واشنطن – قال المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي.آي.إيه” بوك سيكستون الثلاثاء إن مداهمة مقر الرئيس السابق دونالد ترامب تبدو كأنها “انقلاب استباقي”.
جاء ذلك في معرض تعليق سيكستون على تنفيذ أمر تفتيش عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف.بي.آي” مقر إقامة ترامب في ولاية فلوريدا. وأضاف سيكستون في برنامج تلفزيوني إنه “شيء لم نشهده من قبل”، بحسب قناة “فوكس نيوز” المحلية.
وتابع المسؤول الأميركي السابق “يبدو الأمر كأنه انقلاب استباقي، لقد سمعنا الكثير عن التمرد والانقلاب، إلا أن هذا الأمر يهدف لمنع دونالد ترامب من الترشح للانتخابات مرة أخرى”. ولم يعلن ترامب بعد ترشحه رسميا لانتخابات العام 2024 الرئاسية، مع أنه ألمح لذلك بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومع تراجع نسبة التأييد للرئيس جو بايدن إلى أقل من 40 في المئة وتوقع فقدان الديمقراطيين لهيمنتهم في مجلس النواب بعد انتخابات نوفمبر النصفية، يتفاءل ترامب بإمكان ركوب الموجة الجمهورية للوصول إلى البيت الأبيض مجددا عام 2024.
بوك سيكستون: الطريقة تثير تساؤلات حول إمكانية الثقة مجددا بمكتب التحقيقات الفيدرالي
ولفت سيكستون “أنا لا أشعر بالضيق أو القلق بسهولة بشأن السياسة في بلدنا، إلا أن هذا حدّ تم اختراقه، وشيء لم نشهده من قبل”. ووصف ما جرى بأنه “أمر شائن، واستخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي بهذه الطريقة يثير تساؤلات لدى العديد من الأميركيين حول إمكانية الثقة مجددا بمكتب التحقيقات الفيدرالي، أو وزارة العدل”.
ويرى النقاد أن “مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي مقر ترامب هي الأحدث ضمن سلسلة هجمات ضد الرئيس السابق في ظل إدارة خلفه بايدن”.
وأفاد ترامب الاثنين أن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف.بي.آي” داهموا مقر إقامته في منتجع “مار ايه لاغو” بفلوريدا، في ما وصفه بأنه “اضطهاد سياسي”.
ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي تأكيد حصول عملية التفتيش أو الغاية منها، كما أن ترامب لم يعط أي إشارة عن سبب مداهمة منزله، ما يزيد من الضغوط القضائية التي يتعرض لها الرئيس السابق.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عدة عن مصادر مطلعة على الملف قولها إن عملية التفتيش تمت بإذن من المحكمة وهي متعلقة بسوء تعامل محتمل مع مستندات سرية تم نقلها إلى “مار ايه لاغو”.
وقال ترامب في بيان نشره على منصة التواصل الاجتماعي “تروث” التي يملكها “إنها أوقات عصيبة تمر بها أمتنا حيث يخضع منزلي الجميل في مار ايه لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا حاليا للحصار والمداهمة والاحتلال من قبل مجموعة كبيرة من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي”.
وأظهرت صور جوية لمنتجع “مار ايه لاغو” سيارات شرطة أمام مقر ترامب. وأضاف ترامب، الذي لم يكن موجودا في منزله في بالم بيتش خلال المداهمة وفق صحيفة نيويورك تايمز “إنه سوء سلوك من جانب الادعاء العام، واستخدام لنظام العدالة كسلاح، وهجوم يشنه الديمقراطيون من اليسار المتطرف الذين يحاولون بشكل يائس منعي من الترشح للرئاسة في عام 2024″، مشددا على أنه عرضة “لاضطهاد سياسي”.
ومضى يقول “اعتداء كهذا لا يحصل سوى في بلدان العالم الثالث المستضعفة. وللأسف تحولت الولايات المتحدة إلى بلد من هذه البلدان”. ولجأ بعض المسؤولين الجمهوريين الكبار إلى وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد هذه العملية، متهمين وزارة العدل بتجاوز صلاحياتها.
◙ استرداد الصناديق أثار تساؤلات حول التزام ترامب بقوانين السجلات الرئاسية التي تم وضعها بعد فضيحة ووترغيت
وفي فبراير كانت هيئة المحفوظات الوطنية الأميركية قد كشفت أنها استردت 15 صندوقا من الوثائق من مقر ترامب في فلوريدا تضمنت بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” مستندات سرية للغاية حملها ترامب معه عند مغادرته واشنطن بعد خسارته الانتخابات.
وكان من المفترض أن يسلم ترامب في نهاية ولايته الوثائق والمدونات التي بحوزته، ولكنه بدلا من ذلك نقلها معه إلى منزله. وتضمنت الوثائق أيضا مراسلات خاصة بالرئيس الأسبق باراك أوباما.
وأثار استرداد الصناديق تساؤلات حول التزام ترامب بقوانين السجلات الرئاسية التي تم وضعها بعد فضيحة “ووترغيت” في السبعينات ويُطلب بموجبها من الرؤساء الاحتفاظ بالسجلات المتعلقة بعملهم.
ووفقا لكتاب يصدر قريبا لماغي هابرمان مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز”، كان موظفو البيت الأبيض يكتشفون بانتظام أكواما من الورق تسد المراحيض، ما دفعهم للاعتقاد بأن ترامب كان يحاول التخلص من وثائق معينة.
ومنذ رحلته الأخيرة في الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” من واشنطن إلى فلوريدا في العشرين من يناير من العام الماضي، لم يتوقف ترامب عن بث أخبار مضللة عن فوزه في انتخابات العام 2020.
العرب