اشتباكات مسلحة غرب العاصمة الليبية وسط تحذيرات من خطورة الوضع

اشتباكات مسلحة غرب العاصمة الليبية وسط تحذيرات من خطورة الوضع

طرابلس – في تطور جديد للتوتر الذي تعيشه ليبيا، اندلع قتال عنيف بين مجموعتين مسلحتين مساء الأحد وتواصل صباح الاثنين، بالقرب من منشآت نفطية في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.

ونقل موقع “بوابة الوسط” عن سكان قريبين من منطقة المواجهات الاثنين قولهم إن الاشتباكات لا تزال متواصلة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، في وقت تلقّى جهاز الإسعاف والطوارئ استغاثات من عائلات عالقة بمحيط الاشتباكات، دون القدرة على مساعدتهم في الخروج.

وأفاد السكان بأن الطريق الساحلي بالزاوية أُقفل جراء الاشتباكات، في حين جرى تداول مقاطع مصورة تظهر أصوات إطلاق النار المتبادل.

وأسفرت المواجهات المسلحة في حصيلتها الأولية عن مقتل طفل وإصابة ثمانية مدنيين حالة أحدهم خطيرة جدا، بحسب ما أفاد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي.

وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ إن “نيران الاشتباكات أصابت أيضا سيارة فوق كوبري (جسر) سوق الخضرة وسط المدينة، وتعذر الوصول إليها ومعرفة عدد راكبيها أو حالتهم الصحية”.

وأفاد بأن “الاشتباكات تدور وسط المدينة في أحياء سكنية مدنية”، وناشد الجهات المشتبكة “السماح لجهاز الإسعاف بفتح ممر آمن لإجلاء العائلات العالقة تحت النيران”.

كما طالب كافة المواطنين بعدم استخدام جميع الطرق الرئيسية والفرعية بمدينة الزاوية، والابتعاد عن بؤرة الاشتباكات الممتدة من الإشارة الضوئية الضمان شرقا إلى الإشارة الضوئية الحرشة غربا، ومن منطقة الرمحة أولاد سلاق شارع الخرطوم إلى ما بعد معسكر السلعة تجاه بئر الغنم، مشيرا إلى أن جميع الفرق التابعة لإسعاف الزاوية لم تتمكن من دخول مناطق الاشتباك.

ودعا فرع جمعية الهلال الأحمر في الزاوية، عبر صفحته على فيسبوك، الأطراف المتنازعة إلى ضرورة وقف إطلاق النار حتى يتسنى إخراج العائلات العالقة نتيجة الاشتباكات من المنطقة، حاثا الأهالي على الابتعاد عن النوافذ للحفاظ على سلامتهم.

ووفقا لشهود عيان، فقد بدأت الاشتباكات في ساعة متأخرة من الأحد وسط مدينة الزاوية وبالقرب من الجسر المؤدي لمصفاة الزاوية النفطية. ولم تتمكن فرق الإسعاف من دخول مناطق الاشتباكات وسط المدينة.

ورغم عدم صدور أي تصريح حول طبيعة هذه الاشتباكات عن الجهات الأمنية والعسكرية في المنطقة، إلا أن شهود عيان أكدوا لوكالة الأنباء الألمانية أن الاشتباكات بدأت بعد مقتل أحد أبناء قبيلة على يد أفريقي يعمل في المنطقة، مما أدى إلى هجوم أقارب المقتول المنتمين إلى إحدى كبرى قبائل الزاوية، دون أن توضح الوكالة الطرف الآخر الذي تشتبك معه القبيلة.

في حين نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن الاشتباكات وقعت بين كتيبة “السلعة” بإمرة عثمان اللهب ومناصرة كتائب أخرى تقاتل كتيبة تدعى “السيفاو”، دون توضيح الأسباب التي أدت إلى تك الاشتباكات.

وجاءت هذه الاشتباكات بعد يومين على أخرى مماثلة اندلعت بين المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، وذلك على الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من استخدام العنف.

وخلال الأسبوع الماضي اندلعت عدة اشتباكات مسلحة بين الميليشيات في طرابلس وصرمان، غربي البلاد في صراع على السيطرة والنفوذ، إلا أن اشتباكات الزاوية الأحد – الاثنين هي الأعنف بحسب شهود عيان.

ومنذ أسابيع شهدت العاصمة الليبية اشتباكات مماثلة بين كتائب تابعة ومؤيدة لرئيسي الحكومتين المتنافستين، ما خلف 32 قتيلا و159 مصابا.

ولا تزال معضلة الميليشيات تواجه الدولة الليبية، خاصة مع تلقيها دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل الميليشيات ونزع سلاحها.

وتشهد مناطق الغرب الليبي، خاصة العاصمة طرابلس، من وقت إلى آخر، اشتباكات مسلحة بين الميليشيات التي تسيطر على المنطقة، في ظل العجز الحكومي عن إيقاف مثل هذه الأعمال الخارجة عن القانون.

ويأتي ذلك، في ظل انقسام كبير يسود ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام برئاسة عبدالحميد الدبيبة الرافض لتسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها برلمان طبرق (شرق) في فبراير الماضي، ومنحها الثقة في مارس.

وكلفت حكومة الدبيبة بمهمة أساسية هي تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في ديسمبر الماضي، غير أن الخلافات بين الفرقاء السياسيين، لاسيما على القانون الانتخابي، أدت إلى تأجيلها إلى أجل غير مسمى، رغم أن المجتمع الدولي كان يعلّق عليها آمالا كبيرة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

وثمّة مؤشرات على إمكانية امتداد القتال وتوسعه إلى مناطق أخرى في مدينة الزاوية، التي تحتوي على أكبر مصفاة لتكرير النفط في البلاد، والتي سبق وأن تعرضت إلى أضرار جسيمة جراء الاشتباكات، حيث تمّ رصد وصول تحشيدات عسكرية من الجانبين للمشاركة في الاشتباكات.

وتعتبر مدينة الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجدا للميليشيات المسلحة، التي أعلنت كلّها اصطفافها إلى جانب حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة، وشاركت قبل أسابيع في طرد عدّة ميليشيات متحالفة مع فتحي باشاغا، حاولت الدخول إلى العاصمة طرابلس لتمكينه من السلطة.

العرب