخطر.
كان أعضاء التحالف الاسكندنافي، مثل النرويج، الماهرون في العيش في منطقة كانت متاخمةً للسوفيات، وإنما لا يسيطر عليه الاتحاد السوفياتي، أن يديروا في العقود السابقة مسألة عضوياتهم في الناتو بحكمة. بصفتها العضو الأصلي الوحيد في الناتو الذي يتقاسم حدوداً مع الاتحاد السوفياتي، قررت النرويج عدم السماح بتمركز أي قواعد أجنبية أو نشر قوات أجنبية على أراضيها في وقت السلم، واستبعدت تواجد الأسلحة النووية تماماً، سواء كان ذلك على أرضها أو في موانئها. وقد فعلت كل ذلك للإبقاء على الخلافات القائمة منذ وقت طويل مع موسكو تحت السيطرة. وكان من الممكن أن يشكل هذا النهج نموذجًا لدول وسط وشرق أوروبا ودول البلطيق، لأنها أيضًا تقع في منطقة قريبة من روسيا وإنما ليست خاضعة لها. وقد فهم بعض صانعي السياسة هذه الدينامية في ذلك الوقت ودعموا فكرة إنشاء إطار عمل يمكن بموجبه أن يكتسب الحلفاء الجدد عضوية مشروطة وعلى مراحل من خلال ما تسمى “الشراكة من أجل السلام”، وهي منظمة تم إطلاقها في العام 1994 بغية السماح لدول أوروبا غير الأعضاء في الناتو والدول ما بعد السوفياتية بالانضمام إلى الحلف.
لكن الغطرسة الأميركية، مصحوبة بالقرارات المأساوية التي اتخذها يلتسين -وعلى الأخص، إراقة دماء خصومه في موسكو في العام 1993 وفي الشيشان في العام 1994- قدمت ذخيرة لأولئك الذين يجادلون بأن واشنطن لم تكن في حاجة إلى توسيع تدريجي ومرحلي لمتابعة سياسة الاحتواء. وبدلاً من ذلك، أكدوا على أن الولايات المتحدة كانت في حاجة إلى اتباع سياسة الاحتواء بعد الحرب الباردة.
بحلول منتصف التسعينيات، اكتسبت عبارة “ولا بوصة واحدة” -وهي عبارة تهدف في الأصل إلى الإشارة إلى أن منطقة الناتو لن تتحرك حتى لو بمقدار بوصة واحدة شرقًا- المعنى المعاكس: أنه لا يجب أن تكون أي منطقة مستنثاة من العضوية الكاملة للحلف المتوسع، وأنها لا يجب أن تكون هناك أي قيود ملزمة على البنية التحتية للحلف من أي نوع. وحدث هذا تماماً في الوقت الذي كان يلتسين يستسلم فيه للمرض، وكان بوتين يصعد سلم المراتب في روسيا. لكن قادة الولايات المتحدة أصروا على ذلك، على الرغم من معرفتهم، كما قال تالبوت في مذكرة أميركية داخلية حول دور التحالف في قمع العنف في البوسنة، بأن “الأطفال الكبار في موسكو”، على الرغم من أنهم “مجانين حقيقيون”، كانت لديهم “قدرة هائلة على إيقاع الضرر”.
عبور خط
حتى يتسنى فهم الانهيار الذي أصاب العلاقات الأميركية الروسية، ينبغي العودة إلى وقت كانت فيه الأمور تسير على ما يرام: التسعينيات. وفي هذه المسألة، يكمن الشيطان حقًا في التفاصيل -على وجه التحديد، في ثلاثة خيارات اتخذتها واشنطن بشأن توسيع الناتو؛ واحد في عهد بوش واثنين في عهد كلينتون، والتي أدى كل واحد منها بشكل تراكمي إلى إغلاق الطريق أمام الخيارات الأخرى لتحقيق الأمن الأوروبي.
جاء الاختيار الأول مبكرًا. بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1989، أي بعد أسبوعين فقط من السقوط غير المتوقع لجدار برلين، كان بوش يشعر مسبقاً بالقدر المزيد من التغييرات المقبلة على الطريق. وبينما كان المتظاهرون يطيحون بحكومة تلو الأخرى في وسط وشرق أوروبا، بدا واضحًا له أن القادة الجدد في تلك المنطقة سوف يخرجون من حلف وارسو، التحالف العسكري غير الطوعي الذي كان قائماً مع الاتحاد السوفيتي. ولكن، ماذا بعد ذلك؟
وفقًا للسجلات الأميركية، عرض بوش القضية على رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت، مارغريت تاتشر: “ماذا لو أرادت دول أوروبا الشرقية الانسحاب من حلف وارسو؟ الناتو يجب أن يبقى”. وردت تاتشر بعرض خيارها المفضل المذهل: كانت تؤيد “الإبقاء على… حلف وارسو”. وحسب السجلات البريطانية، رأت تاتشر أن الحلف يشكل “ورقة توت أساسية لغورباتشوف” وسط الإذلال الذي سببه انهيار الاتحاد السوفياتي. كما أنها “حاولت تثبيط (بوش) عن التصريح علنًا في هذه المرحلة بدعم استقلال جمهوريات البلطيق”، لأن الوقت لم يكن مناسبًا عند تلك النقطة لاستنطاق الحدود الأوروبية.
لكن بوش لم يقتنع بمشورتها. وبدلاً من ذلك، “أعرب عن قلقه بشأن ما يبدو أنه إلزام أوروبا الشرقية بعضوية حلف وارسو إلى أجل غير مسمى”. وقال إن الغرب “لا يستطيع أن ينذر هذه الدول للبقاء” في ذلك الحلف “رغماً عنها”. وفضل بوش حل هذه المشكلة بدفع الناتو إلى ما وراء خط القسمة القديم لفترة الحرب الباردة - الغد