اعطت التطورات الأخيرة في العراق صورة ميدانية عن مستقبل المشهد السياسي العراقي والمبادرات السياسية ومدى فاعليتها في مواجهة الصراعات والاختلافات بين الأحزاب والكتل السياسية التي شاركت في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العاشر من تشرين الاول عام 2021 وحددت مضامينها في صورة التباعد والافتراق بين أقطاب السياسية العراقية ومعالجة الأزمة الرئاسية والوزارية التي تمر بها البلاد وعدم الركون إلى اتفاق مشترك يعمل على تجاوز المحن والصعاب التي تواجه السياسيين العراقيين وتبعدهم عن الوصول لحلول جذرية صائبة لإنهاء الأزمة السياسية القائمة والتي مر عليها 151يوما ، ورغم هذه الأحداث وعدم تمكن مجلس النواب العراقي ولجلستين من انتخاب رئيسا للدولة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني وانعدام حالة التوافق السياسي بين جميع الأطراف، تاتي مبادرة السيد مقتدى الصدر عبر تغريدته ليوم الخميس 31اذار 2022 والتي منح فيها الإطار التنسيقي مدة اربعون يوما لتشكيل حكومة عراقية واعلان الكتلة الكبيرة عبر الحوارات واللقاءات مع باقي الأطراف السياسية العراقية دون أي تدخل وإبداء الرأي من قبل أعضاء التيار الصدري وليمنح فرصة للخروج من المأزق السياسي الذي يعانيه أبناء الشعب العراقي الذين ينتظرون تشكيل الحكومة القادمة ليطمئنوا على مستقبلهم ومجالات وطبيعة الحياة المقبلة .
في قراءة دقيقة لما جاء في تغريدة السيد الصدر يمكن أن نحددابعادها في انها تمثل بعدا سياسيا ورؤية لأفق ميداني وفهم صميمي للواقع السياسي العراقي وأعطت الإطار التنسيقي فرصة حقيقة ليثبت امكانياته في تشكيل الحكومة القادمة عبر سلسلة من التحالفات التي من المفترض أن يحققها المتحالفون في قيادة الإطار التنسيقي وهذا ما يجعلهم في زاوية سياسية عليهم إثبات وجودهم وتاثيرهم في المشهد السياسي العراقي.
جاءت بيانات كتلة السيادة وقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني لتجعل من المشهد العراقي أكثر واقعية ورؤية دقيقة في موقف موحد من الأحداث بتأكيدهم أن لا حكومة وطنية أغلبية دون وجود التيار الصدري وهذا يعني ثبات الموقف وصلابة الإرادة واحترام الكلمة لدى القيادات المتحالفة في كتلة (إنقاذ وطن ) وسيزيد هذا الموقف من صعوبة المتحالفين مع الإطار التنسيقي من ايداء مهمتهم خلال الفترة المحددة من قبل السيد مقتدى الصدر.
ستكون الأيام القادمة أكثر وضوحا واشد وقعا في تحديد مسارات الحياة السياسية العراقية وستجعل من التجاذبات والسياسات الإقليمية والدولية أكثر حركة وتدخلا في الشأن العراقي الداخلي .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات والاستراتيجية