أربيل (العراق) – لم يهدأ غبار المعركة السياسية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وغريمه السياسي الاتحاد الوطني الكردستاني، على الرغم من حسم ملف انتخاب رئيس الجمهورية في العراق الذي آل إلى القيادي في الاتحاد وأحد المساهمين في تأسيسه عبداللطيف رشيد.
ويرى مراقبون أن فشل الحزب الديمقراطي في فرض رئيس للعراق من صفوفه، حيث رشح بداية الوزير الأسبق هوشيار زيباري ثم وزير داخلية إقليم كردستان ريبير أحمد، بالتأكيد سيخلف ندوبا جديدة في العلاقة مع الاتحاد الوطني.
الحزب الديمقراطي ينفي وجود أي اتفاق مع الاتحاد الوطني حول الحصة الوزارية الكردية، معتبرا أن ذلك سابق لأوانه
وكان الحزب الديمقراطي قد حاول حفظ ماء الوجه بسحب مرشحه ريبير أحمد ودعم مرشح ظهر في اللحظات الأخيرة وهو القيادي في الاتحاد لطيف رشيد كما يسميه العراقيون، بعد أن تبين لزعيم الحزب مسعود بارزاني أن الإطار التنسيقي صاحب الأغلبية النيابية لن يكسر حليفه الاتحاد الوطني الذي دعمه منذ بداية الأزمة من أجل إرضائه.
ويبدو أن الاتحاد الوطني الذي استمر إلى اللحظات الأخيرة في دعم مرشحه الأصلي برهم صالح كان راضيا عن مسلك ترشيح قيادي آخر من صفوفه، حيث أن الأهم بالنسبة إليه هو أن يبقى المنصب من نصيبه، ولا تستبعد أوساط أن يكون قد جرى تفاهم في الكواليس مع الرئيس المنتهية ولايته.
ووجه رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني مساء الخميس رسالة انتصار إلى الشعب الكردي زادت من حفيظة قيادات الحزب الديمقراطي.
وقال طالباني في الرسالة “يا جماهير شعب كردستان أخيرا فاز حزبكم الاتحاد الوطني الكردستاني في العملية السياسية في العراق، وعلى الرغم من جميع المؤامرات والمآرب لم يتم النيل من إرادته”.
وأضاف في رسالته “إن نيل ثقة مجلس النواب العراقي وانتخاب السياسي ومناضل بدايات تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني السيد د. عبد اللطيف رشيد رئيسا لجمهورية العراق الاتحادي كان انتصاراً لإرادة الشعب والعملية السياسية والاتحاد الوطني”.
وتابع “مع تهنئتي الحارة له، فإنني على ثقة بأنه وبالاستناد على الماضي، سيكون له دور في القضايا السياسية والوطنية والعمل التنظيمي، سينجح في هذه المهمة الجديدة والمصيرية في تنفيذ المهام الوطنية والدستورية”.
وختم طالباني بالقول “أخيرا انتصر الشعب الكردي والعراق في هذه العملية المهمة والمصيرية، وعلى اختلاف ألواننا وأصواتنا وتوجهاتنا، فإن على عاتقنا مهمة واحدة وهي حماية وحدة صف البيت الكردي ووحدتنا في المركز”.
وأثارت رسالة طالباني ضجة واسعة وردت بعض قيادت في الحزب الديمقراطي بأنه لا أحد يستطيع أن “يقهر” حزبها، ويرى مراقبون أن ما حصل خلال هذه الفترة بالتأكيد سيكون له أثره على العلاقات المتوترة بطبعها بين الطرفين.
بافل طالباني: أخيرا انتصر الشعب الكردي والعراق في هذه العملية المهمة والمصيرية
ويرجح المراقبون أن تشهد العلاقة المزيد من التجذابات خصوصا وأن هناك ملفات في داخل الإقليم هي محل نزاع بينهما منها قانون الانتخابات، وحصة محافظة السليمانية التي يسيطر عليها الاتحاد من عائدات الإقليم، وقبلها مسألة الحصة الكردية من المناصب في الحكومة الاتحادية.
وأكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الجمعة أن حسم منصب رئيس الجمهورية تم بالتنافس والتصويت البرلماني ولا وجود لأي توافق أو تسوية حيال المنصب.
وقال عضو الوفد التفاوضي للحزب الديمقراطي بنكين ريكاني لوكالة “شفق نيوز” العراقية، إنه لا وجود لأي توافق أو تسوية بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني حيال المنصب.
وأضاف ريكاني أن الحزب الديمقراطي دعا منذ أربعة أشهر الاتحاد الوطني إلى التوافق حيال منصب رئيس الجمهورية دون أي جدوى، معتبرا أن البرلمان حسم منصب رئيس الجمهورية بقناعات النواب بين مؤيد لعبداللطيف رشيد وبين داعم لبرهم صالح.
ونفى ريكاني وجود أي اتفاقات أو صفقات بين الحزبيين حيال الكابينة الوزارية القادمة، معتبرا أن الحديث عن ذلك سابق لأوانه وغير موجود في ساحة الحزبيين حاليا.
ونجح مجلس النواب الخميس في انتخاب رئيس الجمهورية الجديد في الجولة الثانية من التصويت، لينهي فصلا طويلا من الأزمة استمر لعام.
العرب