أظهرت بيانات رسمية أمس الأربعاء أن التضخم الشهري في الأرجنتين ارتفع 7% في أغسطس/آب الماضي متجاوزا التوقعات، ويأتي ذلك في وقت دعا صندوق النقد الدولي مسؤولي البنوك المركزية عبر العالم إلى أن يبقوا على تصميمهم على محاربة التضخم المرتفع.
وقفز التضخم في هذا البلد إلى حوالي 80% على أساس سنوي، على الرغم من جهود الحكومة والبنك المركزي لكبح زيادات حادة في الأسعار.
وقراءة التضخم على أساس شهري التي أوردتها وكالة الإحصاء الحكومية أقل من تلك المسجلة في يوليو/تموز الماضي والبالغة 7.4%، لكنها تتجاوز متوسط توقعات محللين شملهم استطلاع أجرته رويترز والبالغ 6.6%.
ويعد التضخم في الأرجنتين، الواقعة بأميركا الجنوبية وأحد المنتجين الرئيسيين للحبوب، واحدا من أعلى معدلات التضخم في العالم، ويعاني هذا البلد من تفاقم الوضع مع تزايد تكاليف الغذاء والوقود العالمية مما يؤثر سلبا على شعبية حكومة الرئيس ألبرتو فرنانديز التي تمثل يسار الوسط قبل انتخابات العام القادم.
وبلغ التضخم في 12 شهرا الماضي حتى نهاية أغسطس/آب 78.5%، في حين زادت الأسعار 56.4% الأشهر الثمانية الأولى من العام.
وتوقع استطلاع أجراه البنك المركزي مؤخرا أن الأرجنتين ستنهي العام عند معدل تضخم قدره 95%، كما يتوقع محللون بالقطاع الخاص أنه سيصل إلى 100%.
في سياق متصل، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إنه يجب على مسؤولي البنوك المركزية في العالم أن يبقوا على تصميمهم لمحاربة التضخم المرتفع، معتبرة أن خبراء اقتصاديين كثيرين أخطؤوا عندما تكهنوا العام الماضي بأن التضخم سينحسر.
وأضافت جورجيفا “التضخم عنيد وقاعدته أعرض مما كنا نعتقد، ما يعنيه ذلك أن مسؤولي البنوك المركزية بحاجة لأن يكونوا مثابرين في محاربته”.
وقالت، وهي تتحدث في ندوة مع فرانسوا فيليروي عضو لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي، إنه إذا أظهرت سياسات المالية العامة والسياسة النقدية أداءً جيدا، فإن العام القادم ربما سيكون أقل إيلاما. لكنها أضافت أنه إذا كانت السياسات المالية العامة غير محددة الأهداف بدرجة كافية فإنها قد تصبح “عدو السياسة النقدية” وأنها “تغذي التضخم”.
وجاءت تعليقات جورجيفا بعد يوم من إعلان الحكومة الأميركية عن زيادة أكبر من المتوقع بأسعار المستهلكين في أغسطس/آب الماضي، مع استمرار ارتفاع تكاليف الغذاء والإيجارات.
وقالت المسؤولة النقدية الدولية إن تلك الزيادة المفاجئة لا تعدو أن تكون جزءا صغيرا من الضبابية والصعوبات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وقد ساهمت جائحة “كوفيد-19” والحرب الروسية على أوكرانيا في زيادات حادة بالأسعار وأزمة تكاليف المعيشة.
وفي تدوينة منفصلة، حذر صندوق النقد من أن ارتفاع أسعار النفط يدفع كل أسعار المستهلكين للصعود، وهو ما قد ينتج عنه دورة حلزونية لزيادات في الأجور والأسعار، وقال إنه ينبغي أن يكون رد مسؤولي البنوك المركزية حازما.
المصدر : رويترز