وصلت القوات الأوكرانية اليوم السبت إلى مدخل مدينة ليمان الإستراتيجية في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس (شرق)، وأعلنت أنها تحاصر آلاف الجنود الروس فيها، في حين أكدت كييف أن القوات الروسية اعتقلت مدير محطة زاباروجيا النووية.
ونقل مراسل الجزيرة صهيب العصا أنه لا تأكيدات لسيطرة القوات الأوكرانية على المدينة عقب رفع جنود أوكرانيين علم بلدهم على مدخلها، ونقل عن مسؤولين أوكرانيين أن السيطرة عليها ستكتمل خلال 72 ساعة.
واشار إلى القوات الأوكرانية سبق أن أعلنت أنها لن تتراجع حتى تستعيد السيطرة على كامل منطقة دونيتسك التي تحتل القوات الروسية 55% من مساحتها تقريبا، بالإضافة إلى 97% من مساحة منطقة لوغانسك المجاورة، وتشكل المنطقتان إقليم دونباس الذي تسعى روسيا لإخضاعه وضمه إليها.
وقد أظهرت مقاطع نشرتها حسابات عسكرية أوكرانية عبر تطبيق تلغرام ما يبدو انتشارا لجنود من الجيش الأوكراني على المدخل الشمالي الغربي في مدينة ليمان، ورفع العلم الأوكراني على لوحة في مدخل المدينة.
وكان سيرهي شيريفاتي رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في لوغانسك قال في وقت سابق اليوم السبت إن عدد الروس المحاصرين يترواح بين 5 آلاف و5500، لكنه أشار إلى احتمال تقلص العدد بسبب الخسائر في الأرواح وعمليات التسلل خارج المنطقة المحاصرة.
وأضاف شيريفاتي أن بعض الجنود الروس يستسلمون، وتحدث عن عدد كبير من القتلى والجرحى بين المحاصرين، مؤكدا أن العملية حول مدينة ليمان مستمرة.
كما قال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية إن القوات الروسية المحاصرة تقوم بمحاولات فاشلة لفك الطوق عنها، موضحا أن ليمان مهمة لأنها الخطوة المقبلة على طريق تحرير إقليم دونباس، وفرصة للقوات الأوكرانية للتقدم نحو مدينتي سيفيدونيتسك وكريمينا.
وأقر مسؤول انفصالي موال لروسيا أمس الجمعة بأن القوات الأوكرانية تحاصر جزئيا القوات الروسية في محيط مدينة ليمان، مؤكدا أنها سيطرت على بعض القرى هناك.
وكان المتحدث باسم الجيش الأوكراني قد أعلن في وقت سابق إحكامه السيطرة على جميع الطرق اللوجيستية في مدينة ليمان، مؤكدا أن الممرات وطرق الإمداد للقوات الروسية تقع تحت سيطرة نيران المدفعية الأوكرانية.
ويستخدم الجيش الروسي ليمان مركزا لوجيستيا لعملياته شمالي دونيتسك، وإذا استعادها الجيش الأوكراني سيكون في وسعه التقدم باتجاه مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك بمنطقة لوغانسك المجاورة والخاضعة بالكامل تقريبا للقوات الروسية.
وسيشكل ذلك انتكاسة كبيرة لمساعي روسيا السيطرة على إقليم دونباس برمته، وفقا لوكالة رويترز. وتأتي التطورات الجديدة في دونيتسك في وقت تدور فيه معارك في محاور أخرى بالمنطقة التي تشن فيها القوات الأوكرانية هجمات مضادة.
وقال الانفصاليون الموالون لروسيا أمس الجمعة إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كبيرة شمالي دونيتسك، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قتلت أكثر من 80 “مرتزقا” يقاتلون مع الجيش الأوكراني بدونيتسك، ودمرت 6 مواقع تحكم أوكرانية بمقاطعتي دونيتسك وخاركيف، و9 مستودعات للأسلحة والذخائر في مناطق متفرقة.
وفي دونيتسك أيضا، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا وصول أول دفعة من الجنود الروس الذين شملتهم التعبئة الجزئية إلى إقليم دونباس في مناطق سيطرتهم في شرقي أوكرانيا.
وبالقرب من مدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) على تخوم دونيتسك، عثر اليوم السبت على جثث 20 مدنيا قتلوا عندما كانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي للمنطقة، وفقا للسلطات المحلية.
وقال حاكم خاركيف أوليغ سينيغوبوف إن من وصفهم بالمحتلين هاجموا القافلة المدنية.
وفي مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها، قتل أمس الجمعة 25 مدنيا في قصف صاروخي استهدف قافلة سيارات لمدنيين أوكرانيين، وبينما حمّلت كييف القوات الروسية مسؤولية الهجوم، قال مسؤول موال لموسكو إنه من تنفيذ القوات الأوكرانية.
في هذه الأثناء، وفي أول عملية لافتة بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الروسي فلادمير بوتين ضم 4 مقاطعات أوكرانية إلى الاتحاد الروسي، أكد رئيس الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا بترو كوتين أن دورية روسية اعتقلت مدير محطة زاباروجيا للطاقة النووية إيغور موراشوف، واقتادته معصوب العينين إلى جهة مجهولة.
وقال كوتين إن اعتقال موراشوف يعرض سلامة أكبر محطة نووية في أوكرانيا وأوروبا للخطر.
ودعا المسؤول الأوكراني إلى إطلاق سراح مدير محطة زاباروجيا للطاقة النووية، ومغادرة الموظفين الروس شركة “روساتوم” للمحطة النووية.
وفي بيان أصدرته اليوم السبت، نددت الخارجية الأوكرانية باعتقال موراشوف، ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير حاسمة ضد روسيا.
من جهتها، دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية روسيا لتقديم توضيحات بشأن مدير محطة زاباروجيا النووية بعد تأكيد كييف اعتقاله.
المصدر : الجزيرة + وكالات