أكد الجيش الروسي الخميس بدء السحب الجزئي لقواته من منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا)، في حين أعلنت كييف استعادة 12 بلدة في المنطقة.
وجاء هذا التأكيد بعد يوم على إعلان موسكو الانسحاب من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، حيث تقع عاصمة المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “تجري وحدات الجنود الروس مناورات باتجاه موقع معد لها على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو، بما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة”.
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني استعادة 12 بلدة في منطقة خيرسون التي تعرضت لضغط هجوم أوكراني مضاد قبل الانسحاب الروسي، حسب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.
وقال زالوجني عبر تليغرام “أمس، تقدّمت وحدات من قوات الدفاع 7 كيلومترات، مسيطرة على 6 بلدات في اتجاه بيتروبافليفكا-نوفورايسك”.
وأشار إلى أن الجيش الأوكراني استعاد أيضا “السيطرة على 6 بلدات باتجاه بيرفومايسكي-خيرسون”، أي بما يزيد على 260 كيلومترا مربعا.
وفي تطور مفاجئ أمس، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الروسية ستنسحب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، التي تشمل خيرسون، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا منذ الهجوم على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وفي السياق ذاته، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقرار روسيا الانسحاب من منطقة خيرسون، واصفا القرار بأنه “إيجابي ومهم”.
وجاءت تصريحات أردوغان اليوم الخميس لصحفيين قبيل انطلاقه إلى أوزبكستان للمشاركة في قمة منظمة الدول التركية.
بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم الخميس أنه يراقب كيفية انسحاب الروس من منطقة خيرسون، مبينا أن الانسحاب -إذا تأكد- سيشكّل “نصرًا جديدا لأوكرانيا”.
وقال ستولتنبرغ -بعد محادثات أجراها مع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني في روما- “علينا مراقبة تطور الوضع على الأرض في الأيام المقبلة، لكن من الواضح أن روسيا تحت ضغط كبير، وإذا غادرت خيرسون سيشكل ذلك نصرا جديدا لأوكرانيا”.
“مدينة للموت”
وقال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني اليوم الخميس إن روسيا تريد تحويل خيرسون إلى “مدينة للموت”.
واتهم ميخائيلو بودولياك المستشار السياسي للرئيس الأوكراني روسيا بزرع الألغام في كل مكان؛ بدءا من الشقق السكنية وحتى الصرف الصحي، والتخطيط لقصف خيرسون من الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
وكتب بودولياك على تويتر “تريد روسيا الاتحادية تحويل خيرسون إلى مدينة للموت؛ يزرع الجيش الروسي الألغام في كل مكان بوسعهم زرعها فيه؛ الشقق السكنية والصرف الصحي، وتخطط المدفعية على الضفة الغربية لتحويل المدينة إلى أثر بعد عين”.
يذكر أن مدينة خيرسون تتحكم في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.
ووفق محللين، فإن الخطوة تمثل انعطافا كبيرا في العمليات العسكرية الروسية؛ إذ إنها أول خطوة من نوعها منذ سيطرة القوات الروسية على مقاطعة خيرسون في مارس/آذار الماضي.
المصدر : وكالات