يرى مقال في صحيفة غارديان البريطانية أن قرار الانسحاب الروسي من مدينة خيرسون الأوكرانية إلى مواقع دفاعية على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو يستند إلى منطق عسكري سليم، فموسكو تدرك أن تكلفة الحفاظ على سيطرتها على المدينة ستكون باهظة من حيث القوات والعتاد.
ويشير المقال إلى أن الانسحاب سيساعد القوات الروسية على تعزيز مواقعها الدفاعية خلال فصل الشتاء، بيد أنه ومن الناحية الإستراتيجية يمثل هزيمة لا لبس فيها لموسكو وفق ما يراه كاتب المقال المحلل العسكري البريطاني جاك واتلينغ.
وبحسب الكاتب فإن من أبرز دلالات الحدث كونه يشير إلى تحوُّل في الإستراتيجية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
فالبرغم من أن كفة المعركة حول خيرسون كانت تميل لصالح القوات الأوكرانية، فإن الجيش الروسي وجد نفسه مقيدًا بالواقع السياسي للمدينة، إذ إن الانسحاب من عاصمة مقاطعة خيرسون بعد ضم المقاطعة لروسيا ينطوي على مخاطر سياسية ويعتبر أمرا غير مقبول بالنسبة للأوساط السياسية والشعبية الروسية.
ويُرجع الكاتب ذلك إلى كون خيرسون هي المدينة الرئيسية الوحيدة التي تمكنت روسيا من الاستيلاء عليها بنجاح خلال الغزو.
ويقول المحلل العسكري البريطاني إنه بالرغم من كل الاعتبارات السابقة، فإن الكرملين خلُص إلى أن التعامل مع التداعيات السياسية الناجمة عن انسحاب منظم سيكون أخفّ ثمنا من تداعيات التخلي عن المدينة.
ويخلُص المقال إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -بموافقته على الانسحاب- يكون قد وافق على تحول في الإستراتيجية الروسية في أوكرانيا، تسعى موسكو من خلاله لإضعاف الهجمات العسكرية الأوكرانية ضد خطوط الدفاع الروسية التي أنشئت حديثا، في حين تستمر في حربها الاقتصادية لإنهاك الغرب وإضعاف عزيمته وقدرته على إمداد أوكرانيا بالسلاح، في وقت يستعد الكرملين لتجنيد مزيد من القوات للقتال العام المقبل.
المصدر : غارديان