الخرطوم – تجري الأمم المتحدة مشاورات مكثفة بالخرطوم في مسعى لتخفيف التوتر في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، بعد أن تورطت عناصر مسلحة خلال الأيام الماضية في عدة حوادث.
وأعلنت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) عن حوادث متعددة وقعت هذا الأسبوع تورطت بها عناصر مسلحة بمهاجمة قرى قبيلة الدينكا.
وأجرت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للقرن الأفريقي حنا تيتية في العاصمة السودانية الخرطوم مباحثات ومشاورات مكثفة على مدى يومين من أجل نزع فتيل التوتر بمنطقة أبيي.
حنا تيتية: نحتاج إلى التحرك لإنهاء التوتر وإيجاد حل مستدام ومقبول
وقالت المبعوثة الأممية في تصريح صحافي بالخرطوم عقب لقائها رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان “إن موضوع (أبيي) من القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان، نحتاج إلى التحرك لإنهاء التوترات الراهنة وإيجاد حل مستدام ومقبول للأطراف على الأرض”.
وبينت أنها ستعمل من خلال دورها كمبعوثة للأمين العام للقرن الأفريقي، للتشاور مع الحكومتين في السودان وجنوب السودان والمجموعات في الإقليم، حول كيفية التقدم بعملية الحل إلى الأمام.
وأضافت أن “اللقاءات التي أجريتها مع المسؤولين في الخرطوم تأتي في إطار التشاور بين السودان والأمم المتحدة لإيجاد حلول مقبولة للتوترات في منطقة أبيي، قبل تقديم تقرير للأمم المتحدة بهذا الشأن”.
ومن جانبه أكد البرهان، وفقا لبيان صادر عن مجلس السيادة، قدرة السودان على التعاون مع دولة جنوب السودان، لاحتواء الأوضاع بمنطقة أبيي. وقال “إن السودان وجنوب السودان تجمعهما علاقات جوار قوية”.
ويتنازع السودان وجنوب السودان حول تبعية منطقة أبيي الغنية بالنفط. وتقع منطقة أبيي في الجزء الجنوبي الغربي لولاية جنوب كردفان السودانية، بين خطي عرض 30.4 – 11.5 غربا، وخطي طول 27.10 – 30 شرقا، في مساحة تقدر بـ25 ألف كم مربع.
وتتبع منطقة أبيي إداريا لولاية جنوب كردفان، وتنتشر فيها ثلثا حقول النفط بالسودان والذي يبدأ شرقا بحقلي “شارف وأبوجابرة”، منتهيا بحقول “هجليج وبليلة”.
وتبعد منطقة أبيي التماسية نحو 50 كلم عن بحر العرب (نهر صغير بين السودان وجنوب السودان) وهي منطقة يعيش فيها خليط من القبائل الأفريقية والعربية ومعظمها رعوية. ويدعي كل من السودان وجنوب السودان سيادته التاريخية على المنطقة.
وكان من المفترض إجراء استفتاء حول تبعية منطقة أبيي بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان في التاسع من يناير من العام 2011، إلا أن الخلاف بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول تعريف الناخب الذي يحق له التصويت حال دون قيام الاستفتاء.
وأنشأ مجلس الأمن الدولي بعثة “يونيسفا” في العام 2011، وهي قوة عسكرية تضم نحو 4200 من الأفراد العسكريين و50 من أفراد الشرطة.
وفي التاسع والعشرين من مايو 2013، قرر مجلس الأمن بموجب قراره زيادة الحد الأقصى المأذون به لقوام قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي إلى 5326 فردا.
العرب