«الدولة الإسلامية» في إفريقيا .. الفروع والمبايعون والأنصار

«الدولة الإسلامية» في إفريقيا .. الفروع والمبايعون والأنصار

a1447831124

منذ أشهر، وقع تصدير تنظيم «الدولة الإسلامية» الناشط أساسا في كلّ من سوريا والعراق، إلى القارة الإفريقية.

عملية اتخذت أشكالا  مختلفة، سواء كان ذلك من خلال فرع تابع لها كما هو الحال في ليبيا، أو في شكل مبايعين لها، كما هو الشأن بالنسبة لكل من «بوكو حرام» في حوض بحيرة تشاد، أو «ولاية سيناء» بمصر، وأحيانا في شكل أنصار يتقاسمون مع  «الدولة الإسلامية» نفس الأفكار والإيديولوجيا أوأسلوب العمل.

وفي ما يلي عرض معلوماتي لخريطة التنظيم في إفريقيا: –

الفروع:

في ليبيا فقط، شكّل تنظيم «الدولة الإسلامية» معقلين له حول مدن درنة شرقي البلاد، وسرت الواقعة في غربها. جيوب إرهابية ظهرت إبّان سقوط نظام الرئيس السابق «معمّر القذافي» في 2011، وتسبّبت في إندلاع معارك دامية بين المجموعات المسلّحة المتناحرة، ولا زالت حتى اليوم تشكّل الإحداثيات اليومية لحياة الليبيين. أحداث ضارية كان من البديهي أن تدفع نحو حدوث شرخ سياسي وجغرافي تجسّد من خلال الإزدواج المؤسساتي المبني على حكومتين اثنتين وبرلمانين اثنين أيضا في هذا البلد.

 وبحسب تقديرات بعض المراقبين في ليبيا، فإنّ مدينة سرت تخضع، منذ يناير/ كانون الثاني، لسيطرة «الدولة الإسلامية» وتضم، منذ ذلك الحين، بضعة آلاف من المقاتلين. غير أنّ المعارك التي يشنّها سكان المدينة بشكل منتظم ضدّ «الدولة الإسلامية» زعزعت التنظيم.

أمّا درنة، فتعتبر المعقل الأوّل لـ«الدولة الإسلامية» في لبيا، حيث بسطت هيمنتها على هذه المدينة منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2014. لكن، ومنذ أشهر، وقع تداول بعض الأنباء حول اعتزام الجماعة الجهادية الليبية «مجلس شورى شباب الإسلام في ليبيا»، والتي تسيطر على المدينة منذ انتفاضة 2011، مطاردة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».

والسبت الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل قائد تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا، «أبو نبيل الأنباري»، إثر غارة جوّية شنّتها المقاتلات الأمريكية قرب مدينة درنة. ويعتبر هذا الهجوم الجوي الأول من نوعه الذي يعلن عنه الأمريكان ضدّ «الدولة الإسلامية» خارج سورية والعراق.

المبايعون:

ولاية سيناء: مجموعة مسلّحة ترفع راية «الدولة الإسلامية» في مصر، نشطت، منذ 2011، في شبه جزيرة سيناء، تحت اسم «أنصار بيت المقدس»، لتعلن، أواخر 2014، ولائها للتنظيم ومبايعتها له. وبمرور الوقت، تجاوزت هجماتها ضدّ قوات الأمن والشرطة والمنشآت السياحية والبنى التحتية الأساسية، الحدود الجغرافية لمحافظة سيناء.

وانطلاقا من سبتمبر/ أيلول 2013، تشن الشرطة والجيش المصريين حملة واسعة تهدف إلى اجتثاث الجماعة من الأراضي المصرية غير أن ذلك لم يتحقق بعد.

«جند الخلافة في أرض الجزائر»:  جماعة مسلحة ناشطة في منطقة القبائل الجزائرية، وانشقت، في سبتمبر/أيلول 2014، عن «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، لتعلن ولاءها لـ«الدولة الإسلامية» بهدف إقامة «ولاية الجزائر الإسلامية».

وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن الجيش الجزائري القضاء على هذه الجماعة المسلحة، إثر مقتل زعيمها ونحو 30 من عناصرها الإرهابية، غير أن بعض المراقبين يؤكدون وجود خلايا نائمة للجماعة على الأراضي الجزائرية.

«بوكو حرام»: تنشط منذ سنوات في ولاية «بورنو» شمال شرقي نيجيريا، توسعت لتدرك هجماتها منطقة أقصى الشمال الكاميرونية المحاذية لمعقلها، وبلدان حوض بحيرة تشاد عموما في تشاد وفي منطقة ديفا، جنوب شرقي النيجر، حيث تشن هجماتها بشكل شبه منتظم، وترتكر عملياتها بالأساس على التفجيرات الانتحارية أو الهجمات، بلغ مداها، في الصيف الماضي، العاصمة التشادية نجامينا.

وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت المجموعة النيجيرية مبايعتها لـ«الدولة الإسلامية» غير أنها تواجه، حاليا، تحالفا إفريقيا تشكّل، مؤخرا، من قوات من كل من النيجر ونيجيريا وتشاد والكاميرون، بغرض تصفية عناصرها والقضاء عليها بشكل نهائي.

«حركة الشباب» (مجموعة منشقة):  جماعة صومالية مسلحة، تشكّلت في 2006 في أعقاب الغزو الأثيوبي على الصومال، وتتبع فكريا لتنظيم «القاعدة». نفّذت المجموعة المسلحة أعمالا إرهابية تعدّ الأكثر دموية، خصوصا في كينيا، مسرح الهجمات الدامية التي خلفت، في أبريل/ نيسان الماضي، 148 قتيلا معظمهم من طلبة المعاهد الثانوية. وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن «عبد القادر منعم»، أحد قادة الحركة التي تضم، بحسب تقارير أمنية «المئات من الصوماليين»، ولاءه لـ «الدولة الإسلامية».

«المرابطون»: في منطقة الساحل الإفريقي، وبصفة خاصة في مالي –  فقد أعلن قبل شهور أحد قادة جماعة «المرابطون» مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن نفي أمير الجماعة «مختار بلمختار» لهذه المبايعة، أبرز بوضوح أن المبايعة لا تتعلق إلا بشق من هذه الجماعة المسلحة الناشطة في مالي، والتي تأسست في 2013، إثر دمج «حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا»، أو ما يعرف اختصارا بـ«ميجاو»، وجماعة «الموقّعون بالدم» لمختار بلمختار، المنشقّ عن تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي».

الأنصار

– تونس (خلايا نائمة) منذ 2013، يشنّ متطرّفون أعلنوا انتسابهم لـ «الدولة الإسلامية» هجمات إرهابية عديدة استهدفت تونس، تخللتها حوادث اغتيال استهدفت شخصيات سياسية بارزة على غرار المعارض «شكري بلعيد» (اغتيل في فبراير/ شباط 2013)، والنائب بالبرلمان المؤقت، «محمد البراهمي» (اغتيل في يوليو/تموز من العام نفسه)، إضافة إلى الهجمات الدامية التي استهدفت، العام الجاري، سياحا في متحف «باردو» بالعاصمة التونسية، وفي إحدى النزل بمدينة سوسة شرقي البلاد.

هؤلاء المتطرفون غير منتظمين شكليا ضمن مجموعة، غير أنهم ينشطون في إطار «الخلايا النائمة»، وهم يختلفون عن «كتيبة عقبة بن نافع» التي لا تزال مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مع أن بعض المراقبين يتحدثون عن انشقاق بعض عناصر هذه الكتيبة وانضمامها المحتمل إلى «الدولة الإسلامية»، بما أنّ مثل هذه الانشقاقات والانضمامات تحدث كثيرا سواء في افريقيا أو خارجها، غير أنه من الصعب التثبّت منها، نظرا لتقاسم تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» نفس الخلفية الإيديولوجية، واختلافهما من حيث أسلوب العمل.

– «تحالف القوى الديمقراطية» (شرقي الكونغو الديمقراطية) –  مجموعة مسلّحة أوغندية، تأسّست عام 1995، شرقي الكونغو الديمقراطية، ويطلق عليها، أيضًا اسم «جيش تحرير أوغندا»، ويضم الحركات المعارضة للرئيس الأوغندي «يوري موسيفيني»، وبينها، «الحركة الديمقراطية المتحدة»، و«الجيش الوطني لتحرير أوغندا»، و«جيش تحرير أوغندا المسلم»، ويتمركزون في سلسلة جبال «روينزوري» (سلسلة جبال صغيرة في وسط أفريقيا، على الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية).

وبحسب كنشاسا وكمبالا، فإن هذه المجموعة المسلحة التي تشن هجمات ضد المدنيين من وقت لآخر وتقوم بعمليات اختطاف لناشطين في منظمات إغاثية، تتبنى نفس الإيديولوجيا المتطرفة لـ«الدولة الإسلامية» وإن كان، بغض النظر عن هذه الجزئية، فإنه لا شيء يثبت وجود صلة بين التنظيم والمجموعة المسلحة.

– فصائل مسلحة ناشطة في إقليم دارفور بالسودان –  ولها اتصالات بمجموعة “بوكو حرام” المسلحة وبعض الميليشيات الليبية، بحسب بعض التقارير الأمنية.

موقع الأناضول