تقاطع انتهازي بين روسيا وإيران على أنقاض الأزمة السورية

تقاطع انتهازي بين روسيا وإيران على أنقاض الأزمة السورية

_66960_p4

قالت مصادر إيرانية مطلعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه المرتقب مع المرشد الأعلى على خامنئي سيسمع كلاما “قويا” بشأن الأوضاع في سوريا والتصور الإيراني لطريقة حل أزمة هذا البلد.

وبحسب المصادر ذاتها فإن قلق طهران متأت من تفاقم بروز التنسيق الغربي مع موسكو عقب هجمات باريس الدامية التي أزالت خلافات بين المعسكرين حول سوريا، وبات الإرهاب أولوية للجميع.

ويزور بوتين طهران للمشاركة في قمة الدول الأعضاء ضمن منتدی الدول المصدرة للغاز، وهي زيارته الأولى منذ 2007، ويتوقع أن يلتقي بالرئيس حسن روحاني، حيث تتزامن هذه الزيارة مع جهود دبلوماسية معقدة في محاولة لجمع النظام السوري والمعارضة على طاولة واحدة، مطلع العام المقبل.

ويرجح أن يقوم بوتين بمسعى جديد خلال زيارته اليوم الاثنين إلى إيران لطمأنة حليفه بشأن خططه في سوريا رغم التباين البارز في التعاطي مع الأزمة السورية.

وأشارت صحيفة “الفايننشال تايمز” إلى الشقاق الذي دب بين الجانبين، بسبب تضارب الأهداف على المدى الطويل، فصمود التحالف المصلحي بينهما هو من بين الأسئلة التي لا تجد جوابا في البحث عن سبل إنهاء الحرب السورية.

ومن بين نقاط الاختلاف، رغبة موسكو في إلحاق ميليشيات قوات الدفاع الوطني السوري التي أنشأتها إيران قبل ثلاث سنوات بدعم من الحرس الثوري وحزب الله والتي تعد أهم وسائل نفوذها هناك، بجيش النظام السوري، وهو ما ترفضه طهران بشدة.

وفي حين أن مصالح روسيا ونفوذها يتركز في السواحل السورية الغربية من القاعدة الجوية الروسية في طرطوس إلى اللاذقية، تتركز مصالح إيران في جنوب البلاد خاصة طريق الإمداد بين حزب الله وطهران، كما أنها لا تهتم بجيش الأسد مثلما تهتم بميليشياتها.

لذلك تنظر روسيا بعين الشك والريبة لتحالفها مع إيران، فبوتين لم يذكر أثناء لقائه بشار الأسد في موسكو مؤخرا شيئا عن الدعم الذي قدمته طهران للنظام السوري منذ 2011 وبدلا من ذلك قال إن “السوريين كانوا يناضلون ويقاتلون وحدهم ضد الإرهابيين”.

ويتساءل البعض عما إذا كان الهجوم الذي يعتزم حزب الله المدعوم من إيران شنه على قوات المعارضة السورية المتمركزة في مدينة القنيطرة على الحدود الإسرائيلية سيؤدي إلى الإضرار بالتحالف الروسي الإيراني.

ويقول الخبير في الشأن السوري، كريستوفر فيليبس، إن إيران كانت سعيدة بأن طلبت من روسيا إرسال طائراتها، وإلا سقط الأسد، ولكنها ستكون غير مرتاحة في المستقبل، لأن سوريا منطقة نفوذ لإيران وأنفقت على ذلك كثيرا وهي ترى اليوم روسيا تريد أن تبتلعها.

قلق طهران متأت من تفاقم بروز التنسيق الغربي مع موسكو لضرب داعش عقب هجمات باريس الدامية

ومعلوم أن إيران دفعت ثمنا باهظا جراء انخراطها اللامحدود بالمال والسلاح والجنود في الأزمة السورية، وهي لن ترضى بالخروج خاسرة من “الكعكة” السورية.

وتؤكد العديد من التقارير أنه في الشهرين الأخيرين تمت ملاحظة الازدياد الملحوظ في عدد القتلى الإيرانيين في سوريا، وخصوصا في معارك حل

ب.

وكانت بوادر خلاف ظهرت بين البلدين، حليفي الرئيس السوري بشار الأسد الأساسيين، عندما شددت طهران على أن مسألة مصير الأسد لا تشكل أمرا أساسيا لموسكو وإنما القضاء على تنظيم الدولة أصبح من أول أولوياتها، وذلك عقب التدخل الروسي “المفاجئ” في سوريا قبل حوالي شهرين.

وفي سياق الخلاف في وجهات النظر، اعتبر القائد السابق للقوات البحرية في الحرس الثوري حسين علائي أن إطلاق الروس صواريخ كروز من بحر قزوين نحو الأراضي السورية “خطأ استراتيجي” يجب أّلا يتكرر بعد أن ذكرت تقارير في وقت سابق أن بعض الصواريخ سقطت في إيران بعد إطلاقها من بوارج في بحر قزوين.

وكشف راديو “أوستن” الأوروبي، أمس نقلا عن مصادر دبلوماسية أوروبية، أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو العقل المدبر للقاء المرتقب بين بوتين وخامنئي ويبدو أنه سيكون لـ”تأسيس شراكة استراتيجية أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية جديدة في المنطقة”.

وأكد قائد فيلق القدس الإيراني سليماني للرئيس بوتين خلال زيارته غير المعلنة إلى موسكو في أغسطس الماضي، وفقا للمخابرات الأميركية، أن إيران “ستضطر إلى التحرك وبشكل كامل وفردي لإحباط المخطط الأميركي، حتى لو اضطر الأمر إلى الإعلان رسميا عن إرسال قوات إيرانية إلى هناك”.

صحيفة العرب اللندنية