المغرب يشق طريق الريادة في صناعة الأغذية الحيوانية

المغرب يشق طريق الريادة في صناعة الأغذية الحيوانية

وضع المغرب قدما أخرى في طريق تعزيز مكانته في سوق الأغذية الحيوانية بتوسيع استثماراته في الخارج من خلال تأسيس مشروع واعد يتوقع خبراء أنه سيسهم في تغطية العديد من الأسواق مستقبلا وخاصة الأفريقية، ما يفتح له آفاق تحقيق عوائد أكبر.

الرباط – واصلت مجموعة المكتب الشريف للفوسفات مساعيها الاستثمارية الكبرى خارج حدود القارة الأفريقية من أجل تحقيق أعلى استفادة من الأعمال في هذا المجال والتي تتّخذ منحى تصاعديّا في النمو.

ووقعت المجموعة، وهي رائد عالمي في المنتجات الفوسفاتية المخصصة للتغذية النباتية والحيوانية، الأسبوع الماضي اتفاقية نهائية تستحوذ بموجبها على 50 في المئة من غلوبال فيد، التابعة للمنتج الإسباني للأسمدة فيرتيناغرو بيوتيش.

وبموجب الصفقة سيتم تأسيس كيان على شكل شركة مساهمة ذات مجلس إدارة برأسمال يبلغ 25 مليون دولار، وسيتم تمويل المشروع عن طريق قروض بحوالي 60 في المئة، ومن خلال الموارد الذاتية للمساهمين بالنسبة إلى بقية تكلفة الاستثمار.

وقال مكتب الشريف إن “سوق التغذية الحيوانية شهد تطورا هائلا على المستوى الدولي خلال السنوات الأخيرة بفضل تزايد الإنتاج”.

مصطفى التراب: لدينا خطط للاستثمار بشكل أكبر في أسواق جديدة

وأوضح أن ثمة “حاجة إلى تلبية الخيارات الغذائية للسكان الذين صاروا يتجهون بشكل متزايد نحو منتجات اللحوم ومحتويات البروتين العالية، وخاصة في البلدان الناشئة”.

وأكد أن العملية ستساهم في النهوض بإستراتيجية المكتب الهادفة إلى تحقيق النمو في أسواق الفوسفات المخصصة للتغذية الحيوانية، من خلال توسيع حضورها الجغرافي وتقديم تشكيلة من المنتجات المتنوعة والمبتكرة.

ويتوقع مخطط أعمال الشركة المزمع إنشاؤها أن ينتقل رقم معاملاتها من حوالي 4.4 مليون يورو في البداية إلى حوالي 98.4 مليون يورو سنة 2029، أي بمتوسط نمو سنوي يبلغ 47 في المئة.

وأكد مروان أمزيان، المدير التنفيذي للمنتجات والحلول المتخصصة بالمكتب، أن هذا الاستحواذ يهدف إلى تنويع منتجات المجموعة.

وقال “نسعى إلى احتلال الريادة في مجال التغذية الحيوانية مع تلبية الطلب المتزايد وتوسيع نطاق العروض عبر منتجات مستدامة”.

وتمتلك غلوبال فيد وحدات إنتاج مرنة بهويلفا في إسبانيا، بسعة 200 ألف طن للمنتجات الفوسفاتية و30 ألف طن للمنتجات التي تعتمد على كبريتات الحديد وتتمتع بحضور تجاري واسع على المستوى الدولي.

وينتظر من الشركة أن توفر مواكبة لتطور المجمع في سوق الأسمدة العضوية وتنويع نطاق منتجاته بأسمدة جديدة ذات قيمة مضافة عالية، وتقديم حلول للتسميد بالاستفادة من خبرة شركة فيرتينغو في هذا المجال.

واعتبر خافيير مارتان، الرئيس التنفيذي لشركة غلوبال فيد، أن هذا التعاون الوثيق مع المكتب سيمكن من تسريع “قدراتنا الصناعية ونمو أسواقنا”.

وقال إن “هذه الشراكة ستسعى إلى تمكين مربي الماشية من الوصول إلى التكنولوجيا الرائدة والبدائل الغذائية الفوسفاتية التي يمكن الاعتماد عليها”.

وبلغت قيمة نفقات الاستثمار للمكتب الشريف 7.85 مليار درهم (720 مليون دولار) بنهاية النصف الأول من العام الجاري، مقابل نحو 360 مليون دولار بمقارنة سنوية.

مشروع واعد

وأكدت المجموعة المغربية على أن نقاط القوة في التنافسية، بما في ذلك المرونة التجارية والمرونة الصناعية على امتداد سلسلة القيمة برمتها وفي تدبير التكاليف، مكنت من تحقيق نمو كبير وغير مسبوق في الأرباح التي تتجاوز بكثير رقم المعاملات المحقق في أول ستة أشهر من هذا العام.

وكشف الرئيس التنفيذي للمجموعة مصطفى التراب عن خطط المؤسسة للاستثمار في الخارج، مؤكدا أنها تنوي بناء فرع لها في البرازيل، واعتبر أن ذلك سيكون “شيئا ثمينا للغاية”.

وفي هذا الإطار وافقت الحكومة على مساهمة مجموعة المكتب الشريف للفوسفات في رأسمال شركة مناصفة مع الحكومة الإثيوبية بغرض تأسيس مصنع للأسمدة.

وقالت الحكومة في مرسوم قرار الموافقة على هذه المساهمة إن “الأهداف المتوخاة من المشروع، وفي مقدمتها تطوير سوق الأسمدة الذي يعرف إمكانات نمو قوية بإثيوبيا، ستعزز موقع المجموعة ومواكبة تطورها في السوق الأفريقية”.

وتأتي الشراكة بعد إعلان إنشاء مصنعين ضخمين بكل من نيجيريا وإثيوبيا وآخر في البرازيل، بعدما قررت المجموعة المغربية الدخول في عالم الاستثمار الزراعي، في إطار توسيع طاقتها الاستيعابية واستثماراتها في البرامج البيئية والاجتماعية.

وأكد أولافيو تاكيناكا، الرئيس التنفيذي لشركة أو.سي.بي للأسمدة في البرازيل، أن هذا المصنع سيكون أول منشأة من نوعها في البلد الأميركي اللاتيني، حيث سيتم تصنيع المنتجات من صخور الفوسفات المستورد من المغرب.

وقال تاكيناكا إن “المشروع قيد التنفيذ الآن إذ جرى بالفعل الحصول على قطعة الأرض التي تبعد ستة كيلومترات عن ميناء إيتاكي، ويجري حاليا الانتهاء من المشروع الهندسي للموافقة عليه من قبل السلطات”.

وتعني هذه الخطوة أن المكتب الشريف، المؤسسة الاقتصادية العمومية الأكثر قدرة على جلب العملة الصعبة للمغرب، قد واصل خطته لنشر استثماراته عبر العالم سنة 2022، بعد أن أعلن عن مشروعين كبيرين في السنة الماضية؛ ويتعلق الأمر بإنشاء مصنع للأسمدة في نيجيريا بقيمة 1.3 مليار دولار، وآخر في إثيوبيا بقيمة 2.3 مليار دولار.

وأشار مسيّرو المجموعة إلى أنها ستواصل الحفاظ على قاعدة زبائن متنوعة جغرافيّا، حيث “شكلت الأسواق عالية الطلب مثل أميركا الجنوبية وأفريقيا 56 في المئة من عائداتنا خلال النصف الأول”.

وكان مكتب الشريف قد أعلن مؤخرا عن إنشاء مشروع مشترك مع شركة كوش أي.جي أند أنيرجي سوليوشن لإنتاج الأسمدة.

وقال التراب تعليقا على هذا المشروع إن “شراكتنا طويلة الأمد مع كوش تدخلنا مرحلة جديدة عبر إنشاء مشروعنا المشترك بالمغرب الذي يؤكد أن هدفنا يرمي إلى تزويد المزارعين بالأسمدة المغربية ذات الجودة العالية”.

وأوضح أن هذه الشراكة ستوسع نطاق عروض منتجات الأسمدة في جميع أسواق العالم

العرب