الباحثة شذى خليل*
قال محللون نفطيون، إن الرغبة في المخاطرة عادت إلى السوق النفطية، إذ تتعافى معنويات السوق بشكل إيجابي، في وقت تبدو أنها مهيأة لمزيد من النقص في المعروض وتوقعات تحسن الطلب على الصعيد العالمي، وأن السوق تترقب استعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى الذي يأتي بالتزامن مع تراجع النمو في الصين واستمرار القلق فيما يتعلق بأمن قطاع الطاقة.
صادرات العراق النفطية، بموجب اتفاق “أوبك بلس” (+OPEC) قررت ارتفاع حصة إنتاج العراق من النفط بمقدار 71 ألف برميل يوميا ، ليرتفع إجمالي إنتاج العراق من النفط إلى 4 ملايين و580 ألف برميل يوميا. وكان تكتل “أوبك بلس” أعلن زيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميا في يوليو، وأغسطس من 2022 . وتعادل الزيادة أقل من 1% من إجمالي الطلب العالمي على الخام خلال الوقت الراهن.
أما الدول المنتجة فتراقب عن كثب تطورات السوق النفطية، باتخاذ إجراءات تحاول العمل على استقرار الأسواق العالية، ومن أهم تلك الدول العراق الذي يعد ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، ويطمح للوصول إلى إنتاج 6 ملايين برميل بحلول 2025.
إن ما يعمل عليه العراق هو الحفاظ على المكاسب والعمل على إدامة جودة القيمة المالية المتحققة لدعم الموازنة لأن تحقيق إيرادات عالية بكمية تصدير جيدة أفضل من تصدير كميات كبيرة بأسعار منخفضة.
وذكرت منظمة أوبك، أن “حصة الإنتاج الخاصة بالعراق لشهر حزيران حددت بـ 4.509 ملايين برميل يومياً بزيادة مقدارها 4.8 ألف برميل يومياً عن شهر أيار البالغ 4.461 ملايين برميل يومياً وبزيادة قدارها 95 ألف برميل يومياً عن شهر نيسان الماضي”، مبينة أن “العراق جاء ثاني أكبر منتج في المنظمة بعد السعودية وثالث أكبر منتج في منظمة أوبك+ بعد السعودية وروسيا”.
أكد وزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار، التزام العراق بتصدير كامل الحصة المقررة بموجب اتفاق ومحددات منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” والمتحالفين معها لتحقيق التوازن في الأسواق العالمية.
إن العراق يهدف إلى زيادة قدراته الإنتاجية والتصديرية خلال السنوات القادمة من خلال تعزيز الاستثمارات في قطاع النفط والطاقة”. وشدد على أهمية الاستثمارات في إدامة وتعزيز موقع العراق بين الدول المنتجة والإبقاء على موقعه المؤثر في سوق الطاقة والتزامه بدعم الاستثمارات العالمية في قطاع النفط والطاقة، والإيفاء بالتزاماته المالية والتعاقدية، مشيرا إلى أن الوزارة تكثف جهودها لتوسيع حجم الاستثمارات العالمية للغاز الحر والمصاحب من خلال التعاون مع الشركات العالمية الرصينة. وكشف العراق خلال الأشهر الماضية عن خطة طموحة لرفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بنهاية 2027 بالاستعانة بالشركات الأجنبية التي تعمل في قطاع النفط العراقي والشركات العراقية الأخرى.
وقال المدير العام لشركة تسويق النفط العراقية “سومو”، علاء الياسري إن التخفيض الأخير في مستويات إنتاج منظمة أوبك وحلفائها للشهر المقبل لن يؤثر في حصة العراق الشهرية لتصدير النفط العراقي. ويصدر العراق نحو 3.4 مليون برميل نفط يوميا عبر موانئ العراق في محافظة البصرة وميناء جيهان التركي عبر الأراضي التركية، وأشار إلى “أن بلاده ستستمر في مستويات صادراتها من النفط الحالية، على الرغم من قرار تحالف (أوبك +) الأخير بخفض الإنتاج خلال تشرين الأول (أكتوبر) المقبل”، مضيفا أن العراق سيلتزم بأي اتفاق للمنظمة وحلفائها.
وزاد الطلب من الدول الآسيوية للنفط العراقي حسب وزارة النفط العراقية في 10 سبتمبر/أيلول الجاري (2022)، حيث تلقّى العراق طلبات لتصدير كميات إضافية من النفط إلى آسيا، وسط موجة شراء آسيوية قوية للنفط الروسي.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية “سومو” قد أعلنت، منذ يومين، تلقي طلبات لرفع حجم كميات النفط المصدرة إلى آسيا، وفي ظل هذه الطلبات، كشفت الشركة العراقية عن أن عوائد النفط ارتفعت، خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب اتفاق أوبك+ الأخير.
إن منظمة أوبك وحلفاءها كانت ولا تزال تعمل على دعم استقرار السوق النفطية وتوازن العرض والطلب لمصلحة المشاركين في السوق والصناعة النفطية، وستستمر منظمة أوبك والمتحالفون معها في مراقبة تطورات سوق النفط عن كثب وبشكل شهري، لاتخاذ القرار المناسب وفقا لتلك التطورات ولمعرفة مدى حاجة السوق إلى تخفيض أو رفع الإنتاج النفطي من عدمه.
ختاما مع زيادة الإيرادات النفطية العراقية لابد من توجيهها بالتخطيط الصحيح لتوسيع حجم الاستثمارات العالمية للغاز الحر والمصاحب من خلال التعاون مع الشركات العالمية الرصينة لتنمية الاقتصاد، ووضع نهج واضح وصريح للتنمية والاستثمار والإعمار والقضاء على جميع أوجه الفساد التي تعبث بمقدرات البلد، ورفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام العراقي، لتحسين الاقتصاد العراق.
وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية