حرب أوكرانيا.. القوات الروسية تصل لحدود مدينة لوغانسك ومسؤولة أممية: قتلى الحرب المدنيون أكثر بآلاف من المعلن

حرب أوكرانيا.. القوات الروسية تصل لحدود مدينة لوغانسك ومسؤولة أممية: قتلى الحرب المدنيون أكثر بآلاف من المعلن

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء إن قواتها وصلت إلى الحدود الإدارية لمدينة لوغانسك بعد السيطرة على مدينة بوباسنا شرقي أوكرانيا، فيما قالت مسؤولة أممية إن قتلى الحرب المدنيين في أوكرانيا أعلى بآلاف من الرقم المعلن.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادته اليومية أن الجيش الروسي وقوات انفصاليي لوغانسك “طهرت منطقة بوباسنا من القوميين الأوكرانيين، واستطاعت الوصول للحدود الإدارية لجمهورية لوغانسك الشعبية”.

وأضاف المتحدث العسكري أن قوات بلاده الجوية دمرت 16 موقعا للجيش الأوكراني، كما دمرت القوات الصاروخية والمدفعية 33 مركزا للقيادة و5 مستودعات للذخيرة والوقود في ميكولايف.

وقالت موسكو إنها أسقطت طائرة حربية أوكرانية في اشتباك بمنطقة خاركيف (شمال شرق) ودمرت 3 مسيرات أوكرانية في دونيتسك (شرق) وأوديسا (جنوب غرب).

وذكر انفصاليو دونيتسك بأن مدنيَين اثنين قتلا، وأصيب 9، في قصف أوكراني على أحياء كيروف ولينين وبيتروف في شمالي وغربي إقليم دونيتسك، وأضافوا أن معظم المدن والبلدات المتاخمة لخط التماس مع الجانب الأوكراني تعرضت للقصف، خاصة مدن غورلوفكا وياسينوفاتايا ودوكاتشايفسك.

وقالت كييف إن الجيش الروسي خسر خلال الـ24 ساعة الماضية 350 جنديا، وبذلك يرتفع إجمالي الجنود القتلى منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي إلى 26 ألفا.

وأفاد أوليه سينيغوبوف حاكم خاركيف اليوم بالعثور على جثث 44 مدنيا تحت أنقاض مبنى في بلدة إيزيوم قصفته القوات الروسية بداية مارس/آذار الماضي.

ضربات أوديسا
أفاد مراسل الجزيرة في مدينة أوديسا جنوب غربي أوكرانيا بوقوع سلسلة انفجارات الليلة الماضية، حيث استهدف القصف مركزا تجاريا في منطقة فونتانكا شرقي أوديسا؛ ما أدى لدمار كبير وإصابة 3 اشخاص وفق القيادة العسكرية المحلية.

وفي منطقة سوفورفسكي شرقي أوديسا، أسفر قصف صاروخي عن مقتل شخص وجرح اثنين، وتدمير 3 مستودعات.

وكانت المدينة قد شهدت مساء أمس قصفا صاروخيا استهدف مناطق بالجهة الغربية من أوديسا وألحق أضرارا مادية وإصابة شخصين. واضطر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أمس الاثنين إلى الاحتماء في مخبأ من الضربات الروسية في أثناء زيارة مفاجئة للمسؤول الأوروبي إلى أوديسا.

جزيرة الأفعى
وفي البحر الأسود، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية شنّت هجمات بحرية وجوية وصفتها باليائسة على جزيرة زميني أو الأفعى في اليومين الماضيين.

وقالت الوزارة إنه بناء على أوامر مباشرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبمشاركة مباشرة من مستشارين أميركيين وبريطانيين وضعت هيئة الأركان الأوكرانية مخططا لاستفزاز كبير في جزيرة الأفعى.

وأضافت أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كبيرة خلال محاولتها السيطرة على الجزيرة التي تبعد عن ساحل أوديسا مسافة 142 كيلومترا.
)
بالمقابل، قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا اليوم الثلاثاء إن هزيمة روسيا ستسمح لهم بإعادة فتح الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود وإنعاش اقتصاد بلادهم، وأضاف الوزير أن القوات الأوكرانية قادرة على طرد الروس من منطقة خيرسون (جنوب)، وهزيمة أسطول البحر الأسود “إذا تلقينا دعما عسكريا إضافيا”.

مجمع آزوفستال
وكان مجلس مدينة ماريوبول أشار -في منشور على قناته في تليغرام- إلى أن محاولة الاستيلاء على ما سماه “القلعة الأوكرانية” لم تتوقف، وأن الجانب الروسي يواصل شن هجماته اليومية.

ونقلت وكالة رويترز عن بيترو آندريوشينكو مساعد عمدة ماريوبول أن نحو 100 مدني لا يزالون في مجمع آزوفستال للصلب شرقي المدينة، مضيفا أن وتيرة الهجوم الروسي على المجمع لم تنخفض.

وتتحصن في آزوفستال آخر القوات الأوكرانية في ماريوبول، التي تحاصرها القوات الروسية وقوات الانفصاليين من كل اتجاه.

وفي سياق متصل، قالت ماتيلدا بوغنر رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا اليوم الثلاثاء إن عدد القتلى المدنيين في البلاد منذ بدء الحرب أعلى بالآلاف من العدد الرسمي البالغ 3 آلاف و381 قتيلا.

وأضافت المسؤولة الأممية في تصريحات صحفية بالعاصمة السويسرية جنيف إن البعثة “تعكف على إعداد تقديرات لعدد القتلى المدنيين”، غير أن ثمة صعوبة في الحصول على معلومات موثوقة عما يجري في ماريوبول.

بايدن وبوتين
وعلى الصعيد السياسي، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك اليوم إلى مدينة بوتشا في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف. وهذه أول زيارة لمسؤول في الحكومة الفدرالية الألمانية إلى كييف منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأمس الاثنين، وقع الرئيس الأميركي قانون “الإعارة والتأجير للدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا” الذي من شأنه تسريع إيصال الأسلحة إلى كييف، ويعتمد القانون على آلية تبنّاها الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت في عام 1941، وكان يرمي إلى مساعدة أوروبا في مقاومة زعيم ألمانيا أدولف هتلر.

كما وجهت إدارة بايدن أمس نداء عاجلا إلى الكونغرس لإقرار تمويل إضافي ضخم سريع لأوكرانيا بحلول 19 مايو/أيار الجاري، قائلة إنه أمر بالغ الأهمية لقدرة واشنطن على ضمان استمرار تدفق المساعدات الأمنية إلى كييف.

وجاء توقيع بايدن على القانون في اليوم نفسه الذي أقامت فيه روسيا عرضا عسكريا كبيرا في الساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى الـ77 للانتصار على “ألمانيا النازية”، كرر خلاله بوتين حججه لتبرير الحرب التي يشنها على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

وقال إن كييف كانت تستعد لمهاجمة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وسعت للحصول على القنبلة الذرية، وتتلقى الدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأضاف بوتين “كان يتشكل تهديد غير مقبول على الإطلاق، مباشرة على حدودنا”، مضيفا أن حلف الناتو كان يستعد لغزو الأراضي الروسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات