علاقة نيودلهي بموسكو تلقي بظلالها على “كواد”

علاقة نيودلهي بموسكو تلقي بظلالها على “كواد”

نيودلهي – تأسس تحالف ”كواد“ الرباعي قبل أكثر من عشر سنوات لمساعدة الدول الديمقراطية في تنسيق جهودها لمواجهة صعود الصين، ومنذ لك الحين بدأت مناقشات إصلاح الحوار في 2017 تحت قيادة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي غيّر المعادلة تماماً، فقد واجهت العلاقات الهندية الروسية القائمة منذ فترة طويلة اختبارات أكثر من ذي قبل، من بقية دول التحالف.

وعلى الرغم من طمأنة وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، في أكتوبر الماضي أعضاء “كواد“ إلى أن علاقات الهند العسكرية والتجارية الوثيقة، لن تقوض فاعلية الشراكة الأمنية رغم تزايد حدة التوتر بين موسكو والدول الغربية بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، إلا أن مجرّد الإشارة إلى ذلك تعني أن حواراً في الخلفية يدور حول الموقف الهندي من روسيا.

روسيا باتت أكبر مورد للنفط للهند متجاوزة كافة المورّدين وفقًا لشركة تعقب شحنات الطاقة “فورتيكسا”

سوبرامانيام جايشانكار وزير الخارجية الهندي قال بدوره إن ”كواد ”تعمل بشكل جيد للغاية، أما وونج فزادت من الشكوك أكثر حين قالت إن “مستوى الثقة الإستراتيجية والاتساق الإستراتيجي بين شركاء (كواد) عميق وثابت”.

يذكر أن روسيا باتت، ومع مطلع نوفمبر الجاري، أكبر مورد للنفط للهند، متجاوزة كافة المورّدين، وفقًا لشركة تعقب شحنات الطاقة ”فورتيكسا“.

فقد زودت روسيا الهند بـ946 ألف برميل يوميًا من الخام الشهر الماضي وحده، وهو أعلى معدل على الإطلاق، وشكلت واردات النفط الروسية 22 في المئة من إجمالي واردات الهند من الخام.

وارتفع إجمالي واردات النفط الخام عن أرقام سبتمبر بنسبة 5 في المئة، وأصبح النفط الروسي الدعامة الأساسية لمصافي التكرير الهندية خلال الأشهر الستة الماضية فقط.

وكان قادة دول ”كواد“ قد عقدوا اجتماعا للمرة الأولى وجها لوجه في سبتمبر من العام الماضي. وعادوا والتقوا مجدداً في طوكيو خلال مايو الماضي، وأعلنوا معارضتهم لكافة محاولات “تغيير الوضع القائم بالقوة، وخصوصا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ“.

وفيما بقيت الهند هي الدولة الوحيدة في تحالف ”كواد“ التي لم تنتقد الغزو الروسي لأوكرانيا علناً، حرصت على مشاركة حلفائها الثلاثة الآخرين ببيان أدان بشكل عام ما سمّاها “عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية والجهود المبذولة لتعطيل أنشطة استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى“. لكن البيان تجنّب الإدانة العلنية للصين أو روسيا.

العرب